إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
قصة قصيدة ...... لاَ....لا تكذبــــــــــــــي!!!!!!!!!!!!!!!
مَـــــــــــنْ منا يا تُـرى لم تتشنَّفْ أسماعُـه ولم ترقَّ مشاعرُهُ الملتاعة،بكلمات ونــغَـم تلكَ القصيدة البديعة الدامعة التي شَدتـْـها حيناً المطربة نجاة الصغيرة،وتغنى بها حيناً آخر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب..؟؟
لاَ....لا تكذبــــــــــــــي..!!
القصيدة-كما هو معروف-لشاعر الرقة والشجن الكبيــر كامل الشناوي،وقد ضمنها ديوانه ضمن مجموعته الكاملة...
ما أعتقد-أحبتـــي-يوجد متابعٌ لإبداعات الأدباء المعاصرين في روائعهم..ولا يوجد فنانٌ فينا،عنده الحد الأدنى من التذوق والمتابعة إلا وتعيش هذه القصيدة الرائعة في حناياه،يجعلها مطية ً للتعبير عن عذاباته،أو إيحاءً صادقاً لجراحات قلبه...
وأنا هنا لن أعمَلَ على شرح القصيدة أو التغلغل في جمالياتها البنيوية والمجازية الخـلاَّبة،وإنما سأنحـى بكم-سريعاً-منحـىً آخـر...
سأنقل لكم الأجواءَ الدامعة التي أوحتْ للشاعر الكبير كامل الشناوي،ففَضفضَ بها وألقاها في جبين الزمان الشعري شامـة ً وقامـة ً خالدة ً بين القصائد..
لأن كثيراً من الناس يعرف القصيدةَ كلمة ً ولحناً،ولكن القليلَ منهم مَن يذهلُ عن أسباب ولادتها في رحِـم القلب الذي جاءَ بها...
والذي أعرفه أنني في مطالعاتي الحرة،وبينما كنتُ أقرأ في كتاب(شخصياتٌ لا تـُـنسَـى)لشيخ الصحافة المصرية الأستاذ الكبير مصطفى أمين-رحمه الله-إذ بي أجد نفسي أمام رحلة درامية من الشجن والدموع والمعاناة التي ألمَّتْ بالشاعر الكبير غداة إبداعه للقصيدة...
وسأتركُ لقلم الأستاذ مصطفى العَنان في نقل التفاصيل،وعهدي به أنه من الأقلام التي تربينا على روعة أسلوبه،وجمال عرضه...
يقول الأستاذ مصطفى أمين:
عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء : المجد .. والشهرة .. والشعر ولم تعطه شيئا ً..!
أحبها فخدعته .. أخلص لها فخانته .. جعلها ملكه فجعلته أضحوكة ..!!
وقد كتب قصيدة ( لا تكذبي) في غرفة مكتبي بشقتي في الرجالهك .. وهى قصيدة ليس فيها مبالغه أو خيال...
وكان " كامل " ينظمها وهو يبكي .. كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها .. وكان يتأوه كرجل ينزف منه الدم الغزيَرَ وهو ينظم .. وبعد أن إنتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على " المطربة " بالتليفون...
وبدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت... تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات .. مما كان يقطع القلوب .. وكانت المطربة صامته لا تقول شيئا ً.. ولا تعلق .. ولا تقاطع .. ولا تعترض .. وبعد أن انتهى " كامل " من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسه قوى .. تنفع أغنيه .. لازم أغنيها..!!
كتب إليها كامل يلعنها ويقول:
( لم يعد بيننا ما يغري بأن أخدعك أو تخدعيني .. فقد خرجت من حياة نفسي ..! لا تندهشي فالحياة التي أحياها اليوم لا يربطني بها إلا ما يربط الناس بحياتهم من أمل ويأس .. أو راحة وعذاب .. إنها حياة لا أتحرك فيها .. ولكنى أتمدد كجثه .. وهى لا تضمني بين أحضانها بل تلفني كالكفن ..! في استطاعتي الآن ـ فقط ـ أن أصارحك بحقيقة قصتي معك ...لقد خدعتني وخدعتك ..!
