الاعلاف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين

لوحظ فى الفترة الأخيرة فى هذه المنطقة عند الكثير من الأخوة المزارعين الاتجاه إلى زراعة محاصيل العلف بدرجة كبيرة حيث اصبح هذا المحصول من المحاصيل التي يهتم بها الفلاح ويسال عنها كثيراً وعن المشاكل التي تواجهه ويطلب عنها معلومات اكثر واصبح هذا المحصول يزرع فى مساحات كبيرة ولكن هناك عدة مشاكل ومعوقات تواجهه المزارع فى التوسع لزراعة هذا المحصول وذلك لقلة المعلومات حول الطرق العلمية الصحيحة لزراعة هذا المحصول وكذالك عدم مواكبت المزارع للتطورالمستمر الذي يحدث فى الزراعة وكذلك لأن المحصول بدأت زراعته بمساحات كبيرة فى الآونة الأخيرة فقط.


ويرجع التوسع فى زراعة هذا المحصول فى هذه المنطقة الى التطور فى تربية الأغنام والأبقار وكثرة استهلاك هذه الأعلاف وعليه فان زراعة محاصيل العلف وتنميتها مرتبطة بالإنتاج الحيواني حيث لا يمكن زيادة الإنتاج الحيواني بدون التوسع فى زراعة هذه المحاصيل ومما لاشك فيه أن الإنتاج الحيواني يعتبر الشق الثاني للإنتاج الزراعي من ناحية كما يعتبر العنصر الأساسي فى تغذية الأنسان.
ولهذا فان العناية بزراعة محاصيل العلف ومعرفة أصناف جديدة والعمليات الزراعية المتعلقة بها والأمراض والآفات التي تصيبها ومعالجتها والطرق العلمية الحديثة فى التطور الزراعي الحاصل ومواكبته لهو من الدعائم الهامة للنهوض بالإنتاج الحيواني وللمحافظة على صحة الأنسان بطريقة أخرى.
ولهذا رأينا ان يكون الحديث عن أهم أصناف محاصيل العلف التي تزرع فى الجماهيرية مع الأصناف التي أدخلت حديثا على هذه المنطقة والطرق الزراعية الصحيحة لزراعة هذه المحاصيل ومعاملتها بهدف الحصول على اكبر إنتاج وذلك للنهوض بالثروة الحيوانية وانتاجها وللتطور الحديث فى هذه المنطقة .
إن اتباع هذه الإرشادات يساعد الأخوة المزارعين للوصول الى أعلى غايتهم فى تنمية إنتاجهم الزراعي.






أولا البرسيم الحجازي ( القضب ) :-
يعتبر القضب من محاصيل العلف الهامة وهو محصول بقولي معمر ويمكث بالأرض لعدة سنوات إذا اعتنى بتسميده وريه وحصاده وتتناقص كمية المحصول كثيرا بعد العام السادس وهو يزرع فى ليبيا من مدة طويلة ويعتمد المزارعون اعتمادا تاما على القضب فى تغذية حيواناتهم ولذا تنتشر زراعته فى جميع المناطق بالجماهيرية ويقبل عليه المزارعون للأسباب الآتية:
1-ارتفاع القيمة الغذائية للقضب واحتوائه على نسبة عالية من البروتين الذي يعمل على بناء جسم الحيوان.
2-استعماله فى تغذية الحيوانات فى صورة علف اخضر وجاف (خـــــرطــــــــان).
3-الحصول على مصدر غذائي مستمر على مدار السنة للحــــيوانــــــات .
4-من مميزاته إمكانية مكوثه فى الأرض عدة سنوات تصل إلى 12سنه إذا لاقى العناية الزراعية الجيدة من تسميد وري وحصاد ومقاومة الآفات في الوقت المناسب .
5-يساعد على مقاومة بعض الآفات والأعشاب الضارة قبل تكوين بذورها نتيجة لحصادها المستمر مع القضب عدة مرات في السنة .
6-سهولة زراعته ومعاملاته الزراعية وعدم إعادة زراعتــــــه كل سنــــــــة.
(الوصف النباتي) :-




الساق قائمة أو مفترشة حسب الصنف وهى مضلعة او مصمتة يبلغ قطرها 3ملم ويتفرع النبات على طول الساق وتتفرع السيقان الرئيسية بغزارة والتفريع بطئ في السنة الأولى من الزراعة –ويزداد التفريع بالحصاد المستمر ويصل طول الساق فى الأصناف القائمة 60 – 100سم .
الأزهار عبارة عن نورات في عناقيد متجمعة في قمة النبات لونها بنفسجي والبذور صغيرة لونها مصفر مائل للحمرة كلوية الشكل.
القيمة الغذائية:-


