تطبيق قرارات قمة سرت رد قوي على القرصنة الإسرائيلية

أكاديميون ليبيون: تطبيق قرارات قمة سرت رد قوي على القرصنة الإسرائيلية
2010-06-04
img

قورينا- بنغازي – رافع التباوي

اجمع أساتذة جامعة قاريونس عن عدم استغرابهم من الهجمة الدموية للبحرية الإسرائيلية على قافلة المساعدات الإنسانية "أسطول الحرية" التي كانت متجهة نحو قطاع غزة والتي راح ضحيتها تسعة عشر ناشطاً، معتبرين أنها نتاج طبيعي للعقلية الصهيونية لبني صهيون الذين لا يفرقون بين عربي أو أعجمي، ومحملين الولايات المتحدة الأمريكية جريرة هذه الفعلة الشنيعة لمنحها غطاء الشرعية للصهيونية، ومطالبين بتطبيق قرارات قمة سرت كرد على القرصنة والتهكمات الصهيونية.

تخدير الشارع العربي

وفي استطلاع أجرته صحيفة قورينا، قال أمين اللجنة الشعبية لجامعة قاريونس محمد شرف الدين: "إن ما حدث يدل على حقيقة عقيدة الصهيونية العنصرية القاتلة والحارقة والانتقامية ضد العالم بأسره وليس ضد العرب والمسلمين".

وأضاف شرف الدين، للأسف "أن ذاكرة النظام السياسي العربي قصيرة جدا ولا تتذكر الأحداث إلا وقت وقوعها وليس بمقدورها أن تخزنها وأن تقدم ردة فعل تجاهها، وأما على مستوى الرسمي العربي نشاهد ظاهرة صوتية من خلال تنديد وشجب واستنكار إلى غير ذلك، وبعض المظاهرات الشعبية في دولها بالإضافة لتصريحات لبعض المسئولين الرسميين لتخدير الشارع العربي".

وأوضح شرف الدين "أن مطالب العالم انحصرت في قضيتين هما أولا تسليم ركاب السفن مع جثامين الضحايا وثانيا الاعتذار من قبل الكيان الصهيوني بخصوص حادث الهجوم".

وأشار الأمين بالنسبة للقضية الثانية "إن الكيان الصهيوني لن يعتذر أبدا فهو فوق القانون، وبالنسبة للقضية الأولى فالتسليم فهي مسألة شكلية يتكلفها حتى المنظمات الأهلية أو الصليب الأحمر الدولي ولا يحتاج إلى اجتماع لمجلس الأمن لاتخاذ بشأنه قراراً دولياً"، مضيفاً بقوله: "لقد رأينا رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية عقب حادث القرصنة كيف تحفظت على اتخاذ أي قرار ضد الهجوم قد يكون صارماً تجاه الكيان الصهيوني ورغم غياب قرار سياسي عربي لاتخاذ قرار بخصوص ذلك".

وقال شرف الدين بدون شك "أن القائد معمر القذافي بحكم رئاسته لقمة العربية الحالية أرى بأنه في الأيام القادمة سوف نشهد دور كبير للقائد، وسوف نرى دور متميزا باعتباره رئيس القمة.

وأضاف "أنه في قمة سرت الأخيرة فقد وضع برنامج يتمثل في مجموع من توجهات نأمل أن تضع حد لمبادرة السلام العربية وإلى الآن أصبح الحديث عنها مخجل جداً، فنحن نعرف في قمة سرت قد طالب رئيسها وبعض قادتها بضرورة إلغاء مبادرة السلام العربية فهي مازالت حبرا على الورق منذ 2001، عندما قال عنها رئيس الوزراء للكيان الصهيوني آنذاك" إن هذه المبادرة لا تسوي الحبر الذي كتب بها" وبتالي هي ولدت ميتة، فالورقة التوت حاولت الأنظمة العربية الاختباء وراءها فسقطت هذه الورقة وبالتالي أصبحت معروفة لدى الجميع".

أمر ليس بغريب

وقال عضو هيأة التدريس بقسم الشريعة الإسلامية مروان مفتاح القذافي: إن اعتداء الكيان الصهيوني على أسطول الحرية ليس بالأمر الغريب، بل كان أمرا متوقعا والمعروف إن الكيان الصهيوني قد هدد مسبقا بفعل ذلك، وإن كان هذا الأمر يدل على شيء فإنه يدل على إنها في الواقع فوق القانون، ولا تقيم وزنا لأي دولة سواء العربية منها أو غيرها.

وأضاف القذافي"بأنها لم تقم بهذا الفعل إلا عندما تحصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا معروف لدى كل شعوب العالم سواء العربية أو الإسلامية وهي الداعمة والراعية للكيان الصهيوني.

وبشأن ردود الفعل العربية قال القذافي "أنا لا أتوقع الكثير والوضع يستمر على ما هو عليه ودون جديد من ناحية التشتت العربي لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى كلمة واحدة وتضامن فيما بينها، وقيام بفعل واقعي بدون تنديد فقط، فالأمر يتعلق بالمصالح المشتركة بين الدول العربية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

أما على مستوى الدولي قال القذافي"إن الكيان الصهيوني لديه مصالح مشتركة مع بعض الدول الأوروبية وكما لديها نفوذ في كل دول العالم ووقوف الولايات المتحدة إلى جانبها مما يزيد من خرقها للقانون الدولي، ومن وجهة نظري هذا قد يضر بسمعة الكيان الصهيوني لدى شعوب العالم الغربي، والحكومات الغربية تسير وفق مصالحها ولا تأبى لرأي شعوبها بل مصالحها فوق كل اعتبار وحتى قتلى أسطول الحرية لا يهمها وحتى في قطاع غزة والصومال وأفغانستان وغيرها من مناطق العالم فقط المصالح أولا وأخرا.