خدعتني بكذبك الذكي وخدعتك بصدقي الغبي ..!
ظللت سنوات أتوهم أنك تحبينني .. فجريت وراءك بقلبي الأبله ومشاعري الحمقاء ..!
وخلال تلك السنوات كنت أنتزع من نفسي خلجاتها وأقدمها لك في :
آهـــــة .. ودمعه .. كلمة .. وقصيده ..!
وقد دفعك إيمانك بصدق عاطفتي إلى أن تمارسي حقوق حواء بقدره وجدارة، فغدرت بوفائي، وضحكت من دموعي...)
وسمع كامل يوما أن حبيبته المطربة عندما علمت بعذابه قالت لأصدقائها: " مسكين كامل الشناوي... لقد دمرته الغيرة "
فكتب كامل يقول لها:
( صدقيني إذا قلت لك اننى لست مسكينا .. ربما كنت كذلك لو أنني استسلمت للوهم الذي علقني بك .. ولكنني قاومته ورفضت .. وجعلت من كبريائي حصنا يحميني منك .. ومن قلبي..!! ولا شيء يقوى أن يدمرني لأنني أحيا .. وما دمت أحيا .. فإن العواصف التي تهب من حولي لا تزيدني إلا قوه على مواجهة الأعاصير ..إنني لست كثيبا من الرمل تبدده حفنه من الهواء .. ولكنني جبل لا أبالي بالعاصفة بل أحتفي بها .. وبدلاً من أن تزمجرني في الفضاء أجعلها تغنى من خلال صخوري ..! وليس صحيحا أني أغار من أي إنسان تعرفينه .. فالغيرة لا تكون إلا ممن تحبينهم .. وقد عرفت بالتجربة أنك لم تحبي إلا ذاتا واحده .. ولا أستطيع أن أغير منها لأنها مختبئة في ثيابك ..!! إنك تحبين نفسك .. وتغارين ممن يشاركونك حبها .. بل انك تناصبيهم العداء ومن أجل ذلك عاملتني كما لو كنت عدوك الطبيعي .. أحببتك فكرهتني وقدمت إليك قلبي فطعنتيه بخنجر مسموم ..!!).
وأشاعت محبوبته أن فلاناً يحبها .. وفلاناً يعشقها، لتزيد من آلامه وغيظه .. فكتب إليها:
( ليتك تعلمين أنك لا تهزينني بتصرفاتك الحمقاء، فلم يعد يربطني بك إلا ماض ٍ لا تستطيع قوة أن تعيده إلينا أو تعيدنا إليه ..!!، كنت أتعذب في حبك بكبرياء .. وقد ذهب الحب .. وبقيت لي كبريائي .. كنت قاسيه في فتنتك ونضارتك وجاذبيتك .. فأصبحت قاسيه فقط...)
ويستطرد الأستاذ مصطفى أمين في حديثه عن كامل الشناوي الذي عاش معه يقول:
(...كان كامل يحاول بأي طريقه أن يعود إليها .. يمدحها ويشتمها .. يركع أمامها ويدوسها بقدميه .. يعبدها ويلعنها..!! وكانت تجد متعه أن تعبث به، يوماً تبتسم ويوماً تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه .. تطلبه في التليفون في الصباح ثم تنكر نفسها منه في المساء ..!!
وكان يقول : (إنه لا يفهمها وهى امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني ..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني ..؟)
وكتب عنها يقول:
(أنا لا أفزع إلا من شيئين: آلام مرض لا أعرفه وغموض امرأة أعرفها ..!، وقد أتحمل آلام المرض بأمل ويأس، أما غموض المرأة فلا يجدي معها أملى فيها ولا يأسي منها..!، إن غموض الرجل يثير فيه ريبة أصدقائه فيبتعدون عنه ..، والمرأة الغامضة تثير الريبة فيمن يحبها، إن كل خلجاته ونبضاته تظل تسأل في حيره عن سر هذا الغموض، إذا أبدت الرضا ظن أنها تخدعه..! وإذا غضبت منه ظن أنها تكرهه..! وإذا كانت وحدها سعى إليها فيحس وحده أنه فضولي متطفل ضيف غير مدعو ..!! وإذا أقبلت عليه فكر فيما ينطوي عليها إقبالها من نيات ماكرة ..!).
