تشكيك اماراتي في تبنّي «القاعدة» تفجير طائرة شحن

دبي، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الامارات انها لا تملك معلومات عن زعم تنظيم «القاعدة» اول من امس تنفيذه اعتداء تسبب في تحطم طائرة شحن تابعة لشركة «يو بي اس» الأميركية للبريد السريع في دبي في الثالث من ايلول (سبتمبر) الماضي اسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم. كما تبنى التنظيم مسؤولية ارسال طردين مفخخين ضبطا في بريطانيا ودبي الاسبوع الماضي.

وافادت الهيئة بأن «لم تُظهر التحقيقات في الحادث التي استندت الى معلومات الصندوقين الأسودين واستجواب شهود عيان، أدلة صوتية او بيانية او مواد ناسفة تدعم فرضية وقوع انفجار في الطائرة». لكنها استدركت بأن «ذلك لا يعني ان الادعاء حول وقوع انفجار لن يؤخذ على محمل الجد، وسنحقق في الادعاء».

واوضح مدير الهيئة سيف السويدي ان الدليل الرئيسي يتمثل في عدم حدوث تغيير في الضغط داخل الطائرة، و»هو ما سيحصل في حال وقع انفجار». لكنه أكد اندلاع حريق على متن الطائرة.

ورفض ضاحي خلفان قائد الشرطة في دبي أي ربط بين الطردين المفخخين وتحطم طائرة شركة «يو بي إس»، موضحاً ان اختبارات شرطة دبي دلت على ان انفجار طرد مفخخ من النوع الذي اكتشف اخيراً كان يمكن ان يفتت الطائرة.

وحقق فريق ضم 20 خبيراً بينهم مندوبون من الهيئة الوطنية الاميركية لسلامة النقل، في ظروف الحادث. وقال خبير طلب عدم كشف اسمه ان «السلطات الاماراتية ستحلل مجدداً بقايا الطائرة بحثاً عن آثار لمادة البنتريت» الشديدة الانفجار التي عثر عليها في الطرد المفخخ الذي ارسل من اليمن الى دبي.

واستخدم النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب المادة المتفجرة ذاتها في تنفيذ محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية لدى تنفيذها رحلة بين امستردام وديترويت في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، والتي تبنتها «القاعدة في جزيرة العرب.»

وصرح ناطق باسم شركة «يو بي إس» في الولايات المتحدة بأن الشركة لا تملك تأكيداً مستقلاً في شأن سبب تحطم الطائرة من طراز «بوينغ 747-400» نفذت رحلة الى ألمانيا، بعدما أبلغ الطيار عن حريق ودخان في قمرة القيادة، فيما أكد مسؤول في مكافحة الارهاب في واشنطن رفض كشف اسمه رصد مؤشرات قوية لمسؤولية «القاعدة في جزيرة العرب» عن المحاولة الفاشلة لارسال طردين ناسفين الى الولايات المتحدة، لكن واشنطن لا تستطيع تأكيد ان التنظيم يقف خلف تحطم طائرة شركة «يو بي إس» في ايلول.

على صعيد آخر، افادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن السعودية وجّهت تحذيرات عدة منذ تموز (يوليو) الى واشنطن عن تحضير «القاعدة في اليمن» اعتداء ضد الولايات المتحدة، وان التحذير الاخير تحدث عن هجوم بطرود مفخخة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين لم تسمهم ان سلسلة تحذيرات ضاغطة نقلتها اجهزة الاستخبارات السعودية الى مسؤولين في الاستخبارات ومكافحة الارهاب في بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة. واشارت الى ان اولها «صدر في تموز وكان ذي طابع عام تحدث عن خطر اعتداء محتمل ضد الولايات المتحدة أو اوروبا، ثم قدمت اجهزة السعودية في التاسع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي معلومات استخباراتية اكثر تفصيلاً افادت بأن القاعدة في اليمن انهت قبل اربعة ايام التحضير لاعتداء يستهدف الولايات المتحدة أو اوروبا باستخدام طائرة او اثنتين على الارجح بشكل متزامن».

وجاء هذا التحذير بعد ايام قليلة على ضبط السلطات الاميركية نهاية ايلول طروداً مشبوهة مرسلة من اليمن الى شيكاغو شمال الولايات المتحدة. واحتوت هذه الطرود على كتب وصحف واقراص مدمجة واغراض مختلفة من دون ان تتضمن متفجرات، لكن السلطات الاميركية تعتقد بأن ارسال هذه الطرود شكل اختباراً لاعتداء مستقبلي بطرود مفخخة.

واشارت الصحيفة الى ان مسؤولين سعوديين حذروا في 28 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي الادارة الاميركية من ان قنابل قد تكون موجودة داخل طائرات شحن متجهة الى الولايات المتحدة، داعين المسؤولين الاميركيين ودول اخرى الى بدء اعمال تفتيش في كل الاتجاهات.

وضُبط طردان مفخخان قال الرئيس الأميركي باراك اوباما انهما موجهان الى مؤسستين يهوديتين في شيكاغو، ومجهزين للانفجار في 29 تشرين الاول في طائرتين في دبي وبريطانيا. ونقل احد الطردين على طائرة نفذت رحلة ركاب. وشكرت الولايات المتحدة مساعدة السعودية في كشف التهديد.