د. ناجي بركات :كارثة في مستشفى الهواري

لقد ترددت في كتابة هذه الكلمات ولكن لم يهدى خاطري وعقلي وحاولت معرفة الحقيقة وهى المرَة جراءهذه الكارثة. كلنا نسائل لماذا هذه الكارثة بمستشفى الهوارى والذى بقى مقفول 18 سنة ولفلفه الحجازي وبعض الشركات المتعطشة للنهبة والمتسلقين، لكى يرضوا سيدهم ومحاولة تقليل موجة الغضب ببنغازي. لقد زرت هذا المستشفى وهو في وقت صيانته وكان ذلك اليوم ممطر. لقد تجولت مع بعض الأخوة به ووجدنا ان مياه الأمطارفي حجرات العناية وعلى اجهزة الاشعة. لقد شعرت بالأسف لأن المستشفى سيفتح قريبا وسيكون كارثه نصحنا بأن يعطى الى شركة متخصصة لتسيره وتشغيله ولكن لم تسمع النصيحة وقدمنا استقالتنا كلنا كلجنة في شهر نوفمبر 2010 .
هذا المستشفى بنيته التحتية لم تصان ولم تستعمل طيلة 18 سنه وافتتح وشغل دون مرعاة ذلك. لقد كان عون كبير للثورة 17 فبراير وكان هو بعد مستشفى الجلاء يقدم خدمات للجرحى وغير الجرحى لأن 1200 سرير لم يكن يشتغل بالطاقة المطلوبة لغياب عنص التمريض والذى تحسن بعد شهر يوليو. لقد زرته عدة مرات وكل اسبوع اجلس مع مدير المستشفى. لقد اعطيت له الصلاحيات للتعاقد مع أي شركة محلية او عالمية لإصلاح البنية التحتية. اثناء الأزمة كان هنالك مبلغ بحساب المستشفى واخبرت المدير بأن يجد شركة لإصلاح المجاري وباي ثمن. لقد اعطيت مدير ادارة التخطيط بالوزارة ببنغازي مهلة حتى يجد من ينفذ ولكنه لم يقوم بذلك وغادرت انا الصحة.
لقد كنت متوقع بأن كارثه ستحدث بهذا المستشفى. المجاري غير صالحه وخط المياه ضعيف جدا ولا ينفع والاعتماد على نقل المياه بالسيارات وكذلك الكهرباء حيث معظم الاسلاك لم تغير وكذلك مواسير المياه والأكسجين بهذا المستشفى. لقد كان هم الحجازي طلائه وشراء اجهزة حديثه ومعدات وافتتاحه بأسرع وقت. لقد كانت شركة VAMEDمن يقوم بالصيانة ومتابعة العمل وهى شركة نمساوية لديها شهرة في اعطاء العمولات وشراء الدمم . لقد انهيت عقدهم ووقعنا عقد مع شركة اخرى ولا اعلم هل نفد هذا العقد ام لا. الشركة النمساوية هي من تشرف على طرابلس الطبي وان شاء الله لا تحدث فيه كارثه مثل ما حدث في الهوارى ويجب طرد هذه الشركة من ليبيا. هذه الشركة هي من صان هذا المستشفى وهى من يقوم يصيانه الأجهزة. لقد حاولوا بكل الطرق معي ولكنى رفضت لآن العرض الأول كان لمدة ثلاث سنوت وبقيمة 13مليون يورو وعندما نقاشتهم بأن العرض غالى بعد 24 ساعة نقصوا القيمة الى 7 مليون يورو. انها المسؤولة على تركيب الأجهزة وصيانتها وكذلك المسؤولة على المياه والكهرباء والتكيف والمجاري. يجب ان يكون هنالك هيئة محلية لمسائلة هذه الشركة وعلى رئيس الوزراء والنائب العام التحقيق معهم.