يقول الأستاذ مصطفي أمين:
(...استمرت لعنة الحب الفاشل تطارد كامل الشناوي وتعذبه وكان يعتقد أن الهجر قتله وأنه لم يبق إلا موعد تشييع الجنازة ..!!
وكان يجلس يكتب كل يوم عن عذابه ويوم نعيه وفوجئت به يتردد على المقابر ولم تكن هذه عادته وسألته ماذا حدث ..؟
فابتسم ابتسامة حزينة وقال: أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد ..!!
وقد كتب كامل يصف رحلته إلى المقبرة يقول:
(ما أعجب هذه الصحراء، كل شيء فيها يشبه الآخر،متشابهون في حركاتهم، والانقباض البادي في مسحات وجوههم، القبور متشابهه كلها أحجار وطوب وزهور وماء يبل الثرى .. كلها تضم عظاما نخره..! هنا تحت المقابر تساوت الأعمار والقيم، الشاب والشيخ والذكي والغبي من كان له مثل أعلى في الحياة ومن غادر الحياة ولم يكن له فيها مثل أو هدف ..! ووصلت إلى المقبرة التي تعودت أن أزورها في أكثر من مناسبة،ففيها يرقد أحبابي الذين تركوا الدنيا وحياتي وذهبوا إلى حيث سنذهب معهم حاولت أن أبكيهم فتعثرت الدموع في محاجري حاولت أن أرثيهم فلم تنطق منى إلا كلمات خرساء ..!!، ووقفت في خشوع ثم جثوت فوق التراب الذي ضمهم بالأمس وسيضمني غدا للموت الذي احتواهم بين ذراعيه بهاتين الذراعين سيحتويني.!، أيها الموت : أنا لا أخافك ولكنى لا أفهمك فمن تكون؟، هل أنت تنزف دماءنا وأعمارنا لتروى ظمأك .. أم لتروى ظمأ الحياة..؟، ما أنت يا موت وما الحياة ..؟، يا أسفى على أنى أعيش حياتي ولا أعرفها .. وألقي الموت دون أن أعرفه ..؟
أيتها الصحراء يا مدينة القبور والموتى إذا جئت إليك يوما محمولا في نعش فاستقبليني بروحك الوديعة التي شعرت بها اليوم. عندما جئتك محمولا في سيارة...)
ومات كامل الشناوي وجراح الحب في قلبه تنزف ..الحب الذي عذبه حتى الموت...)-انتــهى-
لقد تفاجأتُ-أحبتي-كما قد يتفاجأ الكثيرون،حين أدركتُ أن الأستاذ مصطفى أمين إنما كان يشير إلى عذابات الحب التي كان يكتوي من أتونها اللاهب الشاعر كامل الشناوي،ولم تكن التي أسقته الكأسَ المريرةَ من الحب والجفاء-في قصيدته الرائعة-غير المطربة نجاة..!!!
أما القصيدة الدامعة التي جاءت من وراء قصتها..فهاكموها تكملـةً للصورة التراجيدية الدامعـة:
لا....لا تكــــــــــــــذبي..
إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا..!!
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر وادَّعى..!!
إني رأيتكما
إني سمعتكما
عيناك في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتان
ترتعشان من لهفٍ عليهِ...!!
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ...!!
بالهمسِ..بالآهاتِ..بالنظرات ِ..
باللفتاتِ..بالصمتِ الرهيبِ...!!
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني..!!
.. فلطالما باركت كذبك كله
ولعنتُ ظني !!
ماذا أقول لأدمع ٍ سفحتها أشواقي إليك...؟؟؟!!
