أنور باشا 1881_ 1912م

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-14, 5:43 pm

أنور باشا 1881_ 1912م
بقلم / أسامة خطاب الجارد

كثر الكلام… و اللغط..هذه الأيام..حول ما دار من تضحيات وجهاد ضد المستعمر الايطالي الغاشم..وكل يروى حسب نواياه وتوجهاته فى ظل صمت المؤرخين و الباحثين في مجالات التاريخ المختلفة. فظهر من يكتب عن مجاهد قريب له مجده أيما تمجيد بقصد أو من غير قصد وتم إقصاء الآخرين وتجاهل دورهم في حركة الجهاد.

فحركة الجهاد ليست بندقية و حصان أو اعتراض لرتل سيارات العدو أو الهجوم ليلا على المعسكرات ونهبها، هي حركة قادها رجال أفذاذ خططوا لها..و وضعوا أسسها التي صارت عليها إلى أن تم لها دحر العدو.
وحركة الجهاد حركة منظمة تعتمد على الشق السياسي ,الذي يضع الخطط ويختار الظروف الملائمة لتنفيذها ويقوم بالتفاوض مع مختلف الأطراف ، والشق العسكري الذي ينظم المجاهدين في أفراد وجماعات..تتلقى تعليماتها من القيادة العليا. وقد خرج من بين القادة و الزعماء لهذه الحركة الجهادية أبطالا لا يمكن بأية حال من الأحوال أن نتجاهلهم..أو يتجاهلهم من يكتب عن تلك الحقبة.

ومن هنا علينا أن لا نغفل دور من انخرطوا في حركة الجهاد من العرب و غيرهم مثل – محمد صالح حرب و عمر طوسون - اللذين كانا خير داعما لحركة الجهاد الليبي. و يتضح الأمر جليا في معظم الأقطار التي واجهت فترة الاستعمار بالنضال فى سوريا و لبنان وفلسطين. وخير دليل هو مشاركة المجاهدين الليبيين في حرب1948م في فلسطين. ومن الشخصيات البارزة في تاريخ النضال الليبي ضد الايطاليين هو أنور باشا وهو شخصية عسكرية تركية فذة ومجاهد حقيقي عين قائداً للمقاومة الشعبية ضد الغزو الايطالي لليبيا في الفترة ما بين نوفمبر 1911 وحتى ديسمبر 1912 دخل كغيره من الضباط الأتراك عبر الحدود المصرية الليبية ومنذ وصوله بدأ في تنظيم صفوف حركة الجهاد متخذاً من مرتفع أبو منصور في درنة معسكراً لهُ وعمل على كسب ود القبائل فقد كان دور أنور باشا صعباً حيث كان يقوم بحل الخلافات بين القبائل فالتجأ إلى الزوايا السنوسية نظراً لارتباطها بالبيئة الاجتماعية مما جعل القبائل تنصاع لها بسهولة وهذا ما ذكره أنور باشا لأحد الصحفيين قائلاً : أنك لم تشهد كل هذا فحسب إذ لم تنسي إن أعظم دروس حربنا ما تشهده الآن وفي هذه اللحظة من تألف بين مختلف القبائل التي هبت جميعها هبة رجل واحد للدفاع عن وطنها.

بدأ يوظف كل خبرته العسكرية والحربية في تنظيم كتائب المجاهدين وقد تأسس هذا الجيش من القبائل المنتشرة في الجبل الأخضر في نظام ادوار { دور } أي كل قبيلة تتناوب وبدأ في منح الرتب العسكرية على المجاهدين مثل القائم مقام – والقمندان – البكباشي – يوز باشي – كوجك ـ شاوش – ونفس هذا النظام الذي قام به 1912م. هو نفسه الذي اتخذه عمر المختار سنة 1922م.

