مقالات مختارة - ما ينطبق على الكويت قد ينطبق على ليبيا

تقدم الأمم باحترام القوانين

غير كلمة الكويت الى كلمة ليبيا والكويتى الى ليبي وانت تقراء فما المقال

كنت قادما من اجازة قصيرة في المملكة المتحدة، المحببة عند كل كويتي (ليبيى)، وكالعادة عندما اسافر أتحسر على ما اشاهده واقارنه عندنا في الكويت (ليبيا) من تطور في الخدمات، ناهيك عن المباني المبنية منذ مئات السنين ولم تتأثر لعوامل البيئة الطبيعية. ففي المطار الموظفون من الاصول الهندية، وهم موظفون للجمارك والهجرة، ولا فرق بينهم وبين الانكليزي الاصلي، وهم سواسية ولا فرق بينهم الا الشكل فقط، ففي بريطانيا يحاكم من يتحدث عن العنصرية ويقول «انا كذا وهذا كذا»، مثلما الحاصل عندنا «انا كويتي (ليبي) وانت شنو؟!».
النظافة في كل مكان ليس لوجود شركات نظافة ولكن لوجود ضمير مزروع مع كل فرد يعيش على هذه الارض وشعور بالمسؤولية كما هو الحاصل عندنا في الكويت (ليبيا) اكوام الزبالة والاتربة مرمية في كل مكان وابسطها فتح شبابيك السيارات ورمي المحارم واعقاب السجائر التي تشبه صاروخا منطلقا.
احترام المرور والسير يا للعجب، لم اشاهد احتراما مثل احترام السائقين لقوانين المرور، فكل سيارة في حارتها، والكل يحترم الدور، والكل يدخل الدوار عند خلوه، ولا احد يقف بالممنوع، ومن يقف يحاسب على الفور، ولم اسمع ابواق السيارات الا للضرورة القصوى كما الحاصل عندنا، عدم احترام للقانون، وعدم احترام السير، فالكل يسير في حارات الامان، ولا احد يخاف او يرتعب من القوانين المطاطية، والكل يتسابق للوقوف عند الاشارة المرورية على الجانبين يمين ويسار، ويسير في الخطوط السريعة كالوحش يتخطى يمينا ويسارا.
حتى الاولمبياد وضعوا لها خطوط سير على الشوارع، وممنوع على اي سيارة ان تتخطى هذا الخط والمخالفة 150 جنيها استرلينيا، ولو عندنا لكانت الايرادات بالملايين.
جميع معاملاتهم بالبريد من البنوك الى الضرائب والكهرباء والماء والغاز شيء اساسي لجميع ساكني بريطانيا، وهي سريعة جدا تصل خلال يوم او يومين، كما هو الحاصل عندنا، تصلك الرسالة بعد سنة ومن داخل الكويت (ليبيا)ولا توجد صناديق زرقاء للبريد كما عهدناه بالسابق وانتهت الآن لانه بالفعل لا نثق بالبريد ولا ساعي البريد الذي يرمي البريد بالزبالة لينتهي من عمله.
الاستعلامات خلال ثوان يردون عليك ويعطونك الرقم آليا ليعطي موظف الاستعلامات وقتا للرد على باقي المكالمات مثلما الحاصل عندنا، لا يرد عليك الموظف الا بعد طلعة الروح، لا، والعجب يعطيك رقما مفصولا، اين التنسيق اين المعلوماتية وصرف مبالغ على البرامج؟
الصدق في التعامل عندهم شعار، اما نحن فنفتخر بالكذب والسلب والنهب والاحتيال.
مع شديد الأسف، الاحترام عندنا غير موجود والاحساس بالمسؤولية مفقود، والمصلحة العامة بخبر كان، وصدق الشاعر احمد شوقي القائل:
انما الامم الاخلاق ما بقيت... فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا» هذا الحاصل والواقع المرير، ما في اخلاق، ما في احترام للقوانين، وما في احترام للقوانين يعني الفساد والسرقة والخراب والرجوع للخلف والتخلف والضياع.

فخري هاشم السيد رجب ( كاتبى كويتى)
2012/07/24