إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالاتى مختارة - أحمد بن موسى : طــــــز في المجلس
صفحة 1 من اصل 1
مقالاتى مختارة - أحمد بن موسى : طــــــز في المجلس
أحمد بن موسى : طــــــز في المجلس ..
5 مايو 2012
كالعادة في وطننا العزيز تكون تجربة الكتابة مريرة ومعجونة بالفشل والأخطاء المتعمدة، ترفع قلمك فتعرف أنه سيحط على حكومة أو مجلس يقودان البلاد بشكل أرعن، ويرتكبان أخطاء مروعة من قبيل تلك التي تحدث بمستشفياتنا بشكل يومي “نسوا المقص في بطنه” .. أشياء من هذا القبيل .. فريدة من نوعها، وذات بصمة ليبية لا تخطئها العين ..
جلس رئيس مجلسنا الموقر على رأس السلطة ورحل عن بنغازي بعد إعلان تحرير البلاد، وصار يجمع الطوب والإسمنت من غابة النصر المحيطة بركسوس، ليبني من حوله جداراً يعزل بينه وبين الشعب شيئاً فشيئاً، نسي تلك الليالي المريرة التي وضعه فيها الشعب على رأس حربة الثورة، نسي صقيع اعتصام المحكمة، والدموع والجنائز الحزينة التي لا تنتهي .. ظهر علينا بقانون جديد ظاهره “تجريم تمجيد الطاغية” وباطنه “يعاقب بالسجن كل من أهان هيبة الدولة ومؤسساتها النظامية والقضائية .. الخ” .. وبالطبع لابد من إظهار ورع الدولة وتقواها بالزج بالدين في القانون، لتظهر بمظهر الدولة التي تحمي الدين، في حين تستعمله فعلاً لحمايتها ..
القانون ببساطة إجراء يكرر به المجلس كل ما فعله النظام لفرض لباس العفة والحصانة على نفسه، ويشكل مفهوما “للذات المجلسية” يمنع المساس بها والتعرض لها بأي شكل من الأشكال، تماماً كما فعلها “الي ما يتسمى” ، وكما تفعلها كل الأنظمة المتخلفة في العالم -طال عمرك – ، فقط لمجرد أن المجلس هو من يتربع خلف المدفع هذه المرة ..
تفكر في تبعات القانون وتنظر حولك فتتذكر أنك في طرابلس، لأجل عمل ما .. وختم ما .. وتأشيرة ما .. تجلس بالمقهى فتكتشف أن ليبيا كلها تشرب من البن ذاته، وأن شباب سبها وطبرق و بنغازي وغدامس والبيضا وجالو يهيمون على وجوههم في العاصمة الأبدية بحثاً عن عمل شريف أو غير شريف .. سعياً خلف بعثة ما .. وبحثاً عن اعتماد شهادة ما .. برشوة أو بغيرها .. ترى بؤسهم في المطارات وعلى جنبات الإسفلت .. تلعن الحكومة في سرك .. “طز في الحكومة” .. وتمضي في حال سبيلك ..
تعدّ أمك بعض الشاي .. وتجلس إلى جانبك لتقنعك بالزواج ببنت الجيران .. القيلولة ممتعة لولا إصرار الوالدة على تزويجك بتلك الفتاة الشبح التي لم ترها في حياتك .. تشغل التلفاز آملاً أن تجد ما يشد انتباه الوالدة وينسيها قضيتك .. عدة دقائق من مشاهدة القنوات الليبية توصلك إلى حالة من الغثيان المرضي .. قرارات وتصريحات متخبطة وعشوائية الطابع .. إهدار المال العام لترضية “التوار” .. مزايدات .. ملايين تهدر على ما يسمى بملف الجرحى .. إعلام موجه، مقولب، يكرر ما يريده المجلس .. انفلات أمني .. مواجهات مسلحة بإحدى المدن .. تهريب للأزلام .. إلخ .. تلعن المجلس في سرك .. “طز في المجلس” .. وتعير اهتمامك إلى الوالدة لتعرف لون شعر العروس ..
تقفل باب السيارة على عجل وتحاول اللحاق بزوجتك في المشوار الذي تكرر بشكل مزعج مؤخراً .. هو المركز الصحي ذاته .. هي ملائكة الرحمة ذاتها التي يعلو وجوهها الملل والكثير من المكياج .. وهي رائحة المطهر الرخيص ذاتها .. بالطبع لابد من طفل يصرخ بعصبية هنا أو هناك .. تكرر ذات السؤال “التطعيم جا؟؟” .. وتسمع ذات الإجابة “مازال والله .. كان عندك حد في طرابلس أسأل، قالوا في غادي” .. بالطبع تعرف أنها تخرف لمجرد التخلص منك .. وأن التطعيم يوجد غالباً في هونولولو .. تلعن المجلس والحكومة معاً .. وعلناً هذه المرة .. “طز في الحكومة وفي المجلس” ..
مبروك .. أنت اول سجين سياسي في عصر ثورة 17 فبراير أبداً .. وزوجتك تتلقى طلبات المقابلات من الجزيرة والـ CNN ..
أقول وباختصار لدولتنا العزيزة حكومةً ومجلساً ، إن هيبة الدول والحكومات تكتسب ولا تفرض، وأن الدول التي تحترم مواطنيها وتسهر على خدمتهم تفرض احترامها تلقائياً على مواطنيها وعلى بقية العالم، أما الأنظمة التي تسن القوانين التي تحمي “هيبة الدولة” بقوة السلطة فهي أنظمة فاشلة مفلسة، تستجدي الاحترام ولا تستحقه، وتبني نمراً من ورقٍ يحترق عند اول “بنة شياط” .. ومثال نظام جماهيرية “المعطوب” ليس ببعيد عن الذاكرة الوطنية، وان محاولة إعادة تسويق بضاعة الخوف في السوق الليبي هي محاولة فاشلة من البداية، وأنه كان من الأولى على المجلس سن قوانين تحض على خدمة المواطن .. بدل تهديده ..
طز في المجلس ..
أحمد بن موسى
5 مايو 2012
كالعادة في وطننا العزيز تكون تجربة الكتابة مريرة ومعجونة بالفشل والأخطاء المتعمدة، ترفع قلمك فتعرف أنه سيحط على حكومة أو مجلس يقودان البلاد بشكل أرعن، ويرتكبان أخطاء مروعة من قبيل تلك التي تحدث بمستشفياتنا بشكل يومي “نسوا المقص في بطنه” .. أشياء من هذا القبيل .. فريدة من نوعها، وذات بصمة ليبية لا تخطئها العين ..
جلس رئيس مجلسنا الموقر على رأس السلطة ورحل عن بنغازي بعد إعلان تحرير البلاد، وصار يجمع الطوب والإسمنت من غابة النصر المحيطة بركسوس، ليبني من حوله جداراً يعزل بينه وبين الشعب شيئاً فشيئاً، نسي تلك الليالي المريرة التي وضعه فيها الشعب على رأس حربة الثورة، نسي صقيع اعتصام المحكمة، والدموع والجنائز الحزينة التي لا تنتهي .. ظهر علينا بقانون جديد ظاهره “تجريم تمجيد الطاغية” وباطنه “يعاقب بالسجن كل من أهان هيبة الدولة ومؤسساتها النظامية والقضائية .. الخ” .. وبالطبع لابد من إظهار ورع الدولة وتقواها بالزج بالدين في القانون، لتظهر بمظهر الدولة التي تحمي الدين، في حين تستعمله فعلاً لحمايتها ..
القانون ببساطة إجراء يكرر به المجلس كل ما فعله النظام لفرض لباس العفة والحصانة على نفسه، ويشكل مفهوما “للذات المجلسية” يمنع المساس بها والتعرض لها بأي شكل من الأشكال، تماماً كما فعلها “الي ما يتسمى” ، وكما تفعلها كل الأنظمة المتخلفة في العالم -طال عمرك – ، فقط لمجرد أن المجلس هو من يتربع خلف المدفع هذه المرة ..
تفكر في تبعات القانون وتنظر حولك فتتذكر أنك في طرابلس، لأجل عمل ما .. وختم ما .. وتأشيرة ما .. تجلس بالمقهى فتكتشف أن ليبيا كلها تشرب من البن ذاته، وأن شباب سبها وطبرق و بنغازي وغدامس والبيضا وجالو يهيمون على وجوههم في العاصمة الأبدية بحثاً عن عمل شريف أو غير شريف .. سعياً خلف بعثة ما .. وبحثاً عن اعتماد شهادة ما .. برشوة أو بغيرها .. ترى بؤسهم في المطارات وعلى جنبات الإسفلت .. تلعن الحكومة في سرك .. “طز في الحكومة” .. وتمضي في حال سبيلك ..
تعدّ أمك بعض الشاي .. وتجلس إلى جانبك لتقنعك بالزواج ببنت الجيران .. القيلولة ممتعة لولا إصرار الوالدة على تزويجك بتلك الفتاة الشبح التي لم ترها في حياتك .. تشغل التلفاز آملاً أن تجد ما يشد انتباه الوالدة وينسيها قضيتك .. عدة دقائق من مشاهدة القنوات الليبية توصلك إلى حالة من الغثيان المرضي .. قرارات وتصريحات متخبطة وعشوائية الطابع .. إهدار المال العام لترضية “التوار” .. مزايدات .. ملايين تهدر على ما يسمى بملف الجرحى .. إعلام موجه، مقولب، يكرر ما يريده المجلس .. انفلات أمني .. مواجهات مسلحة بإحدى المدن .. تهريب للأزلام .. إلخ .. تلعن المجلس في سرك .. “طز في المجلس” .. وتعير اهتمامك إلى الوالدة لتعرف لون شعر العروس ..
تقفل باب السيارة على عجل وتحاول اللحاق بزوجتك في المشوار الذي تكرر بشكل مزعج مؤخراً .. هو المركز الصحي ذاته .. هي ملائكة الرحمة ذاتها التي يعلو وجوهها الملل والكثير من المكياج .. وهي رائحة المطهر الرخيص ذاتها .. بالطبع لابد من طفل يصرخ بعصبية هنا أو هناك .. تكرر ذات السؤال “التطعيم جا؟؟” .. وتسمع ذات الإجابة “مازال والله .. كان عندك حد في طرابلس أسأل، قالوا في غادي” .. بالطبع تعرف أنها تخرف لمجرد التخلص منك .. وأن التطعيم يوجد غالباً في هونولولو .. تلعن المجلس والحكومة معاً .. وعلناً هذه المرة .. “طز في الحكومة وفي المجلس” ..
مبروك .. أنت اول سجين سياسي في عصر ثورة 17 فبراير أبداً .. وزوجتك تتلقى طلبات المقابلات من الجزيرة والـ CNN ..
أقول وباختصار لدولتنا العزيزة حكومةً ومجلساً ، إن هيبة الدول والحكومات تكتسب ولا تفرض، وأن الدول التي تحترم مواطنيها وتسهر على خدمتهم تفرض احترامها تلقائياً على مواطنيها وعلى بقية العالم، أما الأنظمة التي تسن القوانين التي تحمي “هيبة الدولة” بقوة السلطة فهي أنظمة فاشلة مفلسة، تستجدي الاحترام ولا تستحقه، وتبني نمراً من ورقٍ يحترق عند اول “بنة شياط” .. ومثال نظام جماهيرية “المعطوب” ليس ببعيد عن الذاكرة الوطنية، وان محاولة إعادة تسويق بضاعة الخوف في السوق الليبي هي محاولة فاشلة من البداية، وأنه كان من الأولى على المجلس سن قوانين تحض على خدمة المواطن .. بدل تهديده ..
طز في المجلس ..
أحمد بن موسى
المقال يعبر عن راى كاتبة
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : قبل رحيل المجلس الانتقالي ومن معه؟
» مقالات مختارة كريمة أحمد : كفرنا بالديموقراطية
» مقالات مختارة : عبيد أحمد الرقيق : المهجَرون
» مقالات مختارة : من عبيد أحمد الرقيق الى السيد محمود شمام,
» استقالة عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني
» مقالات مختارة كريمة أحمد : كفرنا بالديموقراطية
» مقالات مختارة : عبيد أحمد الرقيق : المهجَرون
» مقالات مختارة : من عبيد أحمد الرقيق الى السيد محمود شمام,
» استقالة عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-04-25, 10:39 am من طرف STAR
» واتساب تختبر ميزة جديدة لنقل الملفات ومشاركتها دون اتصال بالإنترنت
2024-04-25, 10:36 am من طرف STAR
» تشافي يتراجع عن قراره!
2024-04-25, 10:36 am من طرف STAR
» ماسك الأفوكادو والموز للشعر.. كنز غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية
2024-04-25, 10:35 am من طرف STAR
» شرائح اللحم مع صوص المستردة
2024-04-25, 10:34 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الاربعاء 24/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-24, 10:16 am من طرف STAR
» قائمة بأغلى الدول للإقامة في أوروبا... تعرفوا إليها
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» عصر جديد .. بتقنية QPower شيري تتواجد في معرض بكين الدولي للسيارات
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» يحارب البكتيريا والحساسية والسرطان.. بالأبحاث العلمية زيت مذهل يحميك من الأمراض
2024-04-24, 10:12 am من طرف STAR
» دون اتصال بالإنترنت | واتساب تختبر ميزة جديدة.. فما هي؟
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» نصف العدد بالقاهرة .. مصر الثانية إفريقيًا في عدد الأثرياء
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» دجاج بالبطاطس والصلصة
2024-04-24, 10:09 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الثلاثاء 23/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-23, 6:28 pm من طرف STAR
» سيدة روسية تثير دهشة الأطباء بعدما أنجبت للمرة الثالثة طفلا بـ12 إصبعا في قدميه
2024-04-23, 6:26 pm من طرف STAR
» أربعة أخطاء رئيسية منك تتسبب في تعطل سيارتك.. كن حذراً ولا تهملها
2024-04-23, 6:25 pm من طرف STAR