هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-12-16, 6:35 am

هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟
وداعاً 2010 : زلزال الاقتصاد يجبر أوروبا على شد الأحزمة

كان العام 2010 كارثياً لأوروبا على الصعيد الاقتصادي مع الأزمة المالية التي حلت باليونان وايرلندا واستوجبت إقرار خطتي إنقاذ للبلدين تقابلهما خطتا تقشف، ما أرغم منطقة اليورو على بدء حملة إصلاح معمقة لتخطي المحنة. وأعلنت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ملخصة الوضع إن "فشل اليورو، فإن أوروبا هي التي ستفشل". وبدأت الأزمة مصرفية ومالية منذ 2008 بالولايات المتحدة، التي صدرتها إلى أوروبا إثر إفلاس مصرف ليمان براذرز، ثم تحولت إلى أزمة اقتصادية مع حدوث أخطر انكماش اقتصادي عرفته أوروبا منذ العام 1945، واتخذت هذه السنة منحى مالياً واجتماعياً تحت تأثير تزايد العجز في الميزانيات والديون، فارضة على جميع البلدان ضبط النفقات. فاليونان التي وصلت الى حد الإفلاس، بات التقشف على أشده، وفي ايرلندا تم الحد من المساعدات الاجتماعية وتخفيض أجور موظفي الدولة وزيادة الضرائب، وهو ثمن الحصول على مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين خصصا قروضاً بقيمة 110 مليارات يورو لليونان في مايو وقروضاً بـ «85» مليار يورو لايرلندا في نوفمبر ، بينما تراقب الأسواق الدول المرشحة لانتقال العدوى إليها وفي طليعتها البرتغال واسبانيا.
هذه الأزمة جاءت بمثابة صفعة قوية لأوروبا التي تشعر بتراجعها إزاء القوى الناشئة، وصندوق النقد الدولي لم يهرع هذه المرة لمساعدة دول مثل المكسيك والأرجنتين وأندونيسيا، بل دول أوروبية.
أوروبا تدفع ثمن تزايد بطيء وثابت في دَينِها منذ السبعينات وانتهاء مرحلة النمو الاقتصادي القوي في الفترة ما بين 1945 و 1974، وهي منذ ذلك الحين تقترض للحفاظ على مستواها المعيشي، ما دعا دبلوماسياً أوروبياً للقول : إن "الأسواق أعطت إشارة بانتهاء العطلة".
وبعد الأزمة الاجتماعية التي ظهرت جليا في بلدان عدة مع التظاهرات العنيفة في لندن ضد رفع الأقساط المدرسية والجامعية وإحراق مصرف في اليونان، ما تسبب في سقوط قتلى واضطرابات حول إصلاح النظام التقاعدي في فرنسا، من المحتمل أن تقضي المرحلة المقبلة بقيام أزمة سياسية. وفي هذا السياق يسجل بروز اليمين المتطرف مع تحقيقه اختراقا تاريخيا في السويد عام 2010 وتقدما في دول مثل هولندا والمجر.
ويبدي الألمان مخاوف من أن يغتنم الشعبويون أزمة اليورو في بلادهم، ويستفيدون من المعارضة الشعبية المتزايدة لدفع ديون دول الجوار . وسعياً منها لتجنب التفكك، باشرت منطقة اليورو عملية تحول من أجل إصلاح نقاط الخلل المتوارثة عبر إصلاحات لم تكن لتخطر على بال أحد قبل فترة قصيرة.
وقام الاتحاد النقدي بإزالة الحاجز الألماني الذي كان يمنع أي آلية تضامن مالي بين الدول، كذلك إقرار صندوق إنقاذ بقيمة 750 مليار يورو بشكل عاجل في ختام سباق ضد الساعة لإنقاذ اليورو. كما سيتم تشديد شروط الانضباط في الميزانية، وستلزم الدول الأوروبية اعتبارا من العام 2011 بالحصول على موافقة بروكسل على مشاريع ميزانياتها الوطنية قبل طرحها على البرلمان لإقرارها، ما يعتبر بمثابة ثورة حقيقية.وسيترافق هذا الشرط مع تشديد العقوبات بحق الدول المتساهلة. وبعدما اعتبر لفترة طويلة من المحرمات، بدأت ملامح اتحاد مالي تلوح في قلب القارة العجوز.

من طرف **زهرة اللوتس** 2010-12-16, 8:19 am

مشكورعلى التغطية الرائعة.مميزدائما

من طرف amol 2011-01-08, 12:06 am

هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟

هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟

رد: هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟

رد: هل يصلح «اليورو» ما أفسده «الدولار» ؟