القضب غني بفيتامين (ا) والكالسيوم وكلاهما مهم للحيوان من ناحية التمثيل الغذائي والبناء الهيكلي العظمي كما يوجد به البروتين بنسبة تصل الى 26% وهو عنصر هام في بناء جسم الحيوان بالإضافة إلى المواد الأخرى ويبين الجدول الآتي التركيب الكيماوي لنبات البرسيم والخرطان على أساس المادة الجافة :
المادة
قضب طازج
الرطوبة
بروتين خام
نشويات ذائبة
ألياف خام
الرماد
دهن خام
81.38%
26.26 %
34.31%
22.27%
15.47%
1.24%
المادة
قضب خرطان
الرطوبة
بروتين خام
نشويات ذائبة
ألياف خام
الرماد
دهن خام



91.2%
19.47%
39.69%
27.26%
12.04%
1.18%


يعتبر القضب من الأعلاف الخضراء الجيدة ذات القيمة الغذائية العالية كما أن المنتج منها من الخرطان الجاف عالي القيمة الغذائيــــــة.
الأراضي المناسبة للزراعة:-
تجود زراعة القضب في جميع أنواع الأراضي تقريبا وخاصة في الأراضي الصفراء ويمكن زراعته في الأراضي الرملية المعتنى بتسميدها وخاصة الأسمدة العضوية "السماد البلدي" ولا تنجح زراعة البرسيم في الأراضي المالحة والسبخة.
ويعتبر القضب من محاصيل استصلاح الأراضي حيث يزرع فيها كمحصول علف اخضر لزيادة المادة العضوية فى التربة مما يحسن من خواصها وتجعلها صالحة للزراعة.
ميعاد الزراعة:-
يزرع القضب "البرسيم " في موعدين من السنة الموعد الأول:
الموعد الخريفي: خلال شهري سبتمبر(9) وأكتوبر (10) وهو الموعد الناسب لمنطقة جالووالواحات بصفة عامة .
الموعد الربيعي:خلال شهري الربيع (3) والطير(4) وهو الموعد المناسب للزراعة بالنسبة للمناطق الساحلية والموعد المتأخر للزراعة في الواحات حيث إن ارتفاع درجات الحرارة و هبوب رياح القبلي الحارة في هذه الفترة تؤدي الى حرق وجفاف البادرات الجديدة النامية على سطح التربة . ولهذا ننصح المزارعين عدم تفويت فرصة الزراعة في الموعد الأول الخريفي(شهرى9 و 10).
وفي الموعد الأول يكون نمو القضب بطيئا خلال فترة الشتاء إلا إذا صادف شتاءا دافئا وهذا الجو متوفر في الواحات في فصل الشتاء.وينصح بخلط بذور البرسيم مع بعض البذور الأخرى مثل التريفولياء أو الشعير أو القمح وذلك لحماية النباتات من البرد وتدفئتها .
وفي الموعد الثــاني إذا نجى المحصول من ارتفاع درجات الحرارة والرياح المعروفة في هذه الفترة فأنه يعطي محصول عالي ومبكر في النضج فضلا عن إعطاء اكبر عدد من الحصدات في الموسم الأول.
تجهيز الأرض للزراعة:-


تسوى الأرض أولا وتمهد جيدا ثم تعمل الخطوط او الأحواض وتسوى وتسند من الخارج جيدا ثم تحرث هذه الخطوط (السواقي)حرثا عميقا أولا ثم ينشر السماد العضوي المتحلل القديم من بقايا حيوانات المزرعة وهنا ملاحظة مهمة وهي الاهتمام بالتسميد خاصة البرسيم الحجازي الذي يمكث في الأرض فترة طويلة جدا تصل الى تسع (9)سنوات إذا كان التسميد جيد من البداية حيث يجب ان يكون السماد قديم ومتحلل حيث يكفي لكل متر مربع 1الى 1.5 برويطة من السماد البلدي+400 جرام إلى 0.5 كيلو من السماد الكيماوي سوبر الفوسفات هذا إذا كانت الزراعة في أحــواض أو في خـطوط أما إذا كانت الزراعة بالرش فان كمية السماد هي 50-75 متر مكعب للهكتار مع خلطة بحوالي 3 قناطير سوبر فوسفات.
ثم تحرث الأرض حرثة ثانية متعامدة أي عكس الأولى مع تسوية الأرض جيدا ثم تبذر البذور بعناية وتجانس حيث يلزم لكل واحد ساقية بطول 20 مترا 300 جرام تقريبا ويلزم الهكتـار 40 كجم ثم تغطى البذور بعد ذلك بطبقة خفيفة من التربة بالخباشات أو قطعة خشب في المساحات الكبيرة ثم تروى الأرض بعناية على خفيف حتى لا تنجرف البذور ويكون الإنبات غير متجانس في الحقل .
الـــــــــري


بعد نشر البذور وتغطيتها تروى الأرض مباشرة عاى ان يكون الري باحتراس على خفيف كما سبق ذكره وتقصر فترات الري في المرحلة الأولى من الزراعة لسرعة إنبات البذور بحيث تكون يوميا في الصيف في الصباح الباكر بالنسبة للأراضي الرملية وكل ثلاثة أيام بالنسبة للأراضي الطينية الصفراء.
ثم يعتنى بالري في الأراضي الرملية بعد الإنبات يوم بعد يوم أما الأراضي الطينية و الصفراء بعد كل خمسة (5) أيام ريه وتزيد خلال فترة الخريف وتطول الفترة في الشتاء مع مراعاة كمية الأمطار التي تسقط ودرجة حرارة الجو وحالة التربة حيث تزيد أو تقل فترة الري حسب هذه الظروف .

