اكتشاف مقابر ومصانع فخار وعملات بمنطقة سيدي السائح

بعد حفريات استمرت أكثر من شهرين أعلن مراقب آثار طرابلس المكلف والمشرف على عملية الحفريات الأثرية بموقع سيدي السائح الأستاذ رمضان الشيباني عن اكتشاف سراديب أثرية، بمنطقة سيدي السائح 45 كيلومتراً جنوب مدينة طرابلس، تشمل مجموعة من المدافن المحفورة في الصخور الجيرية بالإضافة إلى أساسات مبانٍ وشواهد لمصانع الفخار.

وقال الشيباني: إثر ورود بلاغ من قبل الشركة التي تقوم بأعمال تنفيذ مشروع 15 ألف وحدة سكنية، عن انزلاقات أرضية، أثناء دك التربة وتسوية الأرض، قامت المراقبة بتكليف فريق أثري يتكون من الخبيرين محمد عبد الله العماري وأشرف عياد الزرقاني للكشف عن الموقع، وقام الفريق بمعاينة المكان والبحث السريع، وجمع أكبر قدر من المعلومات واختبار مدى صلابة الأرض وبعد استكمال الإجراءات وتنظيف الحفرة البالغ عمقها 6 أمتار، اتضح وجود سرداب منحوت في الصخور الجيرية، وتم إجراء حفريات أسفرت عن اكتشاف عدد من المدافن وبقايا هياكل عظمية وثلاث قطع من العملة البرونزية اثنتان منها ترجعان للعصر الفينيقي في الفترة مابين القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، والقطعة الأخرى رومانية يعتقد أن تاريخها يعود للقرن الثاني الميلادي، فضلا عن ذلك تم العثور على الكثير من الكسر الفخارية متعددة الأشكال والألوان، منها فخار مستورد وأخرى مصنعة محلياً بإقليم "تريبوليتانيا"، من نوع "التيرسيجلاتا"، أي الفخار الأملس المصقول".

ورجح الشيباني ووفق الدراسات الأولية وشواهد الموقع، ومن واقع الاكتشافات أن عمر السرداب يعود إلى الفترة البونيقية، لاسيما وأن طراز بناء المقابر يشبه من حيث الشكل مقابر برج الدالية المكتشفة بدايات القرن الماضي، غربي مدينة طرابلس القديمة، واستغل الموقع خلال فترات لاحقة، خصوصاً وأن الكسر الفخارية المكتشفة داخل الموقع عبارة عن بقايا أباريق ومصابيح وسلطانيات وجرار تشير إلى أن السرداب البالغ نحو 2 متر، وطوله أكثر من 10 أمتار، وظف كمساكن للعمال أو مخازن للأمتعة، وقبل ذلك استخدم في الدفن، بطريقة الحرق، حيث عثر بالسرداب على حنيات صغيرة كانت توضع فيها أواني حفظ رماد الموتى، وهي من الطرق الشائعة في القرن الثاني الميلادي.

من جهة أخرى أشاد الشيباني بالتعاون الذي قدمه مدير موقع تنفيذ 15 ألف وحدة سكنية بسيدي السائح، وحرصه على تمكين الفريق المكلف بالحفرية لاستكمال العمل على أكمل وجه، بتقديم كافة المساعدات والتسهيلات، مشيراً إلى التنسيق مع الشركة المنفذة على اعتماد وتسجيل الموقع ضمن قائمة المعالم الأثرية الليبية، وتسييجه تمهيداً لإكمال الدراسات على الموقع، الذي وصفه بالجدير بالاهتمام والدراسة، لاسيما وأن شواهده تشير إلى أهميته التاريخية كمركز حضري على الطريق الرابط بين مدينتي أويا ولبدة الكبرى، عاصمة اقليم "تريبوليتانيا" خلال العصر الروماني.

مجهود رائع اشكرك اخى بوفرقة

إن الأثار تعتبر ذات قيمة تاريخية و تعتبر أيضاً ثروة قومية يجب المحافظة عليها.
مشكور أخي بوفرقة على التغطية المتميزة.
****************************************
إنــــــــــــــــــــــــــــه الأهـــــــــــــــــــــــــــــــلي يـــــــــــــــا ســـــــــــــــــــــادة

مشكورين على المرور والتعليقات بارك الله فيكم اجعنكم ماتغيبو