ماذا أقول لأضلع ٍ مزقتها خوفا عليكِ...؟؟؟!!
أأقول هانت؟
أأقول خانت؟
أأقولها ؟
لو قلتها أشفي غليلي..!!
يا ويلتي
لا ، لن أقولَ أنا ، فقولي ...
لا تخجلي
لا تفزعي مني
فلستُ بثائرٍِ ..!!
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...!!
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره
فكســـــــــرتهِ..!!!
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره
فغفــــــــــرْتهِ..!!!
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني ..!!
فأنا صنعتك من هوايَ ، ومن جنوني !!
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون ِ ..!!
مَـــــــــــنْ منا يا تُـرى لم تتشنَّفْ أسماعُـه ولم ترقَّ مشاعرُهُ الملتاعة،بكلمات ونــغَـم تلكَ القصيدة البديعة الدامعة التي شَدتـْـها حيناً المطربة نجاة الصغيرة،وتغنى بها حيناً آخر العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب..؟؟
لاَ....لا تكذبــــــــــــــي..!!
القصيدة-كما هو معروف-لشاعر الرقة والشجن الكبيــر كامل الشناوي،وقد ضمنها ديوانه ضمن مجموعته الكاملة...
ما أعتقد-أحبتـــي-يوجد متابعٌ لإبداعات الأدباء المعاصرين في روائعهم..ولا يوجد فنانٌ فينا،عنده الحد الأدنى من التذوق والمتابعة إلا وتعيش هذه القصيدة الرائعة في حناياه،يجعلها مطية ً للتعبير عن عذاباته،أو إيحاءً صادقاً لجراحات قلبه...
وأنا هنا لن أعمَلَ على شرح القصيدة أو التغلغل في جمالياتها البنيوية والمجازية الخـلاَّبة،وإنما سأنحـى بكم-سريعاً-منحـىً آخـر...
سأنقل لكم الأجواءَ الدامعة التي أوحتْ للشاعر الكبير كامل الشناوي،ففَضفضَ بها وألقاها في جبين الزمان الشعري شامـة ً وقامـة ً خالدة ً بين القصائد..
لأن كثيراً من الناس يعرف القصيدةَ كلمة ً ولحناً،ولكن القليلَ منهم مَن يذهلُ عن أسباب ولادتها في رحِـم القلب الذي جاءَ بها...
والذي أعرفه أنني في مطالعاتي الحرة،وبينما كنتُ أقرأ في كتاب(شخصياتٌ لا تـُـنسَـى)لشيخ الصحافة المصرية الأستاذ الكبير مصطفى أمين-رحمه الله-إذ بي أجد نفسي أمام رحلة درامية من الشجن والدموع والمعاناة التي ألمَّتْ بالشاعر الكبير غداة إبداعه للقصيدة...
وسأتركُ لقلم الأستاذ مصطفى العَنان في نقل التفاصيل،وعهدي به أنه من الأقلام التي تربينا على روعة أسلوبه،وجمال عرضه...
يقول الأستاذ مصطفى أمين:
عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء : المجد .. والشهرة .. والشعر ولم تعطه شيئا ً..!
أحبها فخدعته .. أخلص لها فخانته .. جعلها ملكه فجعلته أضحوكة ..!!
وقد كتب قصيدة ( لا تكذبي) في غرفة مكتبي بشقتي في الرجالهك .. وهى قصيدة ليس فيها مبالغه أو خيال...
وكان " كامل " ينظمها وهو يبكي .. كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها .. وكان يتأوه كرجل ينزف منه الدم الغزيَرَ وهو ينظم .. وبعد أن إنتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على " المطربة " بالتليفون...
وبدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت... تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات .. مما كان يقطع القلوب .. وكانت المطربة صامته لا تقول شيئا ً.. ولا تعلق .. ولا تقاطع .. ولا تعترض .. وبعد أن انتهى " كامل " من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسه قوى .. تنفع أغنيه .. لازم أغنيها..!!