التسميد الكيماوي :-


لا يحتاج القضب الى كمية كبيرة من السماد الآزوتي (اليوريا) او سلفات الأمونيوم وذالك لخاصية النبات في تكوين مادة الآزوت في الأرض ولذلك ينصح بإضافة 100 جرام سلفات بوتاسيوم لكل ساقية و100 كجم / هكتار عند الزراعة هذا بجانب كمية سوبر فوسفات السابق إضافتها عند خدمة الأرض.
كما تضاف من 7.5 جرام – 1 كجم من سلفات الأمونيوم (ملح اليوريا) لكل ســاقية ومن 1.5 الى 2 قنطار بالنسبة للهكتار بعد الزراعة بشهر وذلك لتنشيط الإنبات وتروى الأرض أثناء التسميد على أن تضاف كميات الأسمدة الكيماوية السابق ذكرها سنويا لتعويض الفاقد من التربة وخاصة في الأراضي الرملية بعد آخر حصدة في شهر الحرث (11).
الحصــــاد


المحصول الذي زرع في الخريف اي في شهر (9) عادة ما تؤخذ الحصدة الأولى منه بعد 90-100 يوما من الزراعة وذلك لبطأ نمو النباتات شتاءا أما المحصول الربيعي في شهر (3) فتؤخذ الحصدة الأولى بعد 60 يوما أما الحصدات التالية فتؤخذ كــل30 - 40 يوما ويراعى عند الحصاد أن تستعمل محشات أو مناجل حادة وخاصة الحصدة الأولى والثانية وهذا افضل وان تكون مسننه وحادة لسهولة قطع سيقان النباتات وعدم تقليعها وخلخلة الجذور مما يؤثر على حالة الحقل وتجانس الإنبات على ان يكون القطع على ارتفاع 5سم من سطح الأرض لتشجيع البراعم على الإنبات وكذالك ينصح بعدم ترك المواشي ترعى في الحقل .
هذا ومن المهم ان تتم عملية الحصاد عندما تبدأ النباتات في الأزهار حيث تكون في هذه الحالة في أعلى قيمتها الغذائية وترتفع نسبة البروتين فيها وترك النباتات بدون حصاد بعد تزهيرها يرفع نسبة الألياف فيها ويقلل قيمتها الغذائية والهظمية .
المحصول


في الزراعة المعتنى بها يصل متوسط إنتاج الهكتار في الحصدة الواحدة 120 قنطار هذا ويعطي القضب خلال العــام من8-9 حصدات ويصل الى10 حصدات في الواحات والمناطق الساخنة الجنوبية هذا اذا كان الحصاد بعد التزهير.
إنتاج بذور القضب


لانتاج بذور القضب عادة ما تؤخذ بعد السنة الثالثة حيث تترك النباتات بدون حصاد حتى شهر أبريل(4) فتزهر النباتات وتنضج البذور بعد 90 يوما وتنضج النباتات وتتلون القرون باللون الداكن حيث تحصد وتجمع في مكان نظيف وتترك حتى تجف تماما ثم تدرس وتذرا ويبلغ إنتاج الهكتار من البذور 500 – 600 كجم .
إنتاج الخرطان
عندما تزيد كمية القضب الأخضر عن حاجة الحيوانات فانه يلجأ الى تجفيفها على هيئة خرطان وكبسها في بالات لاستعمالها وقت الحاجة حيث تحصد النباتات في فترة التزهير كما سبق ذكره وتترك في الحقل لتجف طبيعيا في الهواء ولمدة 3أيام ثم تنقل الى مكان آخر لتجف حيث تقلب على الجانب الآخر مع الاحتراس في التقليب حتى لا تتكسر الأوراق ذات القيمة الغذائية العالية والتي تحتوي على حوالي 70% من البروتين الموجود في النبات ثم تجمع النباتات بعد الجفاف المناسب في أكوام حيث تكبس بواسطة آلة الكبس الى بالات وتخزن في مكان جيد التهوية بعيدا عن الرطوبة لحين الاستعمال وصفات الخرطان الجيد هي اللون الأخضر والرائحة المقبولة وعدم التعفن وظهور الفطريات المختلفة واحتوائه على أكبر نسبة من الأوراق.
أعداد/ م : عبدالسلام محمد موســى أفريطيس

شكرا لكم على المرور

شكرا لكم على المرور

شكرا لكم على المرو وبارك الله فيكم

موضوع رائع يستحق الاطلاع