الفيتوري لقورينا: تواجهنا تحديات وهدفنا ارجاع وتحسين وهيكلة

مضى على تشكيل الحكومة المؤقتة ما يقارب من الشهرين وتم تكليف عدد من الوزراء لتولي وإدارة الوزارات، وبالتأكيد أنها تركة ثقيلة، ومهمة صعبة سلمت لهم، حيث أنهم ملزمون بتلبية مطالب الشارع الليبي وخصوصا الوزارات التي تتعلق بأمور الحياة اليومية للمواطن..

التقت صحيفة قورينا الجديدة بوزير الاتصالات أنور الفيتوري، وأجرت معه هذا الحوار لمعرفة جديد قطاع الاتصالات…

تعرضت جميع وسائل الاتصال في بداية الثورة للانقطاع فكيف كانت آلية العمل من أجل عودتها من جديد؟

تم في بداية ثورة 17 من فبراير قطع الخدمات سواء من الهاتف الأرضي أو الجوال أو الإنترنت وعملنا على إرجاعها في الكثير من المناطق الثائرة في بداية الأحداث في صورة تتناسب والاحتياج في ذلك الوقت بإمكانية قليلة لعدم وجود أموال، واستمر العمل إلى حين تحرير طرابلس.

وبعد تحرير طرابلس – يتابع الفيتوري – كنت قد عملت في المكتب التنفيذي في ذلك الوقت وقبل تشكيل الحكومة الانتقالية، وضعنا ثلاثة أهداف رئيسية إرجاع الخدمة أولا، ثم تحسينها، ثم وضع هيكلية للقطاع، وبداية تحرير طرابلس كان التحدي أمامنا كبير كيف نربط الشبكة الغربية بالشرقية وكانت هي العائق أمامنا وكانت مكالمة أجزاء ليبيا المختلفة تمر عبر المكالمات الدولية عن طريق ايطاليا مصر ثم بنغازي.

وقام مستخدمي شركة الاتصالات الدولية وهاتف ليبيا والمدار وليبيانا وكذلك والـ “ل تي تي” بربط المنطقة الشرقية بالغربية وإصلاح الكابل البحري الذي تعرض لقطع في الخمس وكذلك منطقة سرت والبريقة لكن تحدوه ووجدوا مسار بديل عن طريق الكابل الأرضي فرجعت ربطت المنطقتين ببعض.

ما هي الخطوات التي اتبعتها الوزارة لاختيار قيادات للشركات التابعة لقطاع الاتصالات؟

قامت الوزارة بدعوة مجموعة من الشركات المتخصصة في التوظيف و الاستشارات بتقديم عروض لمشروع اختيار قيادات الشركات التابعة لقطاع الاتصالات والمعلوماتية في ليبيا .

أن الشركات المتخصصة هي شركة Hudson الفرنسية و Detecon الألمانية و Sirti الإيطالية .

وقد تم اختير عرض شركة Detecon الألمانية الذراع الاستشاري لشركة الاتصالات الألمانية Deutsche Telecom وذلك لترشيح خيارات لمنصبي مدير عام ورئيس مجلس إدارة لكل الشركات التابعة للوزارة وفقاً للمعايير العالمية للكفاءة والشفافية.

هل يتطلب هذا الترشيح معايير معينة؟

من أهم المعايير المطلوبة هي المؤهل العلمي، والخبرة المهنية، والتقييم الشخصي “الصفات القيادية, والقدرة التواصل مع الأشخاص, وغيرها”، بالإضافة إلى معايير النزاهة والوطنية لتولي المناصب العامة التي حددها المجلس الوطني الانتقالي.

ما هي الكيفية التي تم بها الإعلان عن توظيف مدير عام ورئيس مجلس إدارة للشركات التابعة للوزارة؟

تم وضع إعلان توظيف لمنصبي مدير عام ورئيس مجلس إدارة لكل الشركات التابعة للوزارة على الموقع الإلكتروني لشركة الاتصالات القابضة والشركات التابعة، وتم استقبال السير الذاتية إلكترونياً لضمان وصولها ومتابعتها عن طريق موقع الشركة القابضة خلال مدة 30 يوم من تاريخ الإعلان 3/11/2011، وقد وصل عدد المتقدمين إلى 1525 متقدم، تم تحويل جميع السير الذاتية إلى شركة Detecon التي قامت بفرزها وتصنيفها حسب كفاءة كل سيرة ذاتية.