كتب إليها كامل يلعنها ويقول:
( لم يعد بيننا ما يغري بأن أخدعك أو تخدعيني .. فقد خرجت من حياة نفسي ..! لا تندهشي فالحياة التي أحياها اليوم لا يربطني بها إلا ما يربط الناس بحياتهم من أمل ويأس .. أو راحة وعذاب .. إنها حياة لا أتحرك فيها .. ولكنى أتمدد كجثه .. وهى لا تضمني بين أحضانها بل تلفني كالكفن ..! في استطاعتي الآن ـ فقط ـ أن أصارحك بحقيقة قصتي معك ...لقد خدعتني وخدعتك ..!
خدعتني بكذبك الذكي وخدعتك بصدقي الغبي ..!
ظللت سنوات أتوهم أنك تحبينني .. فجريت وراءك بقلبي الأبله ومشاعري الحمقاء ..!
وخلال تلك السنوات كنت أنتزع من نفسي خلجاتها وأقدمها لك في :
آهـــــة .. ودمعه .. كلمة .. وقصيده ..!
وقد دفعك إيمانك بصدق عاطفتي إلى أن تمارسي حقوق حواء بقدره وجدارة، فغدرت بوفائي، وضحكت من دموعي...)
وسمع كامل يوما أن حبيبته المطربة عندما علمت بعذابه قالت لأصدقائها: " مسكين كامل الشناوي... لقد دمرته الغيرة "
فكتب كامل يقول لها:
( صدقيني إذا قلت لك اننى لست مسكينا .. ربما كنت كذلك لو أنني استسلمت للوهم الذي علقني بك .. ولكنني قاومته ورفضت .. وجعلت من كبريائي حصنا يحميني منك .. ومن قلبي..!! ولا شيء يقوى أن يدمرني لأنني أحيا .. وما دمت أحيا .. فإن العواصف التي تهب من حولي لا تزيدني إلا قوه على مواجهة الأعاصير ..إنني لست كثيبا من الرمل تبدده حفنه من الهواء .. ولكنني جبل لا أبالي بالعاصفة بل أحتفي بها .. وبدلاً من أن تزمجرني في الفضاء أجعلها تغنى من خلال صخوري ..! وليس صحيحا أني أغار من أي إنسان تعرفينه .. فالغيرة لا تكون إلا ممن تحبينهم .. وقد عرفت بالتجربة أنك لم تحبي إلا ذاتا واحده .. ولا أستطيع أن أغير منها لأنها مختبئة في ثيابك ..!! إنك تحبين نفسك .. وتغارين ممن يشاركونك حبها .. بل انك تناصبيهم العداء ومن أجل ذلك عاملتني كما لو كنت عدوك الطبيعي .. أحببتك فكرهتني وقدمت إليك قلبي فطعنتيه بخنجر مسموم ..!!).
وأشاعت محبوبته أن فلاناً يحبها .. وفلاناً يعشقها، لتزيد من آلامه وغيظه .. فكتب إليها:
( ليتك تعلمين أنك لا تهزينني بتصرفاتك الحمقاء، فلم يعد يربطني بك إلا ماض ٍ لا تستطيع قوة أن تعيده إلينا أو تعيدنا إليه ..!!، كنت أتعذب في حبك بكبرياء .. وقد ذهب الحب .. وبقيت لي كبريائي .. كنت قاسيه في فتنتك ونضارتك وجاذبيتك .. فأصبحت قاسيه فقط...)
ويستطرد الأستاذ مصطفى أمين في حديثه عن كامل الشناوي الذي عاش معه يقول:
(...كان كامل يحاول بأي طريقه أن يعود إليها .. يمدحها ويشتمها .. يركع أمامها ويدوسها بقدميه .. يعبدها ويلعنها..!! وكانت تجد متعه أن تعبث به، يوماً تبتسم ويوماً تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه .. تطلبه في التليفون في الصباح ثم تنكر نفسها منه في المساء ..!!
