فلنتجاهل الجدل وننطلق للعمل

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-30, 12:43 pm

Senussi Bsaikri‎
فلنتجاهل الجدل وننطلق للعمل
الجدل الذي احتدم حول مسودة قانون الانتخابات مشوش، وحتى بعد أن اطمئن بعض من أطلعت على أرائهم من أهل الاختصاص بعد التعديلات التي أدخلت على المسودة والتي تضمنت أن تقسيم مقاعد المؤتمر الوطني الـ 200 إلى 136 انتخاب على أساس القائمة و 64 الانتخاب وفق الفردي، وتم الإعلان عن ذلك في الفضائيات وأنه تم إقرار القانون من قبل المجلس، نسمع اليوم خبر طعن البعض من أعضاء المجلس من أن إقرار المسودة تم في جلسة غير شرعية وأن التقسيم بهذا الشكل سيكون لمصلحة تيار واحد هو المنظم، وبالتالي تغير التقسيم إلى 120 فردي و 80 حسب القائمة. وعلت أصوات تقول أن تغيير المسودة من فردي إلى مختلط (فردي وقائمة) جاء بضغط الإسلاميين، فيما يرد هؤلاء أن الليبراليين يمارسون الاقصاء من خلال الترويج أن المؤتمر سيهيمن عليه خصمهم التقليدي.
ما يشغلني ليس فقط هذا التطاحن والصدام بين فكرين وتيارين في مرحلة حرجة وصعبة، الهم الأكبر عندي أن ضحية هذا التطاحن هو المواطن العادي الذي لا يفقه كثيرا مما يدور في أروقة المجلس أو خارجه ويقع في دائرة تشويش محبطة. فالمواطن العادي لا حائر بين تخوفات من حسب على التيار الإسلامي من أن الانتخاب الفردي سيوصلنا إلى مؤتمر وطني يتقاسمه مرشحو القبائل والمناطق وكذلك مرشحون جاء بهم مال لا نعرف مصدره ولا من خلفه، وتحذير الليبراليون من أن التيار الإسلامي باعتباره الوحيد المنظم سيهيمن على المؤتمر وبالتالي ينبغي أن يكون أغلبية مقاعد المؤتمر الوطني وفق الانتخاب الفردي.
المواطن هو الضحية، وأنا اعتقد أن المجموع العام من المنظمات والناشطين عليهم واجب كبير هو ليس الانغماس في هذا الجدل، لأن الحق ضائع في ثنايا التراشق والتخوين، ولن يكون مجديا مناصرة طرف ضد آخر، بل التركيز على إخراج المواطن من حالة الارباك السائدة، والتركيز على تأهليه ليكون قادرا على أن يختار وفق أهداف الثورة ومعايير التحول الديمقراطي المنشود، وليس الانتخاب بنزعة قبلية او جهوية او حزبية. فليكن انتماء أو أصول المرشح ما كان ، إسلامي ليبرالي، عاقوري أو تاجوري، المهم التحقق من نزاهته ووطنيته وكفاءته العلمية والعملية وولائه لبلاده وليس لمنطق ضيق، فالمواطن سيكون ضحية النزوع القبلي والجهوي والمصلحي الضيق إذا ترك دون توجيه من قبل المنظمات المستقلة التي تملء الفضاء الليبي وتعمل باستقلالية ونظرية علمية. ومن هنا سيصبح مشروع إطلاق حملة توعية ضخمة ومنهجية ومتعددة الوسائل والبدائل لا ينقصها التشويق والابداعي الفني الذي لا يخل بالمضمون المشار تشرف عليها منظمات المجتمع المدني بالتنسيق فيما بينها في كل المدن تتضمن مهرجانات وندوات ومحاضرات ونشريات وإعلانات وبرامج تلفزيونية وغيرها مما ستتفتق عنه أذهان مبدعين من شباب الثورة لأجل إحداث نقلة في ثقافة المواطن العادي حتى يشارك بالإدلاء بصوته ولا ينسحب بسب الإرباك الحاصل، وحتى يكون في مستوى المسؤولية التي تتطلبها مرحلة البناء وهو يتقدم إلى صندوق الانتخاب.
عن صفحة الاستاذ:سنوسي البسيكري