هل تعلم لماذا يتفوق "السود" في الركض.. و"البيض" في السباحة؟

اعتدنا على أن الرياضيين أصحاب البشرة السمراء أكثر سرعة وتفوقاً في رياضة الجري ، في المقابل يتفوق الرياضيون البيض في السباحة.
التطرق لهذا الاختلاف لطالما كان حساساً لدى الخبراء والمختصين خشية أن يُفهم على أساس عرقي أو عنصري.
لكن المسألة لا تتعلق باختلافات عرقية بل لها أسباب علمية وأخرى تتعلق بطبيعة البيئة الجغرافية للمناطق.
تقول الإحصائيات أنه منذ عام 1968 يُسيطر السود بشكلٍ كليّ على الأرقام القياسية في رياضة العدو ، وقد فاز 10 عدائين بيض فقط في هذه الرياضة مقابل 38 عداءً أسمر البشرة.
وإن كان هناك الجامايكي الأسطورة يوسين بولت في رياضة العدو، فهناك مايكل فيليبس أسطورة السباحة، ويُعتبران نموذجاً يُلخّص الحكاية.
 

*الهيكل الجسمي
من الناحية العلمية ذكرت أكثر من دراسة جديدة أجراها باحثان في جامعتي هوارد وديوك، أن الاختلافات الجسمانية تلعب دوراً أساسياً في تفوق السود ، حيث أن لديهم أطرافاً أطول لاسيما الساقيْن الأمر الذي يمنحهم خطوات أكبر مسافة.
 

فمثلاً العدّاء يوسين بولت قطع مسافة 100 متر في أولمبياد بكين عام 2008 في 41 خطوة ، وكان طول الخطوة 2,44 م وبمعدل سرعة 43,9 كم ، وهذا النموذج خير مثال على أهمية طول الساقيْن، في المقابل الجذع العلوي للبيض أكثر طولاً مما يمنحهم أفضلية في الطفو على سطح الماء والاندفاع أفقياً للأمام على سطح الماء.
 
*مركز الجاذبية
وقالت نفس الدراسة إن الأمر يتعلق أيضاً بمركز الجاذبية في الجسم، المتمثل في السرّة، وزعمت أن لدى العدائين السود أفضلية على نظرائهم البيض بواقع 0.15 ثانية بسبب الارتفاع النسبي لسرتهم، ما يعني أن أقدامهم تعود إلى الأرض بعد ارتفاعها عنها أثناء الركض بسرعة تفوق سرعة نظرائهم البيض.
وقد أُجريت دراسة على قياس طول مجموعة مجندين من 17 دولة متقاربي الطول، ووجدوا أن السود أكثر طولاً في الأطراف.
 

وبالنسبة للبيض، فإن انخفاض سرتهم النسبي يمنحهم أفضلية في السباحة لأنه يساعدهم على رفع أجسامهم أكثر من السود، ما يوفر لهم المزيد من الاندفاع والسرعة.
وعمد كل من أندريان بيغان، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة ديوك بولاية كاليفورنيا، وإدوارد جونز، المحاضر في جامعة إدوارد جونز في الدراسة، إلى تحليل بيانات تتعلق بأحجام أجسام البشر من مختلف الأعراق حول العالم، واتضح لهما أن السود، وتحديداً سكان شرقي أفريقيا، لديهم سرة أعلى من سواهم بنسبة ثلاثة في المائة.
ودعا بيغان إلى دراسة الخلاصة التي خرجت بها الدراسة بشكل متجرد ودون خلفيات مسبقة، قائلاً إنه عمل على البحث رغبة منه في تحليل نمط شاهده في عالم الرياضة، خاصة وأن الرقم القياسي العالمي في الركض لمسافة مائة متر تحطم من قبل سود في آخر 25 مرة، بينما يستحوذ البيض على الأرقام القياسية بالسباحة لمائة متر منذ عام 1922.
 

*البيئة الجغرافية
ولا يُمكن تجاهل دور البيئة الجغرافية وتأثيرها على قدرات الشخص الجسمانية، فمثلاً تسيطر كينيا وأثيوبيا على رياضة الماراثون في الركض، ويرجع ذلك إلى تدرّب هؤلاء في الجبال والوديان ومشيهم لمسافات طويلة تمنحهم مرونة أعلى.
وتحتاج رياضة الماراثون للياقة جسمانية وليونة وخفة في الوزن وليس قوة جسمانية وعضلات كما الحال في رياضات أخرى.
وترفض الكثير من المنظمات المعادية للتمييز العنصري القول بوجود أسباب عرقية للتفوق الرياضي للأجناس البشرية، وغالباً ما تشير إلى أن تراجع أداء السود في الرياضات المائية سببه قلة المنشآت الخاصة بهذه الرياضات في أفريقيا، وحتى في المناطق التي تقطنها غالبية من السود بالولايات المتحدة.