وكان يقول : (إنه لا يفهمها وهى امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني ..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني ..؟)
وكتب عنها يقول:
(أنا لا أفزع إلا من شيئين: آلام مرض لا أعرفه وغموض امرأة أعرفها ..!، وقد أتحمل آلام المرض بأمل ويأس، أما غموض المرأة فلا يجدي معها أملى فيها ولا يأسي منها..!، إن غموض الرجل يثير فيه ريبة أصدقائه فيبتعدون عنه ..، والمرأة الغامضة تثير الريبة فيمن يحبها، إن كل خلجاته ونبضاته تظل تسأل في حيره عن سر هذا الغموض، إذا أبدت الرضا ظن أنها تخدعه..! وإذا غضبت منه ظن أنها تكرهه..! وإذا كانت وحدها سعى إليها فيحس وحده أنه فضولي متطفل ضيف غير مدعو ..!! وإذا أقبلت عليه فكر فيما ينطوي عليها إقبالها من نيات ماكرة ..!).
يقول الأستاذ مصطفي أمين:
(...استمرت لعنة الحب الفاشل تطارد كامل الشناوي وتعذبه وكان يعتقد أن الهجر قتله وأنه لم يبق إلا موعد تشييع الجنازة ..!!
وكان يجلس يكتب كل يوم عن عذابه ويوم نعيه وفوجئت به يتردد على المقابر ولم تكن هذه عادته وسألته ماذا حدث ..؟
فابتسم ابتسامة حزينة وقال: أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد ..!!
وقد كتب كامل يصف رحلته إلى المقبرة يقول:
(ما أعجب هذه الصحراء، كل شيء فيها يشبه الآخر،متشابهون في حركاتهم، والانقباض البادي في مسحات وجوههم، القبور متشابهه كلها أحجار وطوب وزهور وماء يبل الثرى .. كلها تضم عظاما نخره..! هنا تحت المقابر تساوت الأعمار والقيم، الشاب والشيخ والذكي والغبي من كان له مثل أعلى في الحياة ومن غادر الحياة ولم يكن له فيها مثل أو هدف ..! ووصلت إلى المقبرة التي تعودت أن أزورها في أكثر من مناسبة،ففيها يرقد أحبابي الذين تركوا الدنيا وحياتي وذهبوا إلى حيث سنذهب معهم حاولت أن أبكيهم فتعثرت الدموع في محاجري حاولت أن أرثيهم فلم تنطق منى إلا كلمات خرساء ..!!، ووقفت في خشوع ثم جثوت فوق التراب الذي ضمهم بالأمس وسيضمني غدا للموت الذي احتواهم بين ذراعيه بهاتين الذراعين سيحتويني.!، أيها الموت : أنا لا أخافك ولكنى لا أفهمك فمن تكون؟، هل أنت تنزف دماءنا وأعمارنا لتروى ظمأك .. أم لتروى ظمأ الحياة..؟، ما أنت يا موت وما الحياة ..؟، يا أسفى على أنى أعيش حياتي ولا أعرفها .. وألقي الموت دون أن أعرفه ..؟
أيتها الصحراء يا مدينة القبور والموتى إذا جئت إليك يوما محمولا في نعش فاستقبليني بروحك الوديعة التي شعرت بها اليوم. عندما جئتك محمولا في سيارة...)
ومات كامل الشناوي وجراح الحب في قلبه تنزف ..الحب الذي عذبه حتى الموت...)-انتــهى-
لقد تفاجأتُ-أحبتي-كما قد يتفاجأ الكثيرون،حين أدركتُ أن الأستاذ مصطفى أمين إنما كان يشير إلى عذابات الحب التي كان يكتوي من أتونها اللاهب الشاعر كامل الشناوي،ولم تكن التي أسقته الكأسَ المريرةَ من الحب والجفاء-في قصيدته الرائعة-غير المطربة نجاة..!!!
أما القصيدة الدامعة التي جاءت من وراء قصتها..فهاكموها تكملـةً للصورة التراجيدية الدامعـة:
لا....لا تكــــــــــــــذبي..
إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا..!!
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر وادَّعى..!!
