احذريا مارادونا فالقادم أصعب

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-06-24, 7:01 pm

وجهة نظر: احذريا مارادونا فالقادم أصعب!
نجح المنتخب الأرجنتيني في تحقيق العلامة الكاملة في المونديال حتي الآن من خلال تحقيقه لثلاثة إنتصارات ، حيث فاز في مباراته الإفتتاحية علي نيجيريا بهدف نظيف لهاينزه الظهير الأيسر – و لاعب نادي مارسيليا – ثم ألحق التانجو بالتنين الكوري هزيمة ثقيلة بنتيجة 4-1 وشهد هذا اللقاء تألقاً كبيراً لنجم هجوم ريال مدريد اللاعب هيجوايين الذي أحرز هاتريك في ذلك اللقاء تصدر على إثره قائمة هدافي المونديال، كما فاز أبناء مارادونا بالأمس علي زملاء ساماراس بنتيجة 2-0، أحرز الهدفيْن المدافع المتميز ديميكيلس، و الهداف المخضرم باليرمو.
نتائج جيدة، عروض مقبولة للغاية، فريق منضبط، يلعب بروح إستثنائية، و حماس غير عادي ، تشعر - عزيزي القارئ - في وجوه اللاعبين برغبة أكيدة في تقديم مونديال رائع و المضي قدماً نحو معانقة الكأس الذهبية و تحقيق مفاجآة مدوية، فالأرجنتين تأهلت بشِق الأنفس إلى المونديال، مما جعل الكل يشكك في قدرة مارادونا علي قيادة الأرجنتين لعبور حتي دور المجموعات في كأس العالم، و رأي أغلب المحللون قبل إنطلاق المونديال أن مارادونا مدرب غير قادر على قيادة منتخب كبير مثل الأرجنتين، فهو ليست لدية الخبرة الكافية لتولي المسئولية الفنية لواحد من أقوي المنتخبات في العالم ،، و لكن، مارادونا رد بكل قوة علي المشككين و المنتقدين من خلال ثلاثة انتصارات، و عروض جيدة للغاية.
عزيزي القارئ
نستطيع القول بأن مارادونا نجح بإمتياز في لم شمل منتخب التانجو، و استطاع أن يخلق إنسجاماً واضحاً بين اللاعبين و بعضهم من جهة، و بينه و بين لاعبيه من جهة آخري، فيتضح بشدة من خلال تعامل مارادونا مع اللاعبين أن هناك تفاهم و ترابط غير عادي ، هو يقدرّهم و هم يحترمونه، الكل في منتخب الأرجنتين علي قلب رجل واحد، تشعر بوجود إنصهار في التشكيلة الأرجنتينية، الكل سواسية، و لا تشعر بوجود النجم البارز، و هذا نجاح كبير للأسطورة مارادونا.
أما فنياً، فالمنتخب الأرجنتيني يقدم عروضاً جيدة، و هذا شئ متوقع في الحقيقة لما يمتلكه هذا المنتخب من عناصر متميزة للغاية في كافة المراكز، بداية من صامويل و ديميكيلس في قلب الدفاع، مروراً بالخبير "فيرون" و لاعب الإرتكاز بإمتياز "ماسكيرانو"، مرورا بالثنائي الرائع ماكسي رودريجز و الموهوب أنخيل دي ماريا – المطلوب في الريال – و أخيراً، كتيبة الرعب الهجومية للتانجو، علي رأسها بالتأكيد أفضل لاعب في العالم، الولد الشقي "ليو ميسي".
إستطاع مارادونا توظيف لاعبيه جيداً، و أفضل ما صنعه مارادونا فنياً أن اعتمد طريقة لعب جماعية، و لم يركن لاستغلال المهارات الفردية للاعبيه، بل غلف تلك الفنيات العالية باللعب الجماعي، الذي هو دائماً و أبداً السر في نجاح أي فريق.
أبرز ما يعيب المنتخب الأرجنتيني في هذا المونديال هي الأخطاء الدفاعية الساذجة بين ظفريْن، خطأ دفاعي ساذج كلف الأرجنتين هدفاً مجانياً في مبارة كوريا الجنوبية، و خطأ آخر ساذج إرتكبه دفاع التانجو في مباراة اليونان كاد أن يكلفهم هدفاً آخر، إذا استمرت هذه الأخطاء الدفاعية في المباريات المقبلة، فسيجد زملاء فيرون صعوبة كبيرة في الوصول للنهائي، خصوصاً إذا اصطدم المنتخب الأرجنتيني بمنتخب صلب دفاعياً مثل منتخب أوروجواي – الحصان الأسود البطولة - الذي لم تهتز شباكه و لو مرة واحدة خلال الثلاث مباريات التي خاضها أمام المكسيك و جنوب أفريقيا و فرنسا، لذلك لابد أن يكون الشغل الشاغل لدى مارادونا و جهازه المعاون في الأيام المقبلة هو ترميم الدفاعات، و سد الثغرات، و تدارك الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها المدافعون خلال لقاءات دور المجموعات، حتي لا تتكرر مثل هذه الأخطاء في مباريات خروج المغلوب.
لابد أن يعيد مارادونا تنظيم صفوف دفاعاته، و يعطي تعليماته للاعبي الوسط بمعاونة رباعي الدفاع الذي لطالما يجد نفسه في مواجهة المنظومة الهجومية للخصم دون معاونة من خط الوسط ، المنظومة الدفاعية لابد أن تلتحم فيها الخطوط الثلاثة لتشكيل حائط صد منيع يحول دون وصول لاعبي الخصم لحارس المرمي، كما يجب علي لاعبي الدفاع التغطية علي بعضهم البعض، بمعني أن يغطي قلب الدفاع علي زميله الآخر في نفس المركز ، و يغطي الظهير تغطية عكسية بمعني أن يقوم بدور "الليبرو" إذا لزم الأمر.
ميسي و زملائه قادرون علي الذهاب بعيداً في مونديال جنوب أفريقيا، بإمكانيات اللاعبين، و بالإصرار و العزيمة و الروح التي يتمتع بها المعسكر الأرجنتيني، و لكن القادم أصعب، فلابد من بذل المزيد من الجهد و العرق من أجل أن يحظى منتخب التانجو بشرف التواجد يوم 11 يوليو المقبل في نهائي المونديال.