قصه طريفه عن النقد

بسم الله الرحمن الرحيم





أحبتنا


اليوم سنتحدث عن





النقد في العصر الجاهلي





وكما تعلمون فهو العصر الذهبي للشعر العربي




إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة للنقد



فالنقد الذي وصل إلينا من العصر الجاهلي بسيط لا ينظر إلى النص




نظرة كاملة


ولا يقوم على التحليل والتعليل




وإنما يكتفي ببعض الاشارات النقدية غير المقيدة بقواعد



وأصول


ولا يستند على أساس علمي




بل يقوم على أسس فردية ذوقية انطباعية




ونلاحظ عدم وجود نقاد متخصصين في هذا المجال





فقد كان النقاد




إما الشعراء أنفسهم







أو من المستمعين المتذوقين للشعر




وسنورد قصة



لنريكم كيف كان النقد في العصر الجاهلي



يحكى أن امرؤ القيس





تبارز مع علقمة بن عبدة التميمي في الشعر




وكانت أم جندب زوجة امرؤ القيس هي الحكم




فتأملوا حكمها




وهي تحتل مكانة الناقد




لتتعرفوا على طبيعة النقد في العصر الجاهلي



فقال امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها






خليلي مرا على أم جندب نقض لبانات الفؤاد المعذب





وقال علقمة قصيدته التي مطلعها






ذهبت من الهجران في غير مذهب ولم يك حقا كل هذا التجنب






واستطرد كل منهما




في وصف ناقته وفرسه فلما انتهيا





حكمت بالجودة لعلقمة





فسألها امرؤ القيس عن السبب


فقالت

انه في وصف فرسه اضطر ان يزجر فرسه ويحرك ساقيه ويضربها بسوطه



في قوله



فللساق ألهوب وللسوط درة وللزجر منه وقع أهوج منعب




أما فرس علقمة


فما اضطر أن يضربها بل هي تدرك الخيل في المعركة من تلقاء نفسها في قوله


:


فأقبل يهوي ثانيا من عنانه يمر كمر الرائح المتحلب




وهذا يدل أن فرس علقمة معتادة على دخول المعارك


لأن صاحبها يشارك باستمرار وهذا يدل أنه شجاع قوي


أما فرس امرؤ القيس فهي غير معتادة دخول المعارك



لذا فهي تخاف ولا ترضى السير الا بالضرب والزجر



وهذه دلالة على أن صاحبها لا يشارك في معارك

فغضب امرؤ القيس وقال


ما هو بأشعر مني ولكنك له عاشقة!وطلقها



وبهذه القصة


نختم لقاءنا


فلا تنسوا موعدنا يوم الاثنين



ودمتم في حفظ الله