"اخر اللحظات في اعلام القذافي "" "وما لاتعرفوه عن أحداث قناة

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-04-28, 8:10 am

"اخر اللحظات في اعلام القذافي "" "وما لاتعرفوه عن أحداث قناة الليبية سابقا أثناء الثورة " في لقاء مع مدير قناة الليبية سابقا "عطالله المزوغي " حوار : مـحمـد أحـفيـظة
لا أدَّعي البطولة ولكن انسحبتُ من العمل الإعلامي في الشهر الثاني من الثورة وبصعوبة بالغة
قناة الليبية أصبحت مقراً للقيادات الأمنية
- كيف كان موقف )عطا الله المزوغي( مع انطلاق ثورة 17 فبراير؟
- بسم الله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، أترحم على شُهداء ليبيا، وشفى الله جرحانا وأعاد مفقودينا.. رغم كل ما كانت تشهده ليبيا في السابق من تردّي وفساد ومظالم إلا أن النظام كان يوهم الناس بأنه ضد ذلك، وهذه مفارقة مفضوحة واستخفاف بعقول الليبيين، فهذه الحالة عامةً كانت سائدة مع تفجير ثورة 17 فبراير، كانت الصورة التي سوقها النظام عن الحدث مشوهة تماماً حيث روّج أن تنظيم القاعدة عبر خلاياه يزعزع أمن البلاد التي لم تشهد بداية الحراك رغم رغبة الجميع بل تأهيلهم خصوصاً وأن الثورة لم يواكبها نشاط إعلامي استنهاضي قوي ومنظم منذ بداياتها، إذا استثنينا بعض الجهود والمبادرات المميزة ولذلك طبعاً مبررراته، ولكن سرعان ما اتضحت الصورة وانكشفت الحقيقة من خلال محاولة إبادة أهلنا في بنغازي بالطيران، وكذلك مصراتة والزاوية والجبل الغربي بمختلف أنواع الأسلحة وعمليات القبض والاعتقال والقتل العشوائي للثوار في مختلف المدن الليبية..
ثم جاء خطاب رأس النظام الذي أفصح عن الاستهتار بدماء الليبيين وعدم الاكتراث بمطالب الشعب، أمام كل هذا كيف سيكون موقفنا أو موقفي تحديداً؟
لا أدَّعي البطولة أو أزايد على أيٍّ كان، ولكن كان موقفي إلى جانب الناس والشارع ومع ليبيا ضد هدر دماء وأرواح أبنائها الغالية، وقررتُ الانسحاب من العمل الإعلامي في الشهر الثاني من الثورة وبصعوبة بالغة، رغم محاولات الشد والتوريط وحتى التخوين، ولا داعي للخوض في تفاصيل تلك الفترة ومواقفها فلذلك وقته، ولكن لابد أن أذكر مواقف وقناعات غالبية الزملاء، والإعلاميين والإذاعيين الذين كنتُ التقيهم فقد كانت غاية الوطنية والشرف رغم خطورة الوضع..

- أين هو عطا الله الآن؟
- عطاالله موجود وككل الليبيين الذين يطمحون أن تكون ليبيا دولة الحرية والعدالة والسعادة والقانون، ولن اكتفي بالطموح بل أسعى الآن لبذل كل ما أستطيع لأسهم في صنع ليبيا الجديدة وبناء هذا البلد الطيب.. فمنذ تحرير طرابلس أمارس نشاطي عبر مؤسسات المجتمع المدني لأجل تعميق مفاهيم المواطنة الفاعلة لدى الناس، والإشراف على أنشطة تثقيفية وتوعوية طالما حُرِمَ منها أهلنا واعتازت لها بلادنا، إضافة إلى اهتمامنا بمخاض المشهد الإعلامي في بلادنا، والذي لم يتبلور في صيغة واضحة المعالم حتى الآن، ولأسباب أغلبها غير مبرر.. فأنا على تواصل مستمر مع الزملاء في الإذاعات والقنوات المرئية لدينا، الذين أتمنى لهم كل التوفيق في بعث وسائل إعلام تكون بحجم النقلة التي شهدتها بلادنا.