كما أن الشركة اختارت أقل من 100 متقدم فقط لاختيار الأفضل من بينهم, علما بأن الأماكن المتاحة هي 18 وظيفة للشركات التابعة للوزارة، عند انتهاء إجراء المقابلات الشخصية مع المجموعة التي اجتازت التقييم الأوّلي الأسبوع الماضي.

وقد تم وضع مطالب خاصة لشركة (Detecon) لضمان المهنية والشفافية في اختيار الكفاءة وهي إرسال ممتحنين ليس لهم أي علاقة بقطاع الاتصالات الليبي، بالإضافة إلى مقابلة الممتحنين كلاً في مكان محايد، ومراقبة المقابلات لضمان الشفافية،والوزارة تأمل بتعيين فرق إدارية قوية للنهوض وتطوير قطاع الاتصالات والمعلوماتية.

وفيما يخص الشركات التي تمت المقابلات من أجلها هي لشركة الليبية القابضة، وشركة ليبيانا للهاتف المحمول، وشركة المدار الجديد، وشركة الجيل الجديد للتقنية، وشركة البنية للاستثمار والخدمات، وشركة ليبيا للاتصالات والتقنية، وشركة هاتف ليبيا، وشركة الاتصالات الدولية الليبية، وشركة بريد ليبيا.

كيف ترى وضع قطاع الاتصالات بعد التحرير؟

بالرغم من نقص السيولة إلا أن الأمور بدأت في تحسن متزايد فقد قامت الشركة بإرجاع خدمة الرسائل القصيرة في الجوال وخدمة المكالمات الدولية بصفة كاملة بالإضافة إلى تعبئة رصيد مجاني للمشتركين نظرا لقلة السيولة المتوفرة لديهم.

هل يمكننا القول بأن وزارة الاتصالات استطاعت في وقت قياسي أن تعيد وضع شركات الاتصال إلى سابق عهدها؟

مشاكل الاتصالات تم حلها بالكامل بخلاف بعض المناطق في الجنوب فخدمات شركة المدار غير متوفرة في كل من غات والكفرة ونعمل في هذه الفترة على عملية ربطها عبر الأقمار الصناعية، والمشكلة التي واجهتنا هو ما تعرضت له خطوط التراسل التي تربط المنطقة ببعضها والبطاريات ولوحات الطاقة الشمسية من دمار وسرقة وتلف، وانتهز هذه الفرصة بتوجيه نداء إلى كل الليبيين الشرفاء للمحافظة على الممتلكات لان هذه ممتلكات الليبيين وليست ملك أي شخص آخر أيضا.

وماذا عن شركة الكهرباء هل هناك تعاون بينكم؟

الأخوة في شركة الكهرباء قاموا بدور عظيم ولديهم أيضا تحديات أبراج المنطقة الشرقية مازالت مفصولة عن المنطقة الغربية للكهرباء حيث أن الأبراج في منطقة سرت تعرضت للدمار بالكامل والعاملين بشركة الكهرباء يسعون من اجل ربط الشبكة الشرقية بالغربية فعملية انقطاع الكهرباء له تأثيره على شركات الاتصالات سواء في الموقع أو المحطة أو في الشبكة الرئيسية .

هل تواجهكم مشاكل وعراقيل أثناء تأديتكم لعملك اليومي؟

أكثر المشاكل التي واجهتنا هي عمليات النصب وسرقة الكوابل في باب العزيزية إلى جانب عمليات التخريب في منطقة القره بوللي وقد استغرق العمل يومين لمحاولة إعادة خدمات الاتصال.

وقد حدث انقطاع للخدمة في منطقة القره بولي ومدينة مصراته منطقة وهذا الانقطاع ناتج لما تعرضت له الكوابل من دمار وتخريب فهناك ألاف الكيلو مترات من الشبكات والخطوط التي ليس من الممكن حراستها، ولكن نناشد كل مواطن ليبي أن يعمل من اجل حماية وخدمة الوطن..

ماهي أولوياتكم في الحكومة الجديدة؟

وضعنا أهداف أولية أهمها إرجاع الخدمة إلى سابق عهدها والعمل من اجل تحسين الخدمات خاصة أن بعد ثورة السابع عشر من فبراير حدثت طفرة في استخدام الاتصالات بكافة أنواعها.

فالإقبال على خدمات النت تضاعف بعد الثورة الأمر الذي يتطلب توسعة في الشبكة الدولية عن طريق شركة الاتصالات الدولية التي تربط ليبيا وايطاليا ستزداد السعة بمقدار 50 %عما كانت عليه قبل الثورة والناس ستشعر بالفرق في الأيام القليلة القادمة في اقل من أسبوع سنفعل هذه الزيادة. .

