مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟

د. ابوزياد الو رفلي: قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟

أثبتت السياسة القطرية في ليبيا منذ اندلاع ثورة فبراير مدى التفكير البدوي المتخلف بامتياز الذي يسود عقول حكام الدوحة وقراءتهم الخاطئة لكثير من الشعوب العربية، بل وصل الأمر بهم حد الاستخفاف بدول وشعوب اكبر منهم حجما وأكثر منهم عراقة وذكاء.
لا يخفى على احد الدور الذي لعبته قطر في أحداث الثورة الليبية وتعقيد الأمور لدرجة كادت أن تتحول إلى حرب أهلية من خلال دعمها لتيارات معينة لطرف على حساب الإطراف الأخرى، تتضح كل يوم الكثير من القصص والحكايات وتفضح كثيرا من الإسرار من رجال كانوا في قيادة ثورة فبراير عن دور قطر وتدخلها السافر الذي وصل لمرحلة العبث بسيادة ليبيا وأمنها. الكثير من الحقائق يعرفها الليبيون من خلال متابعاتهم وأبحاثهم وحرصهم على بلدهم، وما يؤكد ما ذهبنا اليه هو تصريحات كبار المسئولين عن دور قطر في محاولتها رشوة كل من قام بزيارة الدوحة فردانا وقبائل لشراء ذممهم وولائهم،لم يصدق الكثير من الناس أن هذا الأمر قد يحدث وهنا في ليبيا.
راهنت قطر على قوى سياسية محددة في ليبيا ذات توجهات تتبنى الإسلام السياسي وبعضها ذات تاريخ متوشحا بالعنف والتطرف إلى حدود الإرهاب . صنعت من خلال آلتها الإعلامية الرهيبة أبطالا وشيطنت آخرين، وظفت شيوخ الدين لمشروعها في السيطرة على ليبيا ورسم خارطتها المستقبلية سياسيا واقتصاديا في إطار الدور المرسوم لقطر في المنطقة من خلال اللاعبين الرئيسيين في العالم .
راهنت قطر على هذه القوى التي اشرنا إليها وهي تعتقد إن بإمكانها اختراق الشارع السياسي الليبي وان الشعب الليبي اقل وعيا وتمدنا من الشعب المصري والتونسي، فإذا كان الإسلاميين في تونس ومصر قد وصلوا للسلطة، فان الأمر في ليبيا هو الأسهل إذا، نسى حكام قطر وممثليهم في ليبيا بل وربما حتى سادتهم في الغرب ان ليبيا تختلف بشكل كبير جدا عن كل من مصر وتونس، فليبيا دولة أسلامية وسطية، لا توجد بها مظاهر غير إسلامية آو استفزازية للمسلمين مثل الخمارات والكباريهات وما إلى ذلك وليبيا تحتكم في أعرافها السائدة بين قبائلها وقوانينها وتشريعاتها للدين الإسلامي، أن المنظومة القانونية في ليبيا نظمت كل العلاقات بين الإفراد والمجتمع ومؤسسات الدولة وقوانين الأحوال المدنية والأنشطة المختلفة بحيث لا تخرج عن الشريعة الإسلامية، يظل الاختلاف قائما في التفسير في كل مكان وزمان وفقا لمذاهب الناس وأراء فقهائهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت نتيجة انتخابات المؤتمر الوطني مفاجئة لعديد الأطراف والمهتمين بالشأن الليبي، كانت بمثابة استفتاء على توجهات الليبيين وحلمهم المتمثل في دولة مدنية ديمقراطية تحتكم لصندوق الاقتراع، حلم الليبيين في مشروع تنموي يرتقي بمستوى معيشتهم ويوفر لهم حياة كريمة من خلال التوظيف الأمثل لمقدراتهم البشرية والمادية، لم يستطيع احد أن يعبر عن هذا الحلم وبشكل واضح سوى التحالف الوطني بينما فشل ممثلي قطر الأساسيين في الحصول على أكثر من صوت رغم الأموال والإغراءات والتهديدات. فالتحالف الوطني لا يمثل قوى واحدة ذات أيدلوجية واحدة، بل هو في واقع الأمر اتحاد لعشرات الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية وحتى الأفراد وما يجمعهم هو الأهداف الأساسية للتحالف، استطاعوا وباقل الإمكانيات الدخول الى قلوب وعقول الليبيين لانهم ببساطة يملكون مشروع واضح المعالم، تنموي التوجه، توافقي القوى، ليبيي الهدف، نبيل الرسالة، مقابل قوى أخرى لاتملك مشروعا بهذا الشكل بل لاتملك من أمرها شيئا.
فالليبيون ليسوا ضد الإسلام كما يحاول البعض ان يتهم من صوتوا للتحالف، ولكنهم ضد الذين يعتقدون بأنهم هم رجال الإسلام وحملة رايته، الليبيون ضد المتطرفين الإسلاميين وضد المؤسسات التي تتدعي بأنها تملك الحقيقة وحدها، الليبيون ضد الأفكار المستوردة والدخيلة على مجتمعهم القادمة من كهوف تورابورا وبيشاور ومن عقول غلاة الوهابية ودعاتها على الفضائيات التي يملكها أمراء وسلاطين وملوك إذا دخلوا قرية افسدوها.
كان أكثر المتفاجئين والأكثر خيبة للأمل هم حكام قطر، أصبح حلمهم يتلاشى ويتضح انه مجرد وهم، أذهلتهم حقيقة الشعب الليبي الذي يحتقرونه حتى آخر لحظة عندما بعثوا احد صبيانهم ليجتمع بمن اشتراهم بأمواله، أصبح من كان يخجل بالأمس من قطر لمرؤته يتجرءا اليوم عليها ويكشف الكثير من أفعالها الساذجة، حاول القطريون إن يضحكوا على الليبيين ولكن ماحدث كان العكس.
خسرت قطر وممثليها المحليين معركة الديمقراطية في ليبيا وهذا أمر طبيعي لانه لا قطر ولا ممثليها المحليين معنيين بالديمقراطية ولكن هل خسرت قطر حربها في ليبيا؟
أدت نتائج الانتخابات الى تفجر موجات العنف وبشكل محترف ومنظم من قبل القوى التي خسرت معركة الانتخابات، فمن هم؟؟ ومن يقف وراءهم؟؟؟

وهل هي معركة بأساليب أخرى وهم يجيدونها، احذروا أيها الليبيون .؟؟؟؟؟؟؟؟
د. ابوزياد الو رفلي

المقال يعبر عن رأى الكاتب