ليبيـا مـن الثـورة إلـى الدولـة والانضمام إلى منظمة التجارة

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-21, 9:10 pm

اسماعيل المحيشي : ليبيـا مـن الثـورة إلـى الدولـة والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لإرساء دعائم الدولة
المنارة 21 يوليو 2012
ترتكز منظمة التجارة العالمية على مبادئ كثيرة أهمها تحرير السلع والخدمات بشكل كامل بما يحقق الرفاهية للإنسان خاصة في عصرنا الحديث , ولكن كان من الإولى التركيز والمناداة بمبدأ تحرير الإنسان من شتى أنواع الظلم الواقعة عليه ومحاولة إخراجه بشتى السُبل المتاحة من حالة الوهن التي يقبع تحتها و المتمثلة في الأنظمة الفاسدة التي استباحت حرية الإنسان وكبلتها بالتخويف والتجويع والتعذيب وجعلت من كل مقدرات الشعوب ملكاً لها وتحت قبضتها , والنظام الذي حكم ليبيا لعقود أربعة جعل من التبدير الممنهج لموارد البلاد الاقتصادية هدفاً له , حيث كان المواطن الليبى يعجز في الكثير من الأحيان على تلبية احتياجاته الأساسية .
والشعب الليبي صنع ثورته “ثورة 17 فبراير” لينادي بالحرية واسترجاع حقوقه المنهوبة واستئصال الظلم والتعسف من أوصاره , وبهذه الثورة تحققت و تغيرت الكثير من المعارف حول مغزى ومعنى الانفتاح على العالم الآخر والاندماج في المنظومات العالمية المختلفة , لكون ليبيا شريان حيوي ورابط مهم بين كل من اوروبا وأفريقيا و بين المشرق والمغرب العربيين ولكون ليبيا بلد مهيئ اقتصادياً لتحقيق مراحل متقدمة من النمو الاقتصادى ولحاجة أفراد الشعب الليبي ومطالبته بالتمتع بخيراتة والعيش برفاهية , كان من الواجب المضي قدماً في خطوات حتثية نحو ارساء دعائم الدولة الفتية والسعي للاندماج والانفتاح على العالم الذي يعتبر المطلب الأساسي و الأهم في هذه الأيام , وكلما سارعت ليبيا بعملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ستحصد ليبيا نجاحات ومعدلات مُرضية للتنمية الشاملة والمستدامة , ولا يمكننا إطلاقاً كباحثين في هذا المجال تجاهل الاستفادة من خبرات منظمة التجارة العالمية لتقديم الدعم والاستشارات لمنظمات المجتمع المدني وكل المسؤولين
في الاقتصاد الليبى و أيضاً الاستفادة من تجارب الدول الاخرى في الشأن نفسه.
و يبقـى التحدي الأهم الذى يجب أن تخوضه ليبيا فى هذه المرحلة هو تأسيس اللبنة الاقتصادية والسياسية و تهيئة الأطر المختلفة مع مراعاة الوضع الاقتصادى و الاجتماعى و خصوصية الدولة , وعدم إغفال بناء الأرضية القانونية المتمثلة في الدستور الليبي الذي غُيب عن ليبيا لعدة عقود وبه غُيب الليبيون سياسياً عن ساحات العالم مما خلف حالة من التعتيم على الشعب الليبى بما يعنيه الاندماج و الانفتاح العالمي من جهة وعلى ما ينظر به العالم الآخر إلي ليبيا و الليبيون خصوصاً وأن التجهيل السياسي الممنهج كان الآلية الأبشع التي يتبعها النظام السابق الذي سعى للترويج و بكل الطرق إلى أن الانفتاح والاندماج يعني البقاء تحت وصاية الدول الاستعمارية وأن الإنفتاح يخدم مصالح الدول الكبرى , وأن الانفتاح و الإندماج هو بداية لإنهيار المجتمع إقتصادياً و إجتماعياً واعتماد ذلك النظام في ترويج هذه الأفكار الفاسدة عبر وسائل الاعلام المحلية والمؤسسات التعليمية التي يكون دورها في الأساس تربوي وتوعوي لا أن تقدم فيه الأفكار بصورة مشوهة, وهنا تظهر مهمتنا كباحثين بمحاولة توجيه الأفكار ودعمها برؤى جديدة و استيراتيجات مستقبلية معدة بعناية و دقة لتخدم ليبيا ومستقبل أجيالها , و أن ليبيا دولة لها سيادة ودستور و أن حق الفرد فيها مصان وحريته مكفولة وحقوقه محفوظة و أن الانفتاح يعني في مجمله الاستفادة من خبرات الدول التي حققت معدلات عالية من النمو الاقتصادي والتفاعل المتبادل على كافة الأصعدة للوصول إلى انجازات ذات قيمة , وأن الانضمام إلي ركب الدول المنخرطة في المنظومة العالمية هو ضرورة ملحة تفرضها المعطيات الحديثة لعصرنا وهو مرحلة يجب خوضها وتحقيق نجاحات ملموسة فيها لنصل بليبيا إلى معدلات عالية من التنمية و الرفاهية التي ينشدها كل الليبيون.
د. اسماعيل عبد المجيد المحيشى
ملخص مشاركتى في المنتدى العام 2012 لمنظمة التجارة العالمية ـ جنيف . سويسرا