الحاجة سدينه والفلسفة الطبقاهيرية

الحاجة سدينه والفلسفة الطبقاهيرية

حمدي الزائدي
( اقرأ للكاتب )

تاريخ المقال : 18/12/2009




الحاجة سدينه جارتي.. رفيقة الحاج منصور صاحب خليفه وأب سعيد وسعد و وسعده وسعاية.. كثيرا ما تقع المسكينة ضحية للشائعات.. جارتها أم الأمين في الأمانة.. تغرقها كل مساء بوابل من الأخبار العاجلة والحاسمة.. تغسل وتعصر دماغها الصغير بحكايات القروض الإسكانية.. التسهيلات المصرفية.. الإعانات المالية.. المشاريع السياحية.. والتعويضات الهدمية.. التخصيصات الفوقية.. والسيارات الشبابية.. وما أن تلتحم الحاجة بالحاج منصور حتى تصعق رجولته بتهم التقصير والخيبة وفتح الفم والدروشة و ( مغيلبة الرجاله) تقمع تلك الليلة شهوته الطبيعية.. فينام وفي صدره بركان من الحرقة.



ومع بزوغ الفجر يبزغ الحاج أيضا وتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة في مجمع الأمانات.. منذ أكثر من عقدين وهو على هذه الحالة.. والحاجة أيضا.. صنع خلالها أكثر من مليون ملف.. يطارد بها خيالات المسؤولين وأقارب المسؤولين في المكاتب وخيام العزاء ويتسول وعودهم الكاذبة ومواعيدهم الخائرة.. اكتسب لياقة بدنية عالية بالجري وراء سيارات الدفع الرباعي التي تزور جبلنا الأخضر من صيف إلى صيف.. والتلويح بوجه حزين وابتسامة صفراء للسادة خلف الزجاج الأسود.



تكتمل ملحمة البؤس منتصف النهار.. يعود.. يجر قدميه.. فقدانه لبصيص أمل في جولته المعهودة يجعله غاضبا.. حانقا.. يضرب باب غرفة الذكور.. الأبناء.. يرميهم بكيس الخبز ويصرخ في وجوههم :

الله يلعنكم.. مرقدين.. فاشلين.. تمشطوا في الشيب وما نهضتوا أرواحكم بشيء.. الله يلعنكم.. لا منكم حد في لوكيربي حتى من الضحايا على الأرض.. حتى من المضيفات.. ولا منكم حد في اليو تي أي.. ولا منكم حد في بوسليم ولا في الإيدز.. حتى الإيدز ما عرفتوا كيف تندكوا فيه.. حتى اللي يمرض منكم فيسع ما يصح.. ولا منكم حد في مقهى برلين ولا في الإزالة لغرض التطوير ولا في التطوير لغرض الإزالة.. ولا في المقاتلة ولا في القاعدة ولا في المعارضة.. ولا فيكم حد حصل شقه ولا خدمه.. الله يلعنكم.



الحاج منصور أدمن فكرة واحدة.. أن كل ما يجري تزوير في تزوير إلى درجة أنه على يقين أن قائمة أسماء الأطفال ضحايا الإيدز مثلها مثل محاضر تخصيص الأراضي وقرارات الإيفاد والمهام والتكليف.. عملية ( التزريق) واردة بحسب ما شاهد وسمع.



الأبناء لهم رائهم أيضا.. دفاعهم عن أنفسهم أن منصور يستحق اللعنة مثلهم.. منصور لا يحمل ساعة ولا يهمه التاريخ لذلك لم يقذف بأحدنا تلك الليلة في قوائم المواليد.. حتى الحاجة شاركت في هذا الخطأ عندما تظاهرت بالمرض.. اختار الدراسة في سوسة فسقط من قوائم الرفاق وسقطنا من قوائم أبناء الرفاق.. سخر من الازدحام على رابطة المجاهدين فحرمنا من تويوتا ( طالبان ) ومرتب ودراسة في ايطاليا واتهم بالطلينة.. رفض أن ( يتطلين )طار من بين يديه مرتب برلسكوني التقاعدي.. غط في نوم عميق وفاته قطار الأحرار والثوار والأبرار.. زعلان وليس طرفا في المصالحة والغد بالنسبة إليه يوم آخر.. على رأي سي شكسبير.. مواطن لا أكثر ولا أقل من البيت إلى الشغل ومن الشغل إلى البيت.. احترم جده وجد جده قوانين الأتراك والطليان.. واحترم هو قوانين الملكية والجمهورية والجماهيرية.. وعلى استعداد للاستمرار في الاحترام إلى الأبد شرط أن تسكت سدينته أو تموت.



الحاجة سدينه ستفقد عقلها أمام هزائم منصور المتتالية وإخفاقاته في فهم أصول اللعب.. وهزائمها هي أمام زخم المؤتمرات الصحفية التي تنظمها جارتها أم الأمين في كل وقت وحين.

والله يالهيلع عبارات منسقه وجميله وكاتب رائع ....اعتقد هذا هو واقعنا ...مشكور هيلع والحمدلله على السلامه لك زمان رايح

تسلم اخى

شكراً فرج ومرور أكثر من رائع

مشكور على هذا الموضوع الرائع