هل نحن حقا نعني ما نقول ؟

هل نحن حقا نعني ما نقول ؟

بسم الله
الناظر لليبيين في بداية ثورتهم يراهم كلهم ثوار ، منهم من ذهب إلى الجبهات يقاتل ومنهم من تولى الإمداد والمساندة حتى النساء يجهزن الأكل والشراب للمقاتلين ، وتبرع الكثيرين بالمال والسيارات والمواد الغذائية بشتى الأشكال والأنواع ، وتجمع الكثير منهم في الساحات يهللون ويكبرون يرددون الأهازيج التي تشحذ الهمم وتشجع علي الإقدام في ميادين القنال ، عند ذلك تقول ان الشعب كله ثوار ....

وبعد التحرير ترى هذه الحشود وقد تحولت إلى اعتصامات تسد الشوارع وتقفل المصالح الحيوية والشركات وتطرد موظفيها وتعطلها عن العمل ، كما انها تنهب المصارف وتقتل القائمين عليها ، بل تهاجم كل المواقع وتشعل الحرب في كل مكان حتى المجلس الوطني لم يسلم منهم هاجموه بالقنابل وهشموا سيارة رئيسه وهم يرقصون عليها وكانها سيارة القذافي وحاصروا الحكومة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، ولم يسلم احد من ألسنتهم التي تطلق الاتهامات جزاف دون دليل لكل من حاول الإصلاح وعلي كل مدينة نظمت نفسها أو حاولت ذلك .... وكأن الشعب كله مع القذافي .

فكيف نستطيع أن نوفق بين هذه التناقضات حتى نقنع أنفسنا اولا ثم العالم من حولنا باننا قمنا بثورة حقيقية من أجل ان نعيش في حرية واستقرار في دولة القانون المنشودة بعد تشتت دام اكثر من اربعين سنة بين غربة وبين ظلام السجون .

نسأل الله العلي العظيم أن يردنا إلى الحق والصواب لكي نحقق آمالنا في بناء دولة ليبيا الحره التي تقر الحق وترفض الظلم وينعم شعبها بالعيش الكريم علي ارضه في جو يسوده الحب والألفة بين أفراده .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته