بعد تهجيرهم من بلدتهم أهالى تاورغاء يطردون من مدينة الجفرة ب

الإعادلي غزوان : بعد تهجيرهم من بلدتهم أهالى تاورغاء يطردون من مدينة الجفرة بالقوة
7 يونيو 2012
حينما يٌفتح ملف قضية كقضية النازحين من أهالى تاورغاء فإنه سيتراءى لك كم من الأسي والحزن الذى يعانيه أهالى تاورغاء بسبب نزوحهم عن ديارهم.
لقد طالت فترة نزوح أهالي مدينة تاورغاء دون ان تلتفت الجهات المعنية لهذه القضية الوطنية إن لم ترقى إلى العالمية ودون أن تعطي الصحافة الليبية والعالمية هذه القضية حقها من الاهتمام وأصبح أهالى تاورغاء يعيشون حالة مأساوية في ليبيا،فمنهم من يسكنون المدارس والأكواخ ومقار الشركات ومنهم من تجتمع عدة أسر في غرفة واحدة بمطبخ وحمام واحد.
مهما قدمت للنازحين من مساعدات فإن ذلك لايعوضهم عن ديارهم الأصلية التي يعيشون فيها ومدينتهم التي يتنفسون هوائها . إنها حقا مأساة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ولكن مع الأسف لم تجد من الدولة الاهتمام .هم يريدون العودة إلى ديارهم ، فقد ملو الغربة وحياة التشرد فهل من مجيب ؟
واليوم فى هون بمدينة الجفرة أجبرو أهالى تاورغاء النازحين إلى هناك منذ عدة أشهرعلى ترك المدينة بقوة السلاح عن طريق أحدى الكتائب، فمنهم من ذهب باتجاه الشرق ومنهم من ذهب باتجاه الغرب ومنهم الى هذه اللحظة من يقطن فى العراء مما أدى الى فقد عائلتين طفليهما الرضيعين نتيجة عناء السفر.
وفى وقت سابق تعرضت قرابة 2000 عائلة للتعذيب في منطقة الجفرة قبل أن تعمل كتيبة درع الجزيرة من بنغازي على تخليصهم وحمايتهم ونقلهم الى مدينة بنغازى..
إن من المسلًّم به على نحو متزايد ان النزوح الذى يمس أكثر من خمسة وثلاتون ألف نسمة من سكان تاورغاء يعد أبرز ظاهرة مأساوية تشهدها البلاد، وكثيرا ما تؤدى إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وعوامل ذات صلة يغلب عليها طابع التمييز والاضطهاد،
وإلى هنا نقف ونتسائل :
هل في القوم من عاقل يرتق ما فتق من الجراح قبل أن تتعمق وتلتهب فلا تجد هذه القضية من يداويها ؟؟
إنا نفوسنا قد امتلأت غيضا وخنقا على سياسات إجرامية يقوم عليها أناس لا يرون أبعد من أنوفهم ،وهم بهذه التصرفات يدقو المسامير في نعش الدولة.
إن كل هذه التصرفات الغير مسؤولة دون حراك واضح يُمثل لغزاً وعلامة إستفهام كبيرة.
إن إستمرار التسويف والتأجيل والمماطلة في قضايا القتل والتنكيل والتهجير الذى يحدث لأهالى تاورغاء وعدم صدور أحكام في تلك القضايا جميعها يضعف من مكانة وهيبة الدولة.
وأخيراً… متي ستتحرك الدولة من أجل الحفاظ علي حقوق المواطن التاورغى أمام قوي البطش والسحل ؟
إن على الدولة واجب مسؤولية توفير حق الرجوع لأهالى تاورغاء وتوفير الحماية لهم واتخاد التدابير اللازمة لتعويض النازحين، كما أن لأهالى تاورغاء الحق فى الكرامة وفى السلامة البدنية والنفسية والمعنوية
نسأل الله الأمن والأمان فى وطننا لأن الوطن يسع الجميع، إن الإنتصار الحقيقى لليبيين فى تحقيق المصالحة الوطنية، فليبيا لن تبنى بالكراهية ليبيا تبنى بالحب.
م. الإعادلى غزوان