سوء معاملة السجناء تُغير صورة الثوار في الخارج ...!

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-31, 12:31 pm

سوء معاملة السجناء تُغير صورة الثوار في الخارج ...!
المرصد الليبي
اهتمت الخبيرة في شؤون شمال إفريقيا باربرا شيولي في مقال صادر بصحيفة "لترا 43" الإيطالية بتدهور المسار الديمقراطي في ليبيا، في ظل عدم احترام حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن ذلك هو ما سيجعل المثال الليبي "أعرجا" ولا يمكن أن يستقيم بأي حال من الأحوال، وبالتالي على قادة ليبيا أن يراجعوا اختياراتهم وإلا لن تذهب ليبيا بعيدا.
وقالت الكاتبة إن بناء ديمقراطية لن يكون من السهل في ليبيا في الوقت الراهن، فلا يمكن بناء نظام ديمقراطي من دون تقديم الحقوق للمدنيين، سواء كانوا مناصرين للنظام الجديد أو موالين للنظام القديم.
معاملة سيئة
وللأسف فإن الثوار والكثير منهم كانوا مساجين لسنوات بدأوا معاملة المساجين الجدد بالمثل، متجاوزين كل معاهدات احترام حقوق المساجين.
ويقدر البعض عدد المساجين الجدد بحوالي 8500 سجين متهمين بجرائم متعددة، لكن أهمها ولاءهم للنظام السابق أو مجرد الشك في ذلك.
والنتيجة أن أغلبهم يتم حشرهم في السجون القديمة للقذافي والجديدة للثوار، ويتم تعذيب الكثير منهم، وهي ممارسة ترى الكاتبة أنها سوف تعود بالسلب على ليبيا الجديدة.
ورأت الكاتبة أن النتيجة الحتمية لهذه السلوكيات أن منظمات عالمية غير حكومية سوف تنسحب سريعا من المدن الليبية نظرا لأن ممارسات الثوار تتنافى و المواثيق الدولية.
وترى هذه المنظمات وخاصة منها الإنسانية ألا مكان لها في ليبيا في ظل التعذيب والفوضى وهو ما سيترك فراغا كبيرا في عديد المدن، خاصة على مستوى المساعدات الإنسانية العاجلة.
ثانيا النتيجة الأكبر وقعا على صورة الثوار في الخارج وصورة الثورة الليبية عموما لدى الرأي العام العالمي، حيث تتحول الصورة من ثوار قاموا بثورة من أجل الحرية والعدالة وتقسيم عادل للثروة، إلى ثوار ينتقمون من أعدائهم ويبنون نظاما جديدا لكن بنفس ممارسات النظام الذي أطاحوا به.
ثالثا تجاوز الحريات لن يقود أبدا لبناء أي ديمقراطية، التي يجب أن تكون مبنية على مبدأ المؤسسات والفصل بين الرغبات الشخصية و المؤسسات التي تنظم الحياة السياسية والاجتماعية، حيث تغيب مؤسسة القضاء والمؤسسة الأمنية وتتولى كتائب الثوار هذه المهمات، ما يؤدي حتما للعنف والتعذيب.
ودعت الكاتبة عديد المنظمات غير الحكومية الفاعلة في ليبيا للضغط على الدول الأوروبية وخاصة الحلفاء الذين شاركوا في الحرب، مؤكدة على ضرورة أن تقوم هذه الجمعيات بالضغط على المجلس الوطني الانتقالي لاحترام الحريات والحقوق ومناهضة التعذيب، وهو ما فعلته مؤسسة "هيومن رايتس واتش" لحكومة ماريو مونتي في إيطاليا.
وترى الكاتبة أن موقف عديد الحكومات سيتغير سريعا وسيعيش المجلس الوطني ضغطا كبيرا في الأشهر القادمة تدفعه للسيطرة على السجون والأمن، واحترام حقوق الإنسان، لكن لا أحد يعرف مدى قدرة المجلس على ذلك، مع انقسام البلاد وانحصار نفوذه.