وطالب عضو هيأة التدريس بأنه يجب علينا جميعا أفرادا وشعوبا وحكومات ومنظمات أهلية أن نراجع أنفسنا تجاه هذه الأحداث لأنها ستترك أثرا سلبيا على الأمة العربية والإسلامية، ونسأل الله أن يتقبلهم شهداء لأنهم يسعون لفك الحصار على إخواننا في قطاع غزة.

وقال عضو هيأة التدريس بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد شكري السويدي بجامعة قاريونس: إن ما قام به الكيان الصهيوني ليس بجديد ويفترض من كل الدول العالم أن تقف وقفة جادة ضد هذه القرصنة الصهيونية، وأنا أحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسئولية الأولى والأخيرة لأنها كانت ولازالت تبيح للكيان الصهيوني أن يقوم بمثل هذه الانتهاكات.

وأضاف السويدي: بالنسبة لدول العالم الثالث لابد من أن تستثمر هذه الحادثة وتستغلها لتكثيف فعل جاد وليس بالشجب والاستنكار لان التطاول زاد ومازال مستمرا، ولابد من وقفه على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة بصفة عامة.

وأجاب السويدي في سؤال حول شرعية الهجوم؟ فأجاب قائلا: إنه غير شرعي لأنها حدثت في المياه الإقليمية الدولية ولا يحق للكيان الصهيوني أو لأي دولة أن تقوم بهذا الفعل ضمن المياه الإقليمية.

وقال الأمين مساعد لقسم الشريعة الإسلامية صهيب السنقار: إن هذا الاعتداء غير مستغرب على قوم أخبرنا الله عز وجل بأنهم سيعلون في الأرض مرتين علواً كبيراً، وأنهم سيفرون في الأرض مرتين.

وأعتبر السنقار أن هذا الاعتداء غير مستغرب على أمة اغتصبت الأرض واقتلعت الزيتون وقتلت الأطفال وحاصرت الأرامل، والمستغرب هو أن ينتظر العرب من غير أبناء عمومتهم ومن غير أبناء دينهم من غير عرب ومسلمين من أحرار العالم أن يسيروا القوافل لنصرة إخوانهم وهم جالسون خلف الشاشات.

وعن رد الفعل العربي يرى السنقار، بأنه سيكون مثل السابق، غضب وقتي وشجب واستنكار وتنفيس ما بداخلهم ويعودون إلى ما كانوا عليه منذ البداية ودون جديد أي إلى السبات والله المستعان.

قرارات قمة سرت

وكان شرف الدين قد رأى بأن أقوى رد فعل عربي حول هذه الجريمة هي بتطبيق قرارات قمة سرت الليبية، فهذا هو الحل الأجدر وهو أضعف الإيمان للرد على ما قام به الكيان الصهيوني من قرصنة ضد "أسطول الحرية" في المياه الإقليمية الدولية.

كما رأى أمين الجنة الشعبية للجامعة أن العالم محكوم من قبل مجموعات صهيونية للأسف هي التي تسيطر على الإدارة الأمريكية، وتسير سياستها الخارجية، أما على مستوى الأوروبي قال أنه هناك توجد مراكز ضغط سواء في فرنسا وبريطانيا وبعض الدول الأخرى، ويبقى دور العرب غائباً على صعيد السياسي و الشارع.

وأشاد شرف الدين بخطاب القائد الأربعينية في جمعية العامة للأمم المتحدة والذي ركز فيه على سبب ضعفها وكذلك مجلس الأمن، فميثاق الأمم المتحدة في الحقيقة مزيف في تطبيقها، وقائد الثورة وضع خارطة الطريق للإعادة نظر في النظام الأمم المتحدة وفي مؤسساتها بما فيها مقرها، ويجب التركيز على ما يصدر في ليبيا لأن القائد ضمير الأمة.

عجز دولي

وأضاف شرف الدين " أن النظام الذي يسير المنظمة الدولية والمجلس الأمن عاجزة على حل مشاكل في العالم بل كل الأزمات التي تندلع ليس بمقدورها إيجاد حلول لها، فالكيان الصهيوني أعطى للعالم درساً واحداً وهو أنه ليس من حق المؤسسات المجتمع المدني أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال إدعائها بأنها تحمل على أسطول الحرية أسلحة البيضاء وتحمله إلى سكان قطاع غزة وقد استخدمته ضد جيشها مما استدعتها لاستخدام القوة ضدها".

وشدد الأمين على ضرورة التنبؤ بخطاب الأربعينية للقائد وإعادة وضع الأمم المتحدة وفق أسس جديدة، وأما بخصوص المجموعة الرباعية فهي مهزلة فالأمم المتحدة طرفا فيها وكأنها دولة مستقلة وتعمل لصالح مخطط صهيوني.

قورينا- بنغازي – رافع التباوي
|

مشكورين على المرو اجعنكم ماتغيبو