هناك بعض الإشاعات تداولت في الفترة الأخيرة بخصوص وزارتكم فكيف يتم الرد من قبلكم؟

نحن نحظى بدعم وتشجيع كبيرين من إخوتنا في كافة ربوع ليبيا بدعائهم ومدحهم الطيب الذي يزيد من مسؤولياتنا من اجل خدمة الوطن بكل تفاني وإخلاص، ولكن بالمقابل هناك من يقوم بتوجيه التهم ويعمل من اجل تلفيق الشائعات التي ليس لها أي أساس صحة لسنا ضد النقد البناء الذي يهدف إلى مصلحة بناء ليبيا بكل شفافية وبعيدًا بث الفتن وزعزعة ثقة المواطن بالوطن.

هل هناك تطلعات لعقد اتفاقيات مع شركات عالمية من اجل تطوير خدمات الاتصالات؟

سيكون هناك عروض ومناقصة بين شركات مختلفة بحيث يتم اختيار الأفضل منها بالنسبة للسعر والجودة، من المعروف أن هناك قصور في تغطية شبكتي المدار وليبيانا في بعض المناطق حتى قبل ثورة 17 فبراير ولم يكن هناك توسيع للشبكة في العهد السابق.

واليوم نلاحظ زيادة في الاستخدام على الشبكة وهذا يعود لانخفاض السعر بنسبة 35 في المئة بالإضافة إلى الرصيد المجاني فالناس تعودوا على الاستخدام المتزايد للشبكة وهذا يحتاج إلى سعة لذلك طلبنا من عدد من الشركات البدء بكل شفافية خاصة أننا في مرحلة انتقالية.

ما هو تصنيفك لقطاع الاتصالات الواقع ضمن اختصاصاتكم؟

قطاع الاتصالات الموجود الآن بكل شفافية تم احتكاره من قبل الهيئة السابقة، ونحن بصدد وضع خطة من اجل تحرير السوق الليبي هذا لا يعني إدخال شريك أجنبي، فنحن نعمل على تقوية شركاتنا وكانت البداية الجزء التنظيمي لهيئة تنظيم الاتصالات التي سيكون لها دور في الوزارة كما نعمل من اجل مراقبة الأسعار حتى لا يكون فيها إجحاف في حق المستهلك بالإضافة إلى مراقبة جودة الخدمة في مختلف الشركات ومعاقبتها على أي تقصير في الشركة وهذه الهيئة ستكون منفصلة ولديها سلطات عليا.

متى نجد وزارة الاتصالات لها مركزيتها كباقي دول العالم؟

قطاع الاتصالات يعد قطاع مركزي في كثير من البلدان، فوزارة الاتصالات والمعلومات تقوم بدور محوري في هذا الأمر فهي تربط مختلف الوزارات ببعض وهي التي تقدم البنية التحتية لشبكة الاتصالات.

ومن المقرر أن يتم تنفيذ العديد من الخطط التي نعمل عليها كوزارة ومن ضمن هذه الخطط منظومة ليبيا للخدمات الالكترونية والتي تشمل الحكومة الالكترونية و التجارة الالكترونية والتعليم الالكتروني إلى جانب الحكومة المفتوحة وهذه المخططات تحتاج إلى التنسيق بين مختلف الجهات.

وسيتم تشكيل لجنة عليا للبحث في الخدمات الالكترونية برئاسة وزير الاتصالات ووزراء التخطيط والداخلية و منظومة الجوازات للعمل على خدمة الرقم الوطني كما أن هناك العديد من الوزارات التي تعمل الكترونيا ،وسيتم أيضا ستشكل لجنة تنفيذية تضم وزارة الاتصالات والتقنية المعلوماتية مع الوزارات المتخصصة في تقنية المعلومات.

وكما نعلم بأن فترة الحكومة الانتقالية قصيرة لا تتجاوز الستة أشهر لذلك نتمنى أن نجتمع تحت خطة موحدة لانجاز وتحقيق المنظومات الالكترونية.

متى تتم إعادة هيكلية قطاع الاتصالات في ليبيا بالكامل؟

القطاع بصدد العمل على جزء من الهيكلية كما نعمل من اجل تأسيس وبناء كوادر وطنية تتسم بالكفاءة والنزاهة لإدارة شركات قطاع الاتصالات مستقبلاً، لا يخفى على احد وجود كفاءات في العهد السابق والتي تم تهميشها واستبعادها.

قورينا الجديدة - حوار/ نعيمة المصراتي

https://tamimi.own0.com/t84332-topic#601808
مكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر