أحلى القوافى ***مع الامام الشافعى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته
أحضرت لكم :
أحلى الأبيات..
وأروع القوافي..
التي قالها:
محمد بن إدريس الشافعي..
قال درر تستحق أن تُكتب بماء الذهب..
حيث يقول :
دع الأيام تفعل ماتشـاء ** وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ** فما لحوادث الدنيا بقـاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ** وشيمتك السماحة والوفاء
وان كثرت عيوبك في البرايا ** وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيـب ** يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ** فإن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ** فما في النار للظمآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأني ** وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور ** ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ** فأنت ومالك الدنيا ســـواء
ومن نزلت بساحته المنايا ** فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض لله واسعة ولكن ** إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حيـن ** فما يغنى عن الموت الدواء

ويقول في الدعاء :
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ** وما تدري ما يصنع الدعاء
سهام الليل لاتخطيء ولكن ** لها أمد وللأمد انقضـاء

ويقول عن كيفية الرد على السفيه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ** فخير من إجابته السكوت
فان كلمته فرجت عنـــــه ** وان خليته كمدا يمـــــوت

يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلمــا ** كعود زاده الإحراق طيبا

ويقول في الذين باعواالدين بالدنيا:
قضاء الدهر قد ضلوا ** فقد بانت خسارتهم
فباعوا الدين بالدنيــا ** فما ربحت تجارتهم

ويقول في الفرج:
ولرب نازله يضيق لها الفتى ** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفر

صبراجميلا ما أقرب الفرجا ** من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينلـــه أذى ** ومن رجاه يكون حيث رجا


ويقول في الصمت:
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ** إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ** وفيه أيضا للعرض إصلاح
أما ترى الأسد تُـخشى وهي صامته؟ ** والكلب يُخسى لعمري وهو نباح
وجدت سكوتي متجرا فلزمتــه ** إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ** وتاجره يعلو على كل تاجر

ويقول في عفوالله:
إن كنت تغدر في الذنوب جليدا ** وتخاف في يوم المعاد وعيدا
فلقد أتاك من المهيمن عفــوه ** وأفاض من نعم عليك مزيدا
لاتيأسن من لطف ربك في الحشا ** في بطن أمك مضغة ووليدا
لو شاء أن تصلى جهنم خالــدا ** ما كان ألهم قلبك التوحيدا

ويقول في فوائد الأسفار:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة ** وعلم وآداب وصحبه ماجـد

ويقول في جنان الخلد:
يا من يعانق دنيا لا بقاء لهــــــا ** يمسى ويصبح في دنياه سفـّارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقـــه ** حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إنكنت تبغي جنان الخلد تسكنها ** فينبغي لك أن لا تأمن النـارا

ويقول في الدهر:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـــر ** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه الجيف ** وتستقر بأقصى قاعه الـــــــدرر
وفى السماء نجوم لا عداد لهـــا ** وليس يكسف إلا الشمس والقمـر

ويقول في الصالحين:
أحب الصالحين ولست منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ** ولو كنا سواء في البضاعة

ويقول في الطمع:
العبد حر إن قنـــع ** والحر عبد إن طمع
فاقنع ولا تطمع فلا ** شيء يشين سوى الطمع
حسبي بعلمي إن نفع ** ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله رجع ** عن سوء ما كان يصنع
ما طار طير وارتفع ** إلا كما طار وقع

ويقول في العلم:
تعلم فليس المرء يولد عالما ** وليس أخو علم كمن هو جاهل
وأن كبير القوم لا علم عنـده ** صغير إذا التفت عليه الجحافل
وأن صغير القوم إن كان عالما ** كبير إذا ردت إليه المحافـل

ويقول طلب المعالي:
بقدر الكد تكتسب المعالي ** ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد ** أضاع العمر في طلب المحالي
تروم العز ثم تنام ليــــــلا ** يغوص البحر من طلب اللالي

ويقول في حفظ اللسان:
احفظ لسانك أيها الإنسان ** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ** كانت تهاب لقاءه الأقران

ويقول عن الزمان:
نعيب زماننا والعيب فينـا ** وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ** ولو نطق الزمان إذاً هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ** ويأكل بعضنا بعضا عيانا

وأعتبر أن هذه الأبيات أحلى ما قال من درر حيث يقول:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ** هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمـة ** منه وأنت لشكر ذاك مضيع
فليتك تحلـو و الحـياة مريرة ** و ليتك ترضى و الأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح الود منك فالكل هين ** وكل الذي فوق التراب تراب
صن النفس واحملها على ما يزنها ** تعش سالما والقول فيك جميل
وان ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ** عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امرئ متلون ** إذا الريح مالت مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعــدهم ** ولكنهم في النائبات قليل
إذا المرء أفشى سره بلسانه ** ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ** فصدر الذي يستودع السر أضيق
ماحك جلدك مثل ظفرك ** فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجـة ** فاقصد لمعترف بقدرك

رحمه الله..
فلقد أثلج صدورنا بدرره..
وجمعنا به وبالحبيب محمد في الجنة

شكرا لهذا الطرح الرائع والمميز