اجتماع طارئ لفض النزاع بين زواره ورقدالين والجميل

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-04-04, 4:40 pm

اجتماع طارئ لفض النزاع بين زواره ورقدالين والجميل
شهدت منطقة زواره من جهة ومنطقتي رقدالين والجميل اشتباكات استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية بعد أن قام أهالي مدينة رقدالين بالقبض على مجموعة مسلحة قامت بترهيب الأهالي بمنطقة العسة التي تبعد قرابة 30 كيلومترا عن رقدالين.
وتم القبض على 9 من المسلحين 4 منهم من مدينة زواره و3 من التبو و2 من نالوت وعلى الفور تحرك أعيان المناطق المجاورة غرب ليبيا، حيث توجهت وفود من مناطق الزاوية وصرمان وصبراتة وجادو وأولاد أبو سيف ونالوت والقلعة والزنتان وتدخلت لفض النزاع، وتم فعليا الإفراج عن المجموعة التي تم القبض عليها وإيصالها إلى زواره.
وطالبت اللجنة من الأخوة بمدينة زواره الإفراج عن 8 أشخاص تم القبض عليهم في وقت سابق في زواره وفي هذه الأثناء قام الأخوة بزواره بالرماية على منطقتي الجميل ورقدالين وتم الرد عليهم بالمثل ومع الضغط المتزايد من لجنة فض النزاع تم الإفراج على الثمانية المذكورين أنفا.
تزايد حدة الاشتباكات
ونتيجة لتزايد حدة الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة والذي تطور إلى استخدام السلاح الثقيل أدى ذلك إلى إصابة ومقتل عدد من المدنين من الطرفين، حيث قتل 8 وجرح 110 من منطقتي رقدالين والجميل من بينهم 3 أطفال وامرأة واحدة وفي الجانب الآخر قتل حوالي 10 أشخاص من زواره وجرح حوالي 190 جريح حسب المصادر المطلعة من عين المكان.
وبالتزامن مع هذه الاشتباكات عقد اجتماع طارئ بمركب دار تليل بصبراتة وباستضافة المجلس المحلي صبراتة لأعيان المناطق بغرب ليبيا من الساحل والجبل الغربي ورؤساء المجالس العسكرية والمحلية بهذه المناطق وحضر كذلك أعضاء من المجلس الوطني الانتقالي.
وتركز الاجتماع على كيفية وضع آلية عاجلة لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة ووضع معالجات وحلول تنهي الصراع بشكل نهائي.
وتحدث في الاجتماع نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، سالم قنان، قائلاً: “أتينا إلى هنا للوقوف على الوضع، ونعرف من أين يأتي إطلاق النار وطالب الأخوة المتنازعين في زواره والجميل ورقدالين بالعمل على إيقاف إطلاق النار الفوري، لأن هذا قد يذهب بنا إلى عواقب وخيمة ونجد أنفسنا في موقف أمام العالم ونؤكد على الوقوف صفا واحدا وكلنا مسؤولين أمام الله ثم أمام الوطن”.
من جهته تحدث، الشيخ عمر المختار، عن وصول قوات درع ليبيا بقيادة عبد الحميد أبو دربالة إلى منطقة النزاع. وأضاف أن قوات أخرى تتبع وزارة الداخلية في طريقها إلى منطقة النزاع والعمل جاري على إيقاف إطلاق النار بين الطرفين.
مرحلة صعبة
وقال المستشار مختار الدباشي ممثل وزارة الداخلية بصبراتة:”إننا نمر بمرحلة صعبة ولن نسمح بالعبث بأمن ووحدة هذه المنطقة حتى لو اضطررنا إلى حمل السلاح مجددا وأتوجه إلى الشيخ عمر المختار والثوار بأن المنطقة محتاجة إليكم فهبوا إليها”.
وقال، محمد عبد القادر بيترو، رئيس لجنة المصالحة بالمنطقة الغربية: “سعينا لأجل الجلوس مع أي شخص من زواره ولكن دون جدوى ونحن نضع أمام أعيننا مصلحة ليبيا”. وأكد البيترو، على أن حقيقة الصراع هي من طرف واحد يستخدم السلاح الثقيل ضد المناطق الأخرى وأكد على أن الجلوس مع الأخوة في زواره لتحديد مطالبهم ولكن لا يوجد شيء.
وأكد بعض الحاضرين على عدة نقاط منها، عدم تجاوب الأخوة بمدينة زوراه في حين أن الأخوة في الجميل ورقدالين كانوا متجاوبين لأبعد الحدود وسبب الصراع هو دخول مجموعة مسلحة مجهولة الهوية إلى منطقة العسة، وبمجرد الإفراج عنهم ووصولهم إلى الحدود الإدارية لمدينة زواره بدأ إطلاق النار من زواره.
كما أكدوا على أن تجار المخدرات والخمور ومهربي الوقود هم من يؤججون الصراع ولا يريدون قيام الدولة لأن ذلك سيحرمهم من مكاسبهم المادية.
وأكد، بعض الأخوة من زواره، على أنهم يريدون الإنصاف والعدل كما أكدوا على قبولهم للمصالحة.
وألقت أصوات باللوم على الحكومة وبالتحديد وزارة الدفاع والداخلية، التي يقع على عاتقهما وضع الحلول النهائية والمناسبة وإلا عليهما الاستقالة وترك الأمر لغيرهما.
وفيما يتعلق بتسليم الآليات التي تم حجزها برقدالين والجميل طالب الأخوة بالجميل ورقدالين بضمانات حتى لا تستخدم في قصفهم مرة أخرى.
وفيما يتعلق بالمجموعة التي تم حجزها بما لديها من سلاح، وبحسب بعض المصادر المطلعة، أنها مجموعة لا تتبع أي جهة في الدولة الليبية.
كما أكدت مصادر من داخل وزارة الدفاع أن هذه المجموعة لا تتبع جهاز حرس الحدود كما ذكر أو أشيع والذي كان سببا في الاقتتال.
مقترحات
وانتهى الاجتماع إلى مقترحات تلزم الطرفين، تمت الموافقة عليها بالإجماع، وتركز على النقاط التالية:
1ـ إيقاف إطلاق النار الفوري بين الطرفين.
2.يمنع اشتغال أو عمل أي فرد من الأطراف المتنازعة بمنفذ رأس جدير الحدودي.
3.تسليم مهام المنفذ لوزارتي الدفاع والداخلية.
4ـ على سرايا الثوار الانضمام إلى وزارتي الدفاع والداخلية حتى تاريخ 15/4/2012م.
5. يمنع عمل أي شخص من الأطراف المتنازعة في منطقة الطرف الآخر.
6ـ تكليف مناطق الزاوية وصبراتة وصرمان وجادو والقلعة بمحاصرة المخالف لهذا الاتفاق، وعدلت هذه النقطة بأن تقوم وزارة الدفاع بهذه المهمة.
كما تم الاتفاق على تكوين لجان للحوار بين الطرفين والبدء الفوري في تنفيذ هذا المقترح.
استقبال الحالات
من جهة أخرى استقبل مستشفى صبراتة التعليمي بعض الحالات المصابة من الجميل وزواره حيث قدمت لهم الإسعافات والعلاج المناسب إلى حين نقلها إلى مستشفيات أخرى.
ختاما لهذا التقرير أكدت المصادر والشهود العيان أن المنطقة تشهد هدوءا حذر مع توقف لإطلاق النار من الطرفين.
قورينا الجديدة- عبد السلام كرير