ما حدث في الهوارى سيتكرر في مستشفيات اخرى اذا لم تسارع وزارة الصحة بالبداء في الإصلاح. عندما سلمت ملف الصحة للوزيرة وتقابلنا في فنذق كورنتيا. لقد قلت لها مستشفى الهوارى في حالة سيئة والبنية التحتية سيئة وستحدث كارثه اذا لم تسرعي بإعطائه الى شركة عالمية لإصلاح البنية التحتية. اخبرتها بأن مبلغ مالي اعطى للمستشفيات كلهم ومستشفى الهوارى له حصته. لقد حذرتها وقلت لها انه من الأولويات وممكن في لحظة يقفل هذا المستشفى اذا لم يتم اصلاح المجاري وتوفير المياه ومراجعة الكهرباء وكل انابيب الأكسجين.
انا لا ادافع على نفسى هنا ولكن كنت متخوف من ان كارثه ستحدث والأن حدثت وان شاء الله ربي يعطى اهل هؤلاء المرضى الصبر. ماذا تفعل رئاسة الوزراء والمجلس الانتقالي كما يفعل اذا حدث هذا في بلد أوروبي او امريكا او بدول الخليج او تركيا:
1- تشكل لجنة من قاضى معروف ويختار فريقه لأجراء تحقيق وخلال 30 يوم يعلن على النتائج للحكومة وكذلك للعامة
2- وزير الصحة من المفروض ان يقدم استقالته وكذلك مدير المستشفى
3- وزير الكهرباء يسأل عن هذا الخلل وممكن يجبر على تقديم استقالته اذا كان السبب انقطاع الكهرباء
4- شركة الصيانة توقف ويعطى المستشفى لشركة اخرى
5- يطرد مدير الخدمات بالمستشفى وكذلك مدير جهاز الصيانة بالمستشفى
6- يقوم رئيس الوزراء والمجلس وامام الناس بالاعتذارللأهالي المرضى ويتم تعويضهم
نتمنى من الحكومة ان تتحرك بسرعة لاحتواء الموضوع وعمل تحقيق تحت اشراف ورئاسة النائب العام ورئيس الحكومة وتستبعد وزيرة الصحة من ترأس التحقيقات اواى لجنة لها علاقة بهذا الموضوع. اذا فعلا هنالك مسؤولية، فأنها تقع على عاتق وزيرة الصحة وعليها ان تستقيل او يقيلها المجلس او توقف عن العمل الى ان يتم التحقيق. جرت العادة بأن وزير الصحة يقدم استقالته. نتمنى ان لا تحدث في أي مستشفى اخر واذا سكتنا على هذا فأننا سنسكت على الكثير والمقبل اكثر من هذا وعلى الحكومة الاسراع بإيجاد حلول لهذا القطاع والذى يتخبط مند ثلاث اشهر وبدون قيادة فعاله وبدون أهداف وخطط ووجود قيادات ضعيفة جدا على مستوى الإدارات. هذا ما حذرت منه عندما سألونى عن رأيي في اختيار الوزيرة والاسم الأخر المطروح وحملت لجنة الاختيار المسؤولية التامة عن الفشل والتخبط القادم ولكنهم اصروا وقالوا ان الكيب اعطاهم 45 دقيقة لاختيار اسم من الاسمين وتركتهم وانا اسف على الصحة. نتمنى ان الايام القادمة ستكون اخبار مفرحة لهذا القطاع واتمنى ان يهب الجميع للمساعدة لأن هذه ليبيا وهؤلاء اهلنا ولا نسمح بأن يقتلوا بهذه الطريقة والله المستعان وانا لله وانا اليه راجعون وتعازينا الى أهالي الضحايا ونحمل الوزيرة كل المسؤولية.

اللي عليه دارها من قبل هو بروحه...من بركات للحمروش
ناس عايشه بره وماتعرف شي علي متطلبات وهموم الليبيين
شكـــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــرآ وبــــــارك الله فيك

لا حول ولا قوة الا بالله