مقالات مختارة : محمد بن سليم لدينا أمين زراعة في السفارة الل

محمد بن سليم : إلى هيئة النزاهة, لدينا أمين زراعة في السفارة الليبية
26 مايو 2012
تعتبر الساحة الماليزية من أكثر الساحات المثيرة للجدل من بين ساحات العالم ، فتباينت مواقف أبناء الجالية الليبية بماليزيا ما بين مؤيد ومعارض لموقف السفارة من الثورة الليبية ، ولعل عدم مشاركة الجالية بالتسجيل لانتخابات المؤتمر الوطني العام وتبادل الاتهامات مع السفارة لعدم توفير القدر الكافي من التوعية لأهمية مشاركة الجالية وعدم توفير بطاقات انتخابية بالرغم من أن الجالية الليبية بماليزيا يصل عددها ما يفوق الأربعة آلاف طالب ، فضلاً عن عائلاتهم المتواجدة معهم باعتباره رقماً مهما لتسجيل أبناء (ليبيا) المتواجدين خارج البلاد وعدم مشاركتهم سيؤثر بشكل سلبي بكل تأكيد على سير انتخابات المؤتمر الوطني العام .

لعل تبادل هذه الاتهامات وعزوف الأغلبية عن المشاركة يأتي نتاج أن الشعور السائد لدى أبناء الجالية الليبية بماليزيا هو السلبية أو لعله الإحباط نظراً لاستمرار كوادر السفارة الليبية بالرغم من مواقفهم السلبية تجاه الثورة أبان انطلاقها وما صاحبه من استدعاء للشرطة الماليزية لفضّ أي مظاهرة نُظّمت من قِبل أبناء الجالية الليبية الشرفاء وهم كثر ، والذين كانوا يطالبون بإزاحة أزلام عصابة القذافي وأبنائه ، متسائلين عن ماهية العلاقة الوظيفية التي تجمع ما بين الزراعة والدبلوماسية كون السفير الحالي للسفارة الليبية بماليزيا قد تقلد العديد من المناصب بالجماهيرية المدفونة مع صاحبها ، وآخرها أمين للزراعة لجماهيرية القذافي ، لعله راجع إلى الخضرة والحدائق والطبيعة الخلابة بماليزيا تعيين سفيرها أمين سابق للزراعة لصلة اللون بالكتاب الأخضر والاستفادة من التجربة الماليزية بإنشاء الحدائق وحماية الغابات التي لطالما كان الأمين السابق للزراعة حريصاً على ذلك ، ولعل غابة الكشافة بمدينة (البيضاء) التي تم تقسيمها وتوزيعها بوضح النهار لمن يدفع أكثر .

وبالعودة إلى مقاطع الفيديو وما بها من تدخل للشرطة الماليزية من عنف جسدي وأدبي ، بل وصلت لدرجة الاعتقال لبعض أبناء الجالية الليبية ، ولمن لا يدرك أن أراضي السفارات تعتبر قطعة من البلد التابعة له بما فيها من سيادة وعدم تدخل الدولة المضيفة ـ ماليزيا في هذه الحالة ـ إلا عن طريق استدعاء رسمي من تلك السفارة ، وما يزيد من غرابة الساحة الماليزية هو الأقلام الرخيصة التي تتغنى بانجازات السفارة والتي ـ وياللدهشة ـ كانت كلها تحت الطاولة ـ والمدافعة بشراسة عن أي مقالة تخرج للنور لتحكي عن الواقع المحزن للساحة الماليزية من ابتزاز الطلبة في منحهم الدراسية وتصوير استمرارها كأحد الانجازات العظيمة للسفارة الليبية وقت الثورة ، وتخوين وسب وشتم كل من ينادي بتغيير الدبلوماسيين الذين لم يساندوا الثورة وقتما احتاجت للدعم ، فتارة هذا طامع للمنصب ، وتارة هذا يدافع ويلمع لأشخاص آخرين ، والنتيجة كانت استمرار الأمين السابق للزراعة في منصبه ، وبعد استمرار المظاهرات من الطلبة رغم الظروف الصعبة ، كان رد السفارة هو : ألا تريدون دولة قانون؟ ها هو المجلس الانتقالي والخارجية اذهبوا إلى هناك واشتكوهم ..

طبعا ذلك راجع إلى استغلال بخيس لحالة التخبط والفوضى السياسية التي كان ولا يزال يمرّ به المجلس الانتقالي والخارجية ، وعدم قدرتهم على مواكبة المتطلبات من الشارع الليبي والتي من ضمنها بـ(تنظيف) البعثات الدبلوماسية ، فكانت هيئة النزاهة والشفافية هي المكنسة الكهربائية التي تستبعد كل من لم تتوفر فيه معايير الهيئة من نزاهة وشفافية آخذة في الاعتبار المواقف السلبية والغير الداعمة للثورة وقت اندلاعها ، ومن ضمن ما تنظر إليهم هيئة النزاهة هو ملفات أعضاء السفارات بالخارج والمستغلين للوضع الحالي بالاستمرار بمناصبهم أطول فترة ممكنة ، وأخذت تلك القرارات بالظهور إلى العلن ، بل والاقتراب من الساحة الماليزية بإصدار قرارات استبعاد بخصوص بعض الكوادر الدبلوماسية بالهند ، مما يجعل مقولة (الحبل على الجرار) أكثر قرباً من الأمين السابق للزراعة والذي طالما كان يتشدق بأنه (مربّط حبالا مع المجلس) بالرغم من وجود ما يدل أن المجلس الانتقالي لم يضع ثقته بالسفارة في فترة شهر 6 ـ 2011 ووضعها بجسم سياسي إداري آخر تشكل من أبناء الجالية الليبية بماليزيا ، والذي آثر أن يتوقف عن أداء مهامه بمجرد تحرير العاصمة طرابلس لتحقق الغرض الذي أنشئ من أجله وهو تقديم يد العون لوقف القتل ووقف سفك دماء الشعب الليبي من قِبل كتائب القذافي ، لا سعياً وراء مناصب أو كراسي كما ادّعت بعض الأقلام الرخيصة والتي تظهر فقط حينما يكون موقف السفارة مهدد ومعرّض للنقد.

ختاماً ولأن من السهل توقع ردة فعل وتعليقات أنصار السفارة وأمين الزراعة السابق لجماهيرية القذافي ، وذلك راجع إلى بساطة تفكيرهم ورخص أقلامهم ، فمن المتوقع أن يجعلوا كل شيء موضوع شخصي ويسعوا لـ(شخصنة) المسألة ، ولأني أكتب باسمي كاملاً دون الحاجة للأسماء المستعارة والاختباء وراءها ، فقبل أن تطلقوا سهام الاتهامات بكاتب هذه المقالة بتلميع أشخاص لا يستحقون للتلميع ولا يسعون وراءه ، الأجدر أن تتساءلوا حين استبعاد هيئة النزاهة ـ عن قريب بإذن الله ـ لأمين الزراعة السابق لعدم انطباق معايير النزاهة والوطنية ، لماذا لم تستطع الجالية الليبية وهي الكبيرة بعددها من أن تنظم وتنسق وتعمل بجد من أجل إيصال صوتها وهو .. ” لدينا أمين سابق للزراعة بجماهيرية القذافي “؟؟؟؟

محمد بن