إني رأيتكما
إني سمعتكما
عيناك في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتان
ترتعشان من لهفٍ عليهِ...!!
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ...!!
بالهمسِ..بالآهاتِ..بالنظرات ِ..
باللفتاتِ..بالصمتِ الرهيبِ...!!
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني..!!
.. فلطالما باركت كذبك كله
ولعنتُ ظني !!
ماذا أقول لأدمع ٍ سفحتها أشواقي إليك...؟؟؟!!
ماذا أقول لأضلع ٍ مزقتها خوفا عليكِ...؟؟؟!!
أأقول هانت؟
أأقول خانت؟
أأقولها ؟
لو قلتها أشفي غليلي..!!
يا ويلتي
لا ، لن أقولَ أنا ، فقولي ...
لا تخجلي
لا تفزعي مني
فلستُ بثائرٍِ ..!!
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...!!
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره
فكســـــــــرتهِ..!!!
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره
فغفــــــــــرْتهِ..!!!
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني ..!!
فأنا صنعتك من هوايَ ، ومن جنوني !!
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون ِ ..!!
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
مشكور ياخوي على القصة والقصيدة
قصة حزينة ونادرة
لان الخيانة دائما تأتي من الرجل
غريبة هالمرة كانت الخيانة من المرأة
(لكل قاعدة شواذ)
مشكور على اختيارك المميز والرائع
قصة حزينة ونادرة
لان الخيانة دائما تأتي من الرجل
غريبة هالمرة كانت الخيانة من المرأة
(لكل قاعدة شواذ)
مشكور على اختيارك المميز والرائع
دلع ليبيا- مستشار
-
عدد المشاركات : 15254
العمر : 23
رقم العضوية : 1253
قوة التقييم : 30
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
كل الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
مشكور عالطرح الرائع
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
كل الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: قصة قصيدة . لاَ.لا تكذبــي -- كامل الشناوى
شكرا لهذا الطرح الرائع والمميز
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» وفاة الفنان المصري كمال الشناوي عن 89 عاما
» تعزية لآل الشناوى
» هذه قصيدة بعنوان " امي لا تموتي يا امي " قصيدة ابكت العالم ب
» ملف كامل عن طب الاسنان,,,,,
» فيلم 678 كامل
» تعزية لآل الشناوى
» هذه قصيدة بعنوان " امي لا تموتي يا امي " قصيدة ابكت العالم ب
» ملف كامل عن طب الاسنان,,,,,
» فيلم 678 كامل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:06 am من طرف STAR
» احذر الإفراط في شرب عصير الجزر.. ماذا يفعل بالجسم؟
أمس في 9:06 am من طرف STAR
» عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب
أمس في 9:05 am من طرف STAR
» زوروا أماكن السياحة الجذابة في ليوبليانا عاصمة سلوفينيا
أمس في 9:05 am من طرف STAR
» معهد الفلك": عيد الأضحى فلكياً الأحد 16 حزيران
أمس في 9:04 am من طرف STAR
» ميسي سجل هدفا وصنع 5 بالدوري الأمريكي
أمس في 9:03 am من طرف STAR
» شوربة الباذنجان
أمس في 9:02 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:59 am من طرف STAR
» بارما يعود مجدداً لدوري الأضواء
2024-05-02, 11:04 am من طرف STAR
» طرق فعالة للتخلص من الناموس من دون استخدام المبيدات
2024-05-02, 11:03 am من طرف STAR
» اتحاد جدة السعودي يستقر على بديل صلاح
2024-05-02, 11:02 am من طرف STAR
» ستيك اللحم بصوص الثوم
2024-05-02, 11:01 am من طرف STAR
» جملة قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس تثير تفاعلا واسعا
2024-05-01, 9:48 am من طرف STAR
» تضخم "البروستاتا" عند الرجال.. إليكم أبرز طرق العلاج والوقاية
2024-05-01, 9:45 am من طرف STAR
» سلطة جبن الفيتا بالأفوكادو والحمص
2024-05-01, 9:44 am من طرف STAR