دراسة تثبت أن الصداع النصفي "لا يتلف" الدماغ

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-01-21, 9:23 am

دراسة تثبت أن الصداع النصفي "لا يتلف" الدماغ

أفادت دراسة جديدة أن الصداع النصفي وأوجاع الرأس الأخرى المتكررة لا تزيد من احتمال التراجع العقلي ولا يتلف الدماغ، على الرغم من تسجيل عدد كبير من الإصابات الصغيرة في الدماغ والتي تم كشفها من خلال تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن نتائج الدراسة التي تضمنت هذه الرسالة المطمئنة الصادرة من فريق خبراء المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية "إنسرم" وجامعة بيار وماري كوري في باريس الذي يترأسه كريستوف تزوريون نشرت في النسخة الإلكترونية لمجلة "بريتيش ميديكال جورنال".
ويبلغ عدد الذين يعانون من الصداع النصفي أو داء الشقيقة في فرنسا 11 مليونا، من بينهم 5 إلى 10 % من الأطفال.
وقال الباحث المتخصص في طب الأعصاب "التقيت بعدد كبير من الذين يعانون من صداع نصفي. فكانوا يسألون بداية هل سيتلف ذلك دماغي؟, اليوم نستطيع الإجابة على تساؤلاتهم قائلين لا داعي للخوف".
وكانت دراسة بعنوان "كاميرا" نشرتها مجلة "جاما" الصادرة عن الجمعية الطبية الأميركية، قد بينت أن الأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي غالباً ما يظهرون إصابات في أوعية الدماغ الصغرية مقارنة مع بقية الناس، الأمر الذي يخلق شكا حول مستقبل قدراتهم العقلية.
وتختلف طبيعة هذه الإصابات جراء تضرر في أوعية الدماغ الصغيرة جداً التي تغذي المادة الدماغية البيضاء وهذه المادة تعمل على نقل المعلومات بين مختلف أجزاء الدماغ، من بين وظائف أخرى تؤديها في الجهاز العصبي المركزي.
وأوضح الباحث أنه "نجد هذه الإصابات تقريباً عند جميع المتقدمين في السن، لكن حدتها تختلف بشكل كبير بحسب الأشخاص ولكنها تأتي بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم بالإضافة إلى مرضى السكري".
وأشارت دراسات إلى أن هذه الإصابات إذا ما أتت كثيرة فهي تزيد من مخاطر الانحلال الإدراكي المتعلق بالمنطق والذاكرة وما إليهما، كما ترفع من احتمالات الإصابة بمرض "الزهايمر".
وهدفت هذه الدراسة الأخيرة إلى التحقق من أثر الصداع النصفي على القدرات الإدراكية لفرنسيين تجاوزوا سن الخامسة والستين ويعيشون في مدينة نانت.
وخضع أكثر من 800 شخص من بين هؤلاء لتصوير أدمغتهم بالرنين المغنطيسي، بالإضافة إلى فحوصات تقييمية طالت ذاكراتهم وقدرتهم على التوجه في الزمان والمكان.
وبينت النتائج أن 21 % من الأشخاص يعانون أو قد عانوا في وقت سابق من أوجاع حادة في الرأس خلال حياتهم، غالبيتها على شكل صداع نصفي.
وأكدت صور الرنين المغنطيسي أن هؤلاء الذين يعانون من أوجاع رأس حادة معرضون مرتين أكثر من سواهم لتشكيل إصابات كثيرة في الأوعية الدماغية الصغرية وأما نتائج فحوصاتهم فلم تظهر تغيرات.
وأضاف تزوريو أنهم توصلوا إلى الخلاصة المطمئنة نفسها بالنسبة إلى شكل نادر من الصداع النصفي (2% من النموذج الذي تمت دراسته) يؤدي إلى إصابات دماغية أكثر.
وأشار توبياس كورث الذي شارك في إعداد الدراسة إلى أنه "لم نسجل أي تأثيرات سلبية للصداع النصفي على الدماغ" على الرغم من عدد الإصابات الكبير فيه.