الحلف الأطلسي تخفيض ميزانيات الدفاع الأوروبية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-11-18, 2:32 pm

واشنطن تخشى إضعاف الحلف الأطلسي جراء تخفيض ميزانيات الدفاع الأوروبية

ا ف ب - واشنطن - الولايات المتحدة

تبدي الولايات المتحدة مخاوف متزايدة من ان تؤدي التخفيضات الكبرى في الميزانيات المخصصة للدفاع في اوروبا الى تراجع قدرات الحلف الاطلسي ما سيحرم واشنطن من شركاء عسكريين يمكن الاعتماد عليهم في هذه القارة.
وسيهيمن التباين المتزايد في النفقات العسكرية بين ضفتي الاطلسي على قمة الحلف الاطلسي المقرر عقدها غدا الجمعة والسبت في لشبونة.
ويرى خبراء ومسؤولون سابقون ان هذه المشكلة تطرح مسألة عمل الحلف الاطلسي في المستقبل.
وقال روبرت هانتر السفير الامريكي السابق لدى الحلف الاطلسي ان هذا التخفيض في الميزانيات في اوروبا الذي وصل الى 8% في بريطانيا "مزعج فعلا".
وتابع ان "السؤال الذي سيتردد في اذهان الجميع (في لشبونة) سيكون: كيف نحافظ على القدرات العسكرية؟".
وفي ظل التقشف المالي المعتمد حاليا، فان التخفيضات الكبيرة في ميزانيات الدفاع ستزيد حدة النقص في المروحيات وطائرات نقل الجنود التي تعاني منها القوات البريطانية بشكل مزمن في افغانستان.
وقال جاستن فايس مدير الابحاث في معهد بروكينغز في واشنطن ان هذه الاقتطاعات في الميزانيات تعني "على الامد القريب ان هناك تقليصا للاموال المخصصة لعمليات مشتركة للحلف الاطلسي، وتضاؤل في القدرات بالعديد والموارد".
وتابع ان "النتيجة على الامد البعيد اكبر وطأة: سوف يطرح السؤال عما اذا كان الحلف الاطلسي سيحتفظ بقدرة على القيام بعمليات مشتركة، مع خطر قيام تباين تكنولوجي وعسكري يتكلم عنه الجميع منذ زمن طويل".
ولفت الى ان الحلف الاطلسي لن يعود في هذه الحالة بالنسبة للامريكيين سوى "قوة ثانوية" مكملة.
وقد حذر وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الاوروبيين في فبراير من ان المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي سيتم اقراره في لشبونة لن تكون له اي فائدة اذا لم يستثمروا في طائرات ومروحيات وقوات جاهزة لخوض معارك.
وقال ان عدم توفر الوسائل "يزيد من صعوبة التحرك ومواجهة المخاطر المشتركة معا".
وراى جاستن فايس ان "اهمية الحلف الاطلسي السياسية على خارطة العالم من المنظور الامريكي تراجعت، والحلف الاطلسي لم يعد بالاهمية التي كان عليها من قبل".
وفي مطلق الاحوال، فان الولايات المتحدة لم تنتظر تزايد الهوة في القدرات العسكرية لتسعى الى اقامة شراكات استراتيجية قوية خارج الحلف الاطلسي، مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا.
ودعا مسؤولون اوروبيون وخبراء في مسائل الدفاع دول الحلف الى التضحية بجزء من استقلاليتها واستخدام مواردها بشكل مشترك ان ارادت الاحتفاظ بقوتها.
وقال روبرت هانتر ان "احدى الافكار التي ينبغي درسها جديا تتعلق بمعرفة ما اذا كان يتحتم على كل بلد تولي شؤون دفاعه بالكامل، ام ان هناك بعض المجالات يمكن التعاون فيها مع بلدان اخرى".
واضاف "انها خطوة كبرى بالنسبة لبلد ما ان يقول انه لا يملك السيادة التامة في تولي دفاعه، وانه سيعتمد في ذلك على بلد مجاور".
غير ان هذا التعاون بدا بالفعل. وفي هذا السياق انشأت فرنسا والمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا العام الماضي اسطولا جويا مشتركا من طائرات النقل التكتيكية سيتم تجهيزه مستقبلا بطائرات ايرباص ايه 400 ام. كما اطلقت باريس ولندن في مطلع نوفمبر شراكة غير مسبوقة من حيث حجمها على صعيد الدفاع، تنص على اقامة قوة برية مشتركة واجراء تجارب نووية في مختبر واحد والتشارك في استخدام حاملات الطائرات.