ا لمجلس العسكري برئاسة أنور باشا ويتضمن كل من المناضلين "محمد الجيباني - صالح سرقيوه - عبد الوهاب الطرابلسي - محمد فركاش" 1912
ويصف في مذكراته حول تأسيس كتائب المجاهدين ( لقد أسست هذا الجيش برمته من لا شي كنت انفق على احتياجاته وتجهيزاته مبلغاً شهرياً قدره تسعة آلاف جنيه تركي من الدخل المخصص والبالغ عشرة ألاف جنية تركي ).
وقد كبدت قوات المجاهدين وعلى رأسهم أنور باشا العدو خسائر فادحة ولم تسمح له بالتقدم خطوة واحدة وظلت قوات الاحتلال محصورة في الشريط الساحلي وقد اعترف المؤرخون الأجانب بهذه الحقيقة وشجاعة ومقدرة هذه القوات الفائقة وما قدمته من تضحيات وفداء إذ تفاجأت القوات الايطالية بقوات مقاومة تشبه في تنظيمها وتشكيلها وجديتها الجيوش الأوروبية الحديثة ويقول أحد الشعراء الشعبيين مادحاً أنور باشا ويصف جيشه :
أنـور دار لنــا جيـــش ركــز
عسـاكـر رتبنـا تـرتيـب
أنـــور كيـف الحــر البـارز

أللـي ديمـا للصيـد طليب
أنـور جـاب لنـا كــل امعز

أنور باشـا سلطان عجيب
وعلى صعيد أخر أنشاء أنور باشا مدارس ابتدائية للذكور والإناث لتعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن… الخ.

وبعث 365 طالباً إلى المدارس التركية موزعين على مختلف المجالات وكان هؤلاء الطلب هم نواة الإدارة في فترة استقلال ليبيا فمنهم من تقلد مناصب وزارية ونواب ومدراء مناطق { نواحي } وبعد اتفاقية أوشي لوزان وقبل مغادرة أنور باشا الأراضي الليبية قاد سيارته التي كانت أول سيارة تشق الصحراء الليبية متجهاً إلى الجغبوب في 13 يناير 1912 وقابل السيد احمد الشريف واتفق معه على تأسيس حكومة سنوسية تدار من قبل الزاوية في الجغبوب وقد قال أحد الشعراء ممجداً لهذه الاتفاقية :
تــوافق سيــــدي والبـاشات علـى ريـات إللي خـزن ها القرنـات

تــرايــو أودارو مجمـع خيـر ابــراي ولايـــة في جغبــوب
البــي أنــور أوسيــدي الميــر
ويصف في مذكراته عشية مغادرته لليبيا ( وصل من بنغازي طلبه الذي نويت إرسالهم إلى المدارس التركية في اسطنبول وقد أدو أمامي النشيد الوطني وعند سماعي لأنغامهم وهم ينشدون دار في خلدي مدى بشاعة أن نسلم هذه الأرض وأهلها العظماء ولم أتمالك نفسي إزاء هذا الموقف فأغر ورقت عيناي بالدموع )
أستشهد أنور باشا ،وهو فوق صهوة جواده عن عمر يربوا على الأربعين يوم عيد الأضحى سنة 1922م. في تركستان دفاعاً عن الحرية وإعلاء راية الإسلام.
*إسماعيل أنور عرف بإسم أنور باشا
(22 نوفمبر1881-4 أغسطس1922)
قائد عسكري:عثماني
وأحد قادة حركة تركيا الفتاة
شارك في ثورة 1908ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني
ثم أصبح وزيراً للحربية (ناظر الحربية) في الدولة العثمانية
.شارك في معارك الجهاد الليبي ضد الغزو الايطالي وعمل على تنظيم حركة الجهاد بشكل عسكري مدروس 1911_ 1912
شارك في معارك الحرب العالمية خلال فقاد الجيش الثالث العثماني ضد الروس في القوقاز
ومني بهزيمة شديدة ثم تصدى للحملة البريطانية في العراق فقاد القوات العثمانية في
العراق
، ونجح في صد هجوم الجيش البريطاني ومنعه من دخول بغداد عام 1916م
، ولكنهُ سرعان ما تراجع وأنهزم وأستطاع الأنكليز احتلال بغداد عام 1917م
، وقد قتل خلال حرب الأستقلال التركية عام 1922