الفطام يعتمد على التدرج ويهدف لتحسين نوعية غذاء الطفل

حليب الأم غذاء كامل للطفل في الأربعة إلى الستة أشهر الأولى من عمره، ولكن بعد هذه المرحلة يجب مساعدة حليب الأم بأغذية إضافية مع الاستمرار بالإرضاع الطبيعي إلى مرحلة متقدمة من السنة الثانية والأفضل حتى نهايتها. إن البدء بإدخال أغذية أخرى إضافية إلى حليب الأم في وجبات الرضيع يُدعى بالفطام التي تعني تعويد الطفل الرضيع على أغذية أخرى.
يتعرض الطفل في فترة فطامه إلى خطرين أساسيين: يكمن الأول بحقيقة أن معظم أغذية الفطام الأولى مائية القوام وتحوي كميات اقل من الطاقة والمواد المغذية مقارنة مع حليب الأم، والثاني زيادة احتمال تعرض الطفل للإصابة بالأمراض ولاسيما الإسهال. وفي معظم المجتمعات يُمنع الطفل من تناول الكثير من المواد الغذائية لدى إصابته بالإسهال مما يزيد من احتمال تعرضه لسوء التغذية.
إن الهدف العام من رعاية الطفل أثناء مرحلة الفطام هو تحسين نوعية غذائه ووقايته من الإصابة بأمراض الإسهال. كما يهدف الفطام السليم إلى تجنب الفطام المفاجئ، تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية، تجنب منع الطعام عن الطفل المصاب بالإسهال، والتشجيع على المباعدة بين مرات الحمل.

مساوئ الفطام المفاجئ
الفطام المفاجئ خطر على صحة الطفل ولذلك يجب التخطيط لعملية الفطام بتقديم الأغذية الإضافية مع حليب الأم بصورة تدريجية ومنتظمة. ولا ينصح بالتوقف عن الإرضاع الطبيعي إلا في حال اعتماد الطفل بصورة جيدة على أغذية الفطام المتوازنة، وذلك في مرحلة متقدمة من السنة الثانية.
يجب أن تقدم الأطعمة الجديدة للطفل بكميات صغيرة في البداية حتى يعتاد على مذاقها، كما يجب أن تكون مائعة القوام لعدم مقدرته على المضغ. الفطام المفاجئ ممارسة خطرة لأنها تؤدي إلى تحول الوارد الغذائي للطفل بصورة تامة من طعام مغذٍ عالي القيمة (حليب الأم) إلى طعام سائل منخفض القيمة غريب المذاق، لذا يجب أن يكون الفطام عملية تدريجية تقدم فيها وعلى مراحل أحد الأطعمة بالتدريج، ثم تُشارك بطعام آخر وهكذا بالتدريج حتى يصبح الوارد الغذائي جيداً ومناسباً للطفل ونموه، ودائماً بمشاركة مع حليب الأم الذي يبقى الغذاء الأساسي لاسيما في المراحل الأولى.
وعند البدء بأطعمة الفطام يجب أن تقدم الوجبة مرة أو مرتين في اليوم بعد الإرضاع الطبيعي، وبعد اعتياد الطفل على الوجبة يمكن تقديم وجبة من نوع آخر مناسبة لعمره واحتياجاته الغذائية وتذوقه لها.

برنامج التغذية في مرحلة الفطام
؟ 4-6 أشهر: حليب الأم غذاء أساسي ـ إدخال وجبة مطبوخ مسحوق الأرز أو القمح بعد إحدى الرضعات وتقدم للطفل بالملعقة - بعد اعتياد الطفل على الوجبة السابقة (مذاقها وطريقة بلعها) تقدم كميات صغيرة من أغذية طرية أو سائلة أخرى مثل الجبنة الطرية، اللبن، الفواكه المسحوقة، صفار البيض، والبطاطا المسلوقة والمسحوقة.. الخ
؟ 6 - 7 أشهر: حليب الأم غذاء أساسي ـ زيادة تركيز المواد الغذائية والطاقة التي توفرها وجبة مسحوق الحبوب عن طريق إنقاص كمية الماء بتحضيرها أو إضافة الحليب عوضاً عن الماء عند التحضير، وبإضافة ملعقة صغيرة من الزبدة أو السمنة أو زيت الزيتون إلى الوجبة. إضافة وجبات غنية بالمواد البروتينية مثل: البقول المسحوقة والمسلوقة مثل البازلاء والفاصوليا، الحمص، لحم الضأن أو السمك المسلوق جيداً والمسحوق، حليب البقر أو الجبنة الطرية أو اللبن الممزوج جيداً مع مادة دسمة كالزيت أو الزبد.
إدخال الأغذية الغنية بالفيتامينات والحديد كمسحوق مسلوق الجزر والسبانخ والفواكه بأنواعها. فالجزر والخضراوات الخضراء مصادر جيدة لفيتامين (أ). كما أن الفواكه بأنواعها غنية بالفيتامين (ث)، كما أن الحبوب ولاسيما العدس والسبانخ غنية بالحديد ولكن يجب أن يرافقها بروتين حيواني لزيادة امتصاصه (البيض مصدر جيد للبروتينات الحيوانية) ويفيد التعرض للشمس في تأمين احتياجات جسم الطفل من فيتامين (د).

