خرجنا من أجل العودة .. !!

من طرف طرابلسيةحرة 2012-02-03, 5:53 pm

كان هناك العديد ممن لديهم الفضول يتساءلون !.. من أين تأتي المناطق المحررة بالمساعدات لكي تقاوم ؟ .. كمناطق الجبل ومصراته .. في حين كانت الأموال الليبية مجمدة .. ومجلسنا الانتقالي يبحث عمن يعينه .

البعض يعرف أنها تصمد بما تبقى لها من مواد إعاشة والإعانات الإنسانية التي تتلقاها, والتبرعات .. وأغلبية مصادر هذه التبرعات غير معروفة .. فماهي هذه المصادر ؟ ومن هم الذين سخروا أنفسهم لتحصيل هذه التبرعات ونقلها إلى الثوار والأهالي المحاصرين ؟.

وقد لوحظ في ثورتنا المباركة تأزم الوضع في المنطقة الغربية وخاصة العاصمة .. والتي كانت محتلة من القذافي وزبانيته.. فخرجنا نحن الفئة الملاحقة وبعض من الناس المتضررة من تحت حكمه .. لنجد الشقيقة تونس مكانا للبدء في النشاط لندعم الثورة بأي طريقة.. أو نستخدمها كممر للجبل الأشم لمشاركة الثوار نضالهم .

فبعد خروجنا من بلادنا .. رأينا على الشاشات , وسمعنا الأقوال , ووصلتنا التهديدات العديدة من أخوتنا المغرر بهم من مؤيدي النظام البائد .. كانوا يشتموننا , ويتوعدون بقتلنا , ويرددون اننا خائنون للوطن وأننا لن نرجع مرة أخرى , وسيكون مصيرنا القتل عاجلا أم آجلا .

كان القتال يدور على عدة ساحات ..العسكرية والإعلامية والإقتصادية والإجتماعية .. والليبيون الذين خرجوا بدؤا قتالا مختلفا من ساحات الدول المجاورة .. لقد خرجوا من ليبيا من أجل المواجهة فيها ولم يفروا منها .. فالإعلامي والأديب والمثقف مثلا كيف يستطيع أن يحارب بقلمه فوق ارض تحكم بالدكتاتورية ؟ , وأيضا النساء كيف يستطعن القتال وهن مكبلات بسلاسل الاستبداد والعبودية والخوف؟.

خلال أشهر جهادنا في الثورة الذي وصفه البعض بالتشرد .. واتهمنا خلالها ببيع الأعراض .. وأيضا بالعبودية عند الغير .. والعمل بالسخرة في حصاد الزرع ورعي الغنم وتنظيف الحظائر كما يردد المسحورون بإعلام شاكير وحمزة وهالة وأشباههم .. وقولهم إن بقاءنا كان أشرف لنا وأطهر من اختيارنا دار الهجرة .. كانت لنا رسالة ودور مكمل للمقاتلين في الجبهات لاغنى عنه .. ولا أستطيع وصف شعوري وانبهاري عندما رأيت فتيات طاهرات كالماء العذب في عمر الربيع يرسمن اللوحات ويصنعن القلائد التي ترمز للثورة وشعاراتها .. ويقمن ببيعها من أجل إسعاد أطفال ليبيا الطامحين للمستقبل .. ولجمع التبرعات لإخوانهن الثوار المرابطين في كافة الجبهات.

شاركت ورأيت التجمعات العائلية (البازار) .. وشاهدت المظاهرات المؤيد للثورة , ورفع أعلام الاستقلال على السفارة وقنصليتها وكل ماتبع النظام المنهار .. فالمدن التونسية كانت صاخبة أثر التجمعات العائلية والملتقيات الشبابية .. وعرفنا حينها معنى كلمة اللحمة الواحدة وكيف نضع أيدينا في أيدي بعض من أجل بلادنا .. وانتابنا شعور لأول مرة بالإنتماء لوطن نعشقه .. وأحسسنا حينها بأننا حقا أخوة , وأننا أحرار بالأصالة .. فعشنا لأول مرة حقيقة اللحمة الوطنية .. وصار اهتمام الجميع واتجاههم واحد .. كيف ننجح الثورة ؟ وندعم الثوار؟.

كنا في ذالك الحين نعيش في أنفسنا وبمشاعرنا حروب الجبهات .. وكانت رياح الشوق الحارة تأتي من الشرق عابقة بمرارة العيش الذي عليه العاصمة تحت الحصار .. أصبح توجهنا واحد .. الشاب يحلم في إنجاح الثورة والفتاة تأمل بتحرير البلاد .. وتجاوز شبابنا وبناتنا الحلم وصار الكل يعمل من أجل تحقيقه .. ولو بأضعف الإيمان.

تعاونا بجهودنا الذاتية .. فأسسنا الجمعيات الخيرية وساعدنا الجمعيات الأخرى .. فتجد الشاب يقوم بإيصال المساعدات للمدن .. وتقوم الفتاة بجمع التبرعات لذلك .. ونرى من يعمل في الدفاع عن الثورة والدعوة لها .. وآخر يهتم بالجرحى .. ويظهر الناشط في الإعلام لنشر الحقيقة وتوضيح الصورة.

لم يبخل الليبيون المهجرون بشيء .. فحضرنا المؤتمرات ونحن صغار السن .. وجمعنا المثقفون والإعلاميون والسياسيون في محاضرات لتوجيهنا .. وكان الكل ينظر لنا جيل المستقبل .. وقد عملنا من أجل ألا نخيب آمالهم .

فكرنا في ليبيا بعد القذافي .. كنا نعرف أننا سوف نبدأ من الصفر .. ولكن أردنا قبل سقوط النظام أن نبني على أسس صحيحة .. وفكرنا كيف نحمي بلادنا ..وأخذنا النصيحة من العقلاء والنخب.. { صحيح أنه كانت هناك محاولات من البعض لإقصاء الآخر وعدم الالتفات لنا والاستماع لآرائنا } .. ولكن من قال ان الليبيين شعب من الأنبياء ؟.. فالصراعات السياسية بين الكبار وانعكاسها على الصغار أمور طبيعية في كل بني البشر .

لقد استنشقنا هواء الحرية .. وعرفنا أن الحرّ لن يذل بعد الآن .

اجتمعنا كلنا بجميع أعمارنا واختلاف صفاتنا وتباعد كنياتنا , ليجمعنا عهد واحد ( لن نعود للقيود ) .. فها نحن اليوم قد عدنا إلى أرض المختار .. مرفوعي الرؤوس .. كاسري الرؤوس التي ظلمتنا وعيرت بناتنا .. صافحين بحلم الثائر الأصيل على من كفرنا وهدد بإبادتنا .

وفينا بعهدنا .. وقمنا بتحطيم القيود ولن نعود لها .. فقد تحررنا وحررنا الوطن ..

فهل ياترى كان خروجنا عيبا وخزيا كما قالوا ؟ أم استطعنا أن نقدم للثورة مامكننا من الرجوع ؟

من طرف amol 2012-02-03, 10:52 pm

خرجنا من أجل العودة .. !!

خرجنا من أجل العودة .. !!

رد: خرجنا من أجل العودة .. !!