قصيدة (( نحنا اهل الخرمه ))

الشاعر المرحوم روفه الدعبوب الرفادي
قصيدة (( نحنا اهل الخرمه ))
من روائع قصائد الفخر في الشعر الشعبي الليبي

هى قصيدة فى الفخر ويتحدث فيها عن ثلاث مواقف بطولية لقبيلته المعروفه قبيلة العبيدات
وقد ذكر في الاولى حربهم مع قبيلة أولاد علي
والثانية مع أخوتهم من قبيلة البراعصة
والأخيرة صمودهم ضد المستعمر الأيطالي

قال الشاعر

نحنا هل الخرمة مانا للخفا *** عايشين فيها من أسنين أبعاد
اشداد عزم صبارين ع الضيـم والجفا *** لانرحلوا لا الريف لا لتشاد
نحنا أصحاب مبادى *** ونحنا جدنا خايض أحروب أشدادي
ما من اللى جانا ورد ايدادى *** وما من أصفوف ابكيدنا تنكاد
وما من نواجع ديرات سدادى *** فوق م الغرابى سعيهن بداد
أرتاحن بعد قتلت الصيد العادى *** ونسين أنه ذئب الخلا ولاد
وغربلهن قزون نجع سعادى *** وعدن دقيله كيف عليهن عاد

• ويقصد هنا تجريدة حبيب لأولاد علي

نحنا اصحاب الخرمة دارنا وموكرنا *** فى حوزها مامن أهموم نظرنا
شال كيدنا خونا اللى سطرنا *** عانه وعانينا أسنين أشداد
ومامن معنا بينا ودرنا *** اللى فجوته تصعب على السداد
لا طوع طعنا له ولا انكسرنا *** وبرين أجروحتنا بلا ضماد
ولا كمدونا لا عليهم سرنا *** ولا بينا باتن حراش أكباد
وجبنا مناقضها ابها بصـــرنا *** والسمح هو عثر الأجواد فى الأجواد

• ويقصد هنا حرب العبيدات والبراعصه

نحنا أصحاب اللـيقا *** ونحنا أصحاب الواثقة الحقيقة
ما شطنا ضـيم الزمان وضيقة *** ولانهربوا ولانهلبوا البلاد
سبعين ألف ساقونا لرمل البريقة *** ومنها خرجنا و ثلثنا اللى عاد
اوان المسـا والصبح نجمع ريقــة *** وجلود النسا طابن من الجلاد
حفرن بيوت الغار وفواريقه *** ومخازن النمل لجوعنا سداد
وحبس العقيله ذاب فيه فريقه *** على اثر المشانق لا دواء لا زاد
لا حبنا لاحط فينا ثيقه *** لا ابودنا لا ابظلمنا استغاد
و وفايت ثلاث سنين سد طريقة *** الظالم اللى فينا خذاه ملهاد
وعشنــا وقتنا فى الحياه وثيقه *** فينا انسيها مركز الجهاد

• ويقصد هنا تصدى وصمود قبيلة العبيدات للمستعمر الايطالى منذ دخوله لليبيا حتى خروجه منها .

ملاحظه
هنا نذكر ان حرب العبيدات والبراعصه مجرد جزء من الماضي وانتهى وان قبيلتي العبيدات والبراعصه هم اخوة في الله ومن رجال واجواد برقه وان العلاقه بين القبيلتين قويه جداَ والله لايفرق شملهم

معاني الكلمات في القصيده

الخرمة : باللغة العربية هيا ماأنخفض من باطن الأرض وأنبسط بين مرتفعين ولكن الشاعر هنا يقصد بالخرمه منطقة التميمي موطن قبيلة عيت ارفاد احدى قبائل العبيدات التي ينحدر منها الشاعر كما كان يطلقون عليها والموجودة ببرقه وتبعد عن طبرق بحوالى 90 كيلومتر ومن درنه بحوالى 75 كيلومتر تقريبا وهيا تتوسط كلا المدينتين .

أيدادي : الدد باللغة العربية هو اللهو واللعب * والشاعر هنا يعنى كل من يقصدنا بالين وطيب الخاطر جئناه بالمثل ومن يأتينها بالقوة والعنف أهلكناه وارجعناه خائبا وذلك بقول (ومامن أصفوفا كايدت انكاد) .

النواجع : جمع نجع وهيا مساكن البادية .

سعيهن بداد : يقصد هنا كثافة قبيلة أولاد على حيث كان يبلغ عدد تعدادهم ذلك الوقت 160 الف نسمة تقريبا .

الغرابي : ويقصد بها هنا احدى المناطق القريبة لمدينة درنه كان يعيش اولاد على قبل طردهم .

الصيد العادى وذئب الخلا ولاد : يعنى بها الشيخ عبدالمولى الأبح المعروف والذى كان شيخ قبيلة الحرابى و كان ذو منصب فى ذلك الوقت فخطط له أولاد على وقتلوه ومن هناك بدأت قصة تجريدة حبيب .

السعادى : وهيا قبيلة عربية عريقة وتعتبر من أكبر قبائل ليبيا فى العهد الماضى وسميت بذلك نسبة اللى أمهم سعدي الهلالية زوجة ذئاب أبو الليل من قبيلة بني سليم

وهيا تنقسم الآن الى قبائل كبيرة منها العبيدات و المغاربة و العواقير و العبيد و الدرسة و البراعصة وأولاد حمد والجبارنة و العرفا و الحاسه و الجوازى و أولاد على و الفوايد و العونة و البهجة و الهنادى و الجلالات و السنينات و أولاد فايد

الطوطعة : هيا الانقياد والخضوع * ويقصد هنا عدم الطاعة لهم الخضوع ورفض الظلم .

الضماد : هو مايوضع على الجرح لمعالجته .

لا كمدونا : أى لم نبحث عن اى شئ للصلح نظرا لرابط الأخوة بينهم

باتن حرش اكباد : أى لم تحدث اي كراهية أو حقد والكبد هنا تدل على دقة الوصف نظرا لأن الكبد أكثر تعبيرا عن الرابطة الدموية والمحبة التى بينهم رغم الحرب التى جمعتهم .

مناقضها : أى أسباب المشكلة ويقول بها بصرنا يعنى هنا أنهم اصبحوا يمازحون بعضهم بعضا بعد كل ماجرى بينهم .

الليقا : المظهر الحسن .

البريقة : مدينة صغيرة تبعد شرق سرت بحوالي 260 كيلو متر تقريبا * وكان بها أحدى معتقلات الأستعمار الأيطالى الفاشستى والتى تم حصر وضم قبيلة العبيدات هناك وقال ردولفو جيرسيانى أنه تعداد العبيدات فى هذا المعتقل عند دخولهم وصل الي 76 الف نسمة وقيل أنه قد تم أبادت ثلثيهم كما يوضع الشاعر هنا بقوله (ثلث من اللى عاد) اي أصبح عددهم عند خورجهم لا يزيد عن 31 ألف نسمة .

اوان المسـا والصبح نجمع ريقــة : اى حتى يلتقى المساء بالصبح وهم يعذبون حتى النساء منهم بالجلد .

ملهاد : أى غرضه و مطلوبه .

انسينا مركز الجهاد : أى بعد كل ما رأته قبيلة العبيدات من جهاد وقتال وتعذيب وأباده لم يذكرهم تاريخ الجهاد الليبي و أنكر جهادهم

تسلم اخى عبدالحفيظ