بعد السنة الأولى
يبقى حليب الأم غذاء ضرورياً ويمكن إنقاص كميته استعداداً للتوقف عن الإرضاع الطبيعي بصورة تدريجية نحو نهاية السنة الثانية. وتقدم الأغذية نفسها التي ذُكرت في عمر 6-7 أشهر ولكن يُطبخ الغذاء ليكون أكثر كثافة ويُقدم للطفل بوجبات اكبر، ويمكن التوقف عن الإرضاع الطبيعي بصورة سليمة ومن دون خطر على حالة الطفل الغذائية إذا كان يتناول الأغذية التالية: الأغذية الغنية بالبروتينات كحليب البقر واللبن مع الزيت والجبنة الطرية يومياً، البيض ولحم الضأن أو السمك عندما يكون متوفراً، البقول الغنية بالبروتينات (البازلاء، الفاصوليا، والعدس) يومياً، الأغذية الغنية بالفيتامينات كالفواكه والخضار الخضراء القاتمة، الأغذية الغنية بالطاقة وهي الأغذية كافة الغنية بالمواد السكرية (النشوية) والمواد الدسمة.
كما يجب الانتباه لصغر حجم معدة الطفل وبالتالي أهمية تكثيف وجبات الفطام مائعة القوام، بحيث تكون عالية القيمة الغذائية وتقديم هذه الوجبات بكميات صغيرة ولكن متكررة في اليوم. وعندما يبدأ الطفل تناول أطعمة مائدة العائلة يجب تخصيص طبق خاص له للتأكد من تناوله كمية مناسبة.
من أهم أسباب الفطام المفاجئ الحمل التالي وذلك لمعتقدات خاطئة شائعة. فقد أثبتت الدراسات إمكانية متابعة إرضاع الطفل من ثدي الأم الحامل حتى تشعر بحركات الجنين (الأسبوع 16 ـ 18 من الحمل) وذلك لصغر احتياجات الجنين الغذائية في المراحل الأولى من الحمل، وهذه الحقيقة تترك للام فترة كافية منذ تشخيص حملها لكي تقوم بالإجراءات المناسبة للفطام التدريجي للطفل.

تحسين القيمة الغذائية
يبدأ الفطام في كثير من المجتمعات بتقديم مطبوخ مسحوق الحبوب (الأرز مثلاً) والذي يشكل الماء 85% من تركيبته. ولما كان هذا النوع من الوجبات لا يوفر الاحتياجات الغذائية اللازمة للطفل في طور النمو، كان لا بد من متابعة الإرضاع الطبيعي لارتفاع القيمة الغذائية لحليب الأم إضافة إلى أطعمة الفطام الابتدائية. كما يمكن تحسين القيمة الغذائية لأطعمة الفطام التقليدية بإضافة الأغذية الغنية بالطاقة لها (الزبدة أو السمن أو زيت الزيتون) كما أن استبدال الماء بحليب البقر لدى تحضير تلك الأغذية يمكن أن يزيد من قيمتها الغذائية.

الطفل المصاب بالإسهال
تنتشر في كثير من المجتمعات ممارسة منع الطعام عن الطفل لدى إصابته بأمراض الإسهال. ويجب دائماً متابعة الإرضاع الطبيعي أثناء إصابة الطفل بالإسهال، كما يجب زيادة كمية وجبات أغذية الفطام لانخفاض نسبة الامتصاص المعوي في هذه الحالة. إن منع الطفل المصاب بالإسهال من كثير من الأطعمة سبب شائع للإصابة بسوء التغذية.
؟ التشجيع على المباعدة بين مرات الحمل: يساعد الإرضاع الطبيعي على تثبيط الإباضة وبالتالي تأخير حدوث الحمل بعد الولادة عند بعض الأمهات. ولتحقيق هذا الأثر لا بد من إرضاع الطفل بصورة متكررة (أكثر من 6 مرات يومياً) حسب طلب الطفل ولمدة لا تقل عن عشر دقائق لكل رضعة. ولدى إدخال أغذية الفطام يصبح الطفل اقل جوعاً وإقبالاً على الرضاعة الطبيعية مما يزيد احتمال حدوث الحمل في هذه المرحلة.
من الضروري تنبيه الأم وزوجها حول هذه الحقيقة وأهمية استخدام إحدى وسائل تنظيم الأسرة لتجنب حدوث الحمل في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، حيث يجب استعمال موانع الحمل اعتباراً من الأسبوع السادس بعد الولادة وعدم تأخير ذلك ولاسيما بعد بدء الطفل بتناول أغذية الفطام

بارك الله فيك على المشاركه شكرأ
على التميز
اقبل مرورى على مساهمتك الجميله