مقالات مختارة :من يلفق لايوفق.. قلوب مخلصة لله وعقول مخلصة ل

علي محمد رحيل : من يلفق لايوفق.. قلوب مخلصة لله وعقول مخلصة للوطن
6 يوليو 2012
بدأت عمليات التلفيق منذ سنوات عدة ولم تنتهي بعد
كان أول صدام بين الشرق والغرب في عصر الإختراع والحضارة هو هجوم نابليون على مصر
في ذلك الوقت أرسل حاكم مصر رفاعة الطهطاوي ليعود لهم بأخبار فرنسا واختراعاتها ونمط حياتها وبالفعل قرأ المصريون مالخصه لهم رفاعة الطهطاوي في كتابه ” تخليص الإبريز في تلخيص باريز “ حكى لهم فيها عن أخر التطور المدني في باريس وأراد أن يكون كتابه دليلا الى النهضة وتلميعا للحضارة وضرورة أخذ الأسباب والتطور العلمي فتحدث عن كل شئ الصناعة والزراعة ونمط العيش وتحرير المرأة في وقت كانت الايدي في بطالة والعقول في ركود والبلهارسيا في الأجسام.
ورأى المصريون بوارج حربية ترسوا على شواطئهم ومدافع حديثة تدق مدنهم سنة 1798م وهو تاريخ الحملة الفرنسية على مصر فعرفوا البارود والسلاح قبل أن يقرأوا ماكتب لهم ولسان حالهم يقول ” شفت بعيني ماحدش قالي “
وبالمقابل كان هناك كتاب أخر معاكسا لغاية رفاعة الطهطاوي وسابقا له هو كتاب ” عجائب الأثار في التراجم والأخبار “ لعبد الرحمن الجبرتي فوصف بشئ من الإشمئزاز والنفور تقاليد الفرنسيين وأنماط عيشهم وتفكيرهم والأهم من هذا وذاك أساليب وانحلال حريمهم وحياة التبرج
فسبق كتاب الطهطاوي الذي أراد به الحضارة مدافع نابليون النارية ومدافع الجبرتي الكلامية فأقترن التطور في فكر المصري البسيط بالقتل والانحلال فرفضوا دعوة الطهطاوي بمد اليد للحضارة الغربية لأجل التطور لكل أفراد المجتمع رجال ونساء ليكونوا صفا واحد كاملي العقل والدين
وبالرغم من فشل الطهطاوي إلا أنه نجح في بعض الجوانب الفكرية وتبعه بعدها أخرون برغم وجود متربصون يرجعون كل الامور الى السلف دون النظر والدراية بشئون دنياهم ماسكين بتلابيب القديم ناظرين الى القادم على انه كفر والحاد فإن أردنا جنة الدنيا والأخرة فعلينا بما صلح به أولنا دون النظر الى شئون الدنيا التي نحن أدرى بها مادمنا نحياها
من هنا صار لكل شئ مرادفا له في الموروث الثقافي أو الديني فإن كان للغرب ديمقراطية فلدينا الشورى وإن كان لديهم برلمانات فلدينا مجالس ودارالندوة وصفوة الصفوة حتى الصواريخ والطائرات سوبرسونيك لدينا نحن بساط الريح ويهو ايضا سريع ومريح ولدينا ولايات متحدة كماهو الحال لديهم
هى عمليات تلفيق نريد بها سد عجزنا وغياب مخططاتنا في احايين كثيرة فنعادي الأخر لأننا لم نفهمه أونقلده لأننا الأضعف
الغرب نحت كل شئ بعرق التقدم
ونحن ننحت في أوراق صفراء قديمة
لهذا نرى تحديث في مجتمعاتنا ولانجد حداثة
فالتحديث يرتبط بالتحديث في نمط العقول والمعيشة
اما الحداثة فتعني تطور العقول
ونحن اليوم ندير التحديث بعقول لم يلامسها الحداثة في جميع الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية وحتى علاقاتنا بنسائنا
ومن أجل هذا دعونا التقدم كي يزورنا فقلنا أنه أخطأ العنوان رغم أننا كتبنا العنوان الغلط ولن نخرج من هذه الدوامة إلا إذا كان عنوانا واحدا بقلوب مخلصة لله وعقول مخلصة للوطن
علي محمد رحيل

المقال يعبر عن رأى الكاتب