هل تريد أن يستجيب لك الله تعالى مباشرة

1) سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) [الأنبياء: 76]. وهنا نلاحظ أن الاستجابة تأتي مباشرة بعد الدعاء.

2)ويأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه، يقول تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84]. وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام.

3) ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس في بطن الحوت! فماذا فعل وكيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه؟ يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88]. إذن جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس من هذا الموقف الصعب وهو في ظلمات متعددة: ظلام أعماق البحر وظلام بطن الحوت وظلام الليل.

4)أما سيدنا زكريا فقد كان دعاؤه مختلفاً، فلم يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم، بل كان يريد ولداً تقر به عينه، فدعا اللهوَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَي راجل يعجبك الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء: 89-90]. وقد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ ولا ينجب الأطفال، وكانت زوجته أيضاً كبيرة السن. ولكن الله قادر على كل شيء.


ما هو سرّ هذه الاستجابة السريعة لأنبياء الله، ونحن ندعو الله في كثير من الأشياء فلا يُستجاب لنا؟
فبعدما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه واستجابته لهم، قال عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

ومن هذه الآية الكريمة نستطيع أن نستنتج أن السرّ في استجابة الدعاء هو أن هؤلاء الأنبياء قد حققوا ثلاثة شروط وهي:
الشرط الأول: المسارعة في الخيرات
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ): فهم لا ينتظرون أحداً حتى يدعوهم لفعل الخير، بل كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل الخير، أي عمل يرضي الله تعالى(( صدقة / صلة رحم / مساعدة / دعاء للصلاة/أمر بالمعروف نهي عن المنكر والكثير الكثير ) فإذا لم تقدّم شيئاً لله فكيف يقدم لك؟؟

الشرط الثاني :الدعاء بطمع وخوف.
(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا). كيف؟ الرَّغَب أي الرغبة بما عند الله من النعيم، والرَّهَب هو الرهبة والخوف من عذاب الله تعالى. إذن ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة شديدة وخوف شديد.هل تلاحظ أن قلبك يتوجّه إلى الله وأنك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة، أم أن قلبك متوجه نحو حاجتك التي تطلبها؟! وهذا سرّ من أسرار استجابة الدعاء.
عندما ندعو الله تعالى ونطلب منه شيئاً فهل نتذكر الجنة والنار مثلاً؟ هل نتذكر أثناء الدعاء أن الله قادر على استجابة دعائنا وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ بل هل نتذكر ونحن نسأل الله أمراً، أن الله أكبر من هذا الأمر، أم أننا نركز كل انتباهنا في الشيء الذي نريده ونرجوه من الله؟( وانا دائما اردد في دعائي ـ الله أكبر ليس كمثله شي في السموات والارض وهو السميع البصير

سيدنا يونس الذي سمَّاه القرآن (ذَا النُّونِ) والنون هو الحوت، الغريب في دعاء هذا النبي الكريم عليه ...السلام أنه لم يطلب من الله شيئاً!! بل كل ما فعله هو الاعتراف أمام الله بشيئين: الأول أنه اعترف بوحدانية الله وعظمته فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ)، والثاني أنه اعترف بأنه قد ظلم نفسه عندما ترك قومه وغضب منهم وتوجه إلى السفينة ولم يستأذن الله في هذا العمل، فاعترف لله فقال: (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

الشرط الثالث: الخشوع لله تعالى.
هو أن تكونين ذليلة أمام الله وخاشعة له أثناء دعائك، والخشوع هو الخوف: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وهذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء، فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتكم استجابة والخشوع لا يقتصر على الدعاء، بل( خشوع في الصلاة /تحري اكل الحلال العفو عند المقدرة مكارم الاخلاق ....الخ )وهنا ندرك لماذا أكّد النبي الكريم على أن يكون المؤمن طيب المطعم والمشرب ليكون مستجاب الدعوة.

وأخيرا:اليقين بالإجابة
وان لم يستجاب لنا إنما هي لأمرين :
الأول: ،ان يؤخرها الله ليستجيبها لك في الآخرة عندما تكونين بأمس الحاجة لأي شيء في ذلك اليوم،
الثاني: ان الله سيصرف عنك من البلاء والشر والسوء ما لا تعلميه بقدر هذا الدعاء.
أعانني الله واياكن على فعلن كل ما يرضيه امين.سبحان الله وتعالى عما يشركون وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لك الشكرعلى هذه المشاركه وتقبل مرورى حبه مسك

اللهم آمين

لك الشكر اخى العزيز حبة مسك بارك الله فيك على ماقدمت وجعله الله فى ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخى حبة مسك

بارك الله فيك على ما قدمت

بارك الله فيك وجعله الله فى ميزان حسناتك

بارك الله فيك

جهد متميزمن عضو متميز لك الشكرعلى هذه المشاركه

مشكور وبارك الله فيك جعله الله في ميزان حسناتك

بارك اللة فيك

جزاك الله عز وجل عن كل حرف كتبته وجعلك من الذين يستجاب دعائهم(ان ربى لسميع الدعاء)

جزاك الله خيرا أخي الفاضل حبة مسك
رغم ثقتنا فيك الكبيرة نود المصدر فهو مهم للجميع
شكرا لمشاركتك المفيدة

بارك الله فيك استاذ حبه مسك و جزاك الله كل خير......وفقكم الله

بامثالك سينتصر الحق , مزيدا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , وتقبل الله منا ومنكم , مع فائق الاحترام والتقدير , واكثر الله الخييرين في هذا المنتدى المتميز , وبارك الله في المشرفين عليه , واتمنى ان يجعلوا الله دائما نصب اعينهم , والله الموفق .

أرجوا كتابة الآية 89 من سورة الأنبياء كتابة صحيحة لدعاء سيدنا زكريا (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين )
علينا بالتوكل على الله أولا وبالتحلي بالصبر والستعانة بالله .

اللهم استجب دعانا ... بوركت

بارك الله فيك

احسنت يااخي بوركت

مشكووووووووووور خويا حبة مسك بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك.........

لك كل الشكر علي المواضيع القيمه