- لماذا الابتعاد عن مجال (عطا الله) الأساس الإعلام .. خاصةً في هذا الظرف؟
- أنا لم أبتعد عن مجال الإعلام الذي ساقني القدرُ إليه في مرحلة ربما لم أكن ناضج الاختيار عمرياً وإلا لما اخترته من الأساس لاعتبارات أدركتُها أخيراً، ولكن بفضل الله حالفني فيه شيء من النجاح مهنياً، وحتى هذا النجاح لا قيمة له في غياب مناخ لا يستوعب مسببات النجاح، وأفق تتدرج مدياته بين الاختزال والعتمة، ورغم ذلك ترعرعت فينا حاسة جديدة أسميناها علاقة بالمهنة واءمت بين استطعامنا للمتعة والوجع وسبكت في أعماقنا مضغة لإعلام ساورنا كثيراً لكن لم يولد بعد.. فالمسألة لدي ليست قرباً أو بعداً أي لا يحكمها المكان أو التواجد، بل تحددها مستدعياته.
فإذا كان الواقع الإعلامي الآن كما تصفه، فهل الصحيح هو الانخراط فيه، لا أعتقد بأن الانخراط في واقع إعلامي متخبط يُجدي شيئاً الآن، لكن إعادة النظر في هذا الواقع ومحاولة ترتيبه وفق رؤية علمية تستوعب متطلبات المرحلة عملياً هو الأجدى، وهذا أمر يملكه صانع القرار، وبالتالي تتهيأ عوامل جذب المتفرجين من ذوي العلاقة بالمجال.

- برأيك كيف يتم الخروج من هذه الفوضى؟
- دعنا نسمّي الوضع غياب تنظيم بدل فوضى.. لأن غياب التنظيم يمكن معالجته، أما الفوضى فهي حالة قد يستعصي علاجها.
الإعلام مسؤولية مهنية ووطنية ترتبها اعتبارات الولاء للوطن وأخلاقيات المهنة، هذا من حيث القيمة.. أما من حيث الدور فهو وسيلة التخاطب مع عقول الناس.. ولا أعتقد وجود أدق وأخطر من هذه القيمة وذاك الدور في أي مجتمع.
وهذان العنصران لو اتفقنا على أنهما جوهر العملية الإعلامية فلا بد من وجود أطر تنظمهما وصيغ وآليات تجعل منهما دليلاً في ممارسة العمل الإعلامي.
فالإطار المفتقد الآن هو المؤسسة القوية المنبثقة من الوسط الإعلامي والمدركة لكل تفاصيله والملمة بكل أعبائه والعارفة بكل كفاءاته .. لن أقول وزارة نظراً للحساسية المسبقة التي أشيعت حول وزارة للإعلام بدعوى أن الإعلام لن يكون حراً حينها، ورغم أن هذه دعوى حق لا أعتقد يراد بها باطل، ولكن جانبها صواب خصوصية المرحلة التي يراد فيها تكوين إعلام دون وزارة.. فالوزارة لا يمكن أن تصبح كابحاً لحرية الإعلام ما دام المناخ السائد في البلاد مناخ ديمقراطي وليس بمقدور وزير الإعلام توجيه رأي صحيفة أو فرض خطاب إذاعي ما دام المبدأ يتفق عليه الجميع من الوزير إلى مدير التحرير إلى الكاتب وهو أن الإعلام حر والقانون يكفل ذلك، وهذا على الأقل في مرحلة تكوين المؤسسات الإعلامية ونهوضها.. وفي الواقع الآن القنوات المرئية تتبع وزارة الثقافة التي لا يقل عبء الثقافة ووضعها المأساوي في البلاد الذي يجب أن تضطلع به عن مسؤولية الإعلام ومهامه الجسيمة .. وحتى من حيث الدور فإن كان القطاعان يلتقيان كمكملين لبعضهما….
( يتبع ) فى العدد القادم