متى ستنعم ليبيا بالاستقرار؟صحيفة "إندبندنت" البريطانية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2012-01-31, 6:22 am

متى ستنعم ليبيا بالاستقرار؟
المصدر: صحيفة "إندبندنت" البريطانية
التاريخ: 31 يناير 2012
لم يكن مقدراً للأمر أن يكون سهلاً على الإطلاق. فعلى الرغم من مشاعر الابتهاج التي غمرت ليبيا في أعقاب الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في سبتمبر الماضي، فإن إسقاط الدكتاتور لم يكن سوى نهاية البداية، وهو ما تثبت صحته يوماً تلو الآخر. وفي الوقت الذي تحول الاهتمام الدولي إلى الدماء المراقة في سوريا، فإن المجلس ال...وطني الانتقالي في طرابلس يكافح، إما من أجل فرض نفوذه على خليط الميليشيات التي شكلت قوات الثوار الليبية، أو من أجل تلبية مطالب المواطنين الذين نالوا حريتهم حديثاً، أو لتهدئة التوترات القبلية التي أثارتها الثورة.

ووقع آخر تلك الاضطرابات في بلدة بني وليد، حيث تردد أن أنصار القذافي فرضوا سيطرتهم عليها ورفعوا العلم الأخضر الخاص بالنظام المخلوع. وقد لا تكون الاضطرابات الحاصلة في بني وليد أول شكل من أشكال اندلاع العنف، ولكنها الأهم، وتزداد أهميتها لأنها تحدث في ظل الاحتجاجات الشعبية المتزايدة. لقد رحل القذافي بالفعل، ولكن الاضطرابات في ليبيا لا تزال بعيدة عن الانتهاء.

وذكر العقيد سالم الواعر، وهو زعيم قبلي من بني وليد، لوكالة الأنباء الفرنسية أن الهدوء كان يعم البلدة من جديد. وقال: "لقد بات الوضع تحت السيطرة والهدوء يعود" إلى البلدة. وأشار إلى أن ممثلي العشائر المحلية عقدوا اجتماعا لمناقشة هذه المسألة، مع وفد من القبائل الأخرى الموجودة في بلدتي زنتان وصبراتة المجاورتين. وأضاف: "ما حدث أخيراً كان صراعا محليا محضا"، مشيرا الى أن أنصار القذافي لم يكونوا السبب في ما حدث من تبادل لإطلاق النار، كما ادعى مسؤولون ليبيون آخرون.

وذكر أنه قد تم تأمين ممر للأشخاص الذين يتحصنون في قاعدة الثوار السابقة، التي كانت محاصرة مؤخراً من قبل من وصفهم مسؤولون ليبيون بأنهم كانوا من مؤيدي القذافي. كما أوضح أنه اتصل بكل من مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم، وأسامة الجويلي وزير الدفاع الليبي، من أجل "إطلاعهما على تطورات الوضع في بني وليد".

وكانت بلدة بني وليد من بين آخر المعاقل المؤيدة للقذافي، التي سقطت في الانتفاضة الدموية التي اندلعت ضده. وأعقب الاستيلاء عليها سقوط مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، في المعركة التي أدت أيضا إلى مقتله وإلى "تحرر" ليبيا.

وجاء تبادل إطلاق النار بعد انطلاق موجة من المعارضات للمجلس الوطني الانتقالي في مدينة بنغازي، في شرق ليبيا، مما دفع رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل إلى التحذير من "حرب أهلية" محتملة في ليبيا ما بعد الصراع.

ومن جهة أخرى، عمد المفتي الليبي الصادق الغرياني، إلى حث الحكومة على الإسراع في دمج الثوار السابقين في قوات الأمن. وفي فتوى أرسلها في رسالة نصية، قال: "من أجل الحفاظ على الأمن في البلاد، فإنه يتعين على الحكومة ألا تؤخر دمجهم (الثوار السابقين)"، وذلك لأن المرحلة التي تمر بها البلاد حالياً، هي مرحلة حرجة. كما دعا الثوار السابقين إلى الاندماج "بشكل عاجل" في قوات وزارتي الداخلية والدفاع الليبيتين.

وتعتزم الحكومة الليبية إعادة تأهيل ما يقرب من 200 ألف من الثوار السابقين، في مختلف المجالات، حيث تنوي دمج حوالي 50 ألفا منهم في الأجهزة الأمنية التابعة للوزارتين.