الليبيون يلاحقون القذافي في معارك بطرابلس

خاض مقاتلو المعارضة الليبيون معارك ضد موالين أشداء لمعمر القذافي في أنحاء طرابلس يوم الخميس وهم يسابقون الزمن للعثور على الرجل القوي الذي سقط والقضاء عليه واجهاض أي هجوم مضاد من جانب عائلته والموالين الاخرين له.

وبينما أبقت زخات نيران الاسلحة الالية وطلقات القناصة السكان المدنيين في طرابلس البالغ عددهم مليوني نسمة داخل منازلهم ومع انخفاض الامدادات قالت مجموعة من المعارضة انهم اعتقدوا أنهم نصبوا كمينا للقذافي وبعض ابنائه في مبنى -- لكن لا يوجد مؤشر على ان القذافي كان بالداخل.

وقال مقاتل يدعى محمد جمعة "انهم في حفرة صغيرة" لكن مثله مثل كثيرين من افراد القوات غير النظامية التي أطاحت بالقذافي البالغ من العمر 69 عاما بدا انه يعبر عن أمل أكثر مما يعبر عن حقيقة. وقال "اليوم سننتهي من المهمة. اليوم سوف نضع نهاية لذلك."

وامتد الاحساس بالحاجة الملحة الى القيادة الليبية الجديدة ومؤيديهم الغربيين وهم يحاولون فك تجميد ارصدة لجلب امدادات اغاثة وبدء اعادة اعمار البلاد بعد ستة أشهر من الحرب الاهلية و42 عاما من حكم الرجل الواحد.

وقال محمود جبريل عضو المجلس الوطني الانتقالي لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني فيما يحاول زعماء غربيون اقناع اخرين في الامم المتحدة بتخفيف العقوبات والتجميد المفروض على أرصدة ليبية في الخارج لمعاقبة القذافي ان الليبيين يحتاجون الى مساعدة عاجلة.

ويخشى معارضو القذافي من انه قد يحشد تمردا مثلما فعل صدام حسين في العراق اذا بقي مطلق السراح وربما يسيطر على اموال نحيت جانبا لمثل هذا الغرض.

وبعد يومين من سقوط مقره في العاصمة مازال الموالون له يسيطرون فيما يبدو على مدينة سرت على ساحل البحر المتوسط واشارت تقارير الى انهم يقاتلون في سبها في الجنوب.

ووجه القذافي كلمة الى مؤيديه يوم الخميس للزحف الى طرابلس "وتطهير" العاصمة من المعارضين الذين وصفهم بالجرذان والصليبيين والكفار.

وفي كلمة صوتية قصيرة بثتها قنوات تلفزيونية مؤيدة للزعيم الليبي دعا القذافي كل القبائل الليبية للاحتشاد وطرد من وصفهم بالعملاء الاجانب من البلاد.

وقال "ليبيا للشعب الليبي وليست للعملاء.. ليست للاستعمار."

واضاف "حرروا طرابلس.. دمروهم اينما وجدتموهم."

وكان القذافي وجه كلمة يوم الاربعاء دعا فيها الليبين الى التصدي لقوات المعارضة المدعومة من حلف شمال الاطلسي.

وقال جبريل ان الانتفاضة وهي الاكثر دموية حتى الان في ربيع العرب يمكن ان تتحطم اذا لم يحصلوا على اموال بسرعة.

وقال جبريل في مؤتمر صحفي في ميلانو بعد الاجتماع مع برلسكوني ان اكبر عنصر مزعزع للاستقرار سيكون اخفاق المجلس الوطني الانتقالي في تقديم الخدمات اللازمة ودفع رواتب الاشخاص الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور.

وأضاف ان الحكومة لا يمكنها تنفيذ الاولويات التي أعلن عنها المجلس الوطني الانتقالي دون توفر الاموال اللازمة على الفور.

وقال المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق يوم الخميس ان الثوار اكتشفوا مخزونات ضخمة من الطعام والدواء لنظام معمر القذافي في العاصمة طرابلس ستخفف من اوجه النقص في البلاد.

وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحفي في معقل الثوار في بنغازي بشرق البلاد انه لن تكون هناك مشكلات بعد ذلك فيما يتعلق بامدادات الغذاء والدواء والوقود.

وعرض زعماء المعارضة مكافأة قيمتها مليون دولار لمن يعثر على القذافي "حيا أو ميتا"
وقال بادي اشداون المندوب السامي السابق في البوسنة لرويترز ان هناك حاجة للسرعة حتى يتمكن الحكام الجدد في ليبيا من تجنب خطر داهم من سلفهم وليس مثل ما كان عليه الحال في يوغوسلافيا السابقة والعراق.

وقال اشداون "أفضل وقت للامساك بهؤلاء الزعماء المهزومين هو فور ان ينتهي الصراع."

واضاف "كلما استغرق ذلك وقتا أطول كلما كانت هناك فرصة لتهريبهم الى مكان يصبح من الصعب بدرجة أكبر العثور عليهم فيه."

ومع اشتداد القتال في طرابلس توجد شواهد على نوع اراقة الدماء في الايام الاخيرة التي يحرص زعماء المعارضة على وقفها لمصلحة توحيد الليبيين بمن فيهم مؤيدو القذافي في نظام ديمقراطي.

وأحصى مراسلو رويترز 30 جثة وهي فيما يبدو لجنود ومسلحين حاربوا في صف القذافي في موقع بوسط طرابلس. وكان اثنان على الاقل اياديهم مقيدة. وكان أحدهما مثبت بسرير مستشفى متحرك ومحقنة مازالت في ذراعه.

وكانت جميع الجثث بها اثار طلقات عديدة.

وفي مكان اخر قالت ممرضة بريطانية أنها احصت 17 جثة تعتقد انها لسجناء اعدمتهم قوات القذافي. وقال رجل جريح انه نجا من الحادث عندما قال ان حراس السجن أمطروا السجناء بنيران الاسلحة يوم الثلاثاء عندما دخلت قوات المعارضة مجمع القذافي.

ونقلت مجلة باري ماتش الفرنسية عن مصدر مخابرات قوله ان قوات خاصة ليبية عثرت على ادلة على ان القذافي أقام في منزل امن داهمته يوم الاربعاء. وقالت بريطانيا ان حلف شمال الاطلسي يساعد قوات المعارضة بمعلومات مخابرات ومعلومات استطلاع وواصلت طائراته حملة القصف في الليلة الماضية.

وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس لشبكة سكاي نيوز "توجد مناطق مقاومة من جانب النظام على مستويات ملموسة من الخبرة العسكرية ومازال لديهم مخزونات من الاسلحة ومازال لديهم القدرة على القيادة والسيطرة.
وأضاف "قد يستغرق الامر بعض الوقت للقضاء عليهم تماما ومن المحتمل ان تكون هناك أيام يسودها الاحباط قبل ان يتحرر الشعب الليبي تماما من ميراث القذافي."

غير ان كثيرين في طرابلس يحسبون أنفسهم سعداء بالفعل لذهاب القذافي.

وقال علي سالم الغرياني وهو يحجب دموعه "كنت في التاسعة من العمر عندما جاء القذافي الى السلطة وكنت اتمنى دائما الا أموت قبل ان ارى هذا اليوم."

وقال "الان أبلغ 50 عاما وهذه هي المرة الاولى التي نرى فيها ان القذافي ذهب وانني عشت سعادة حقيقية في حياتي

مشكور ستار وبارك الله فيك