( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1)

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-29, 8:58 pm

الاستاذ:عبد الفتاح الشلوى
( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1)
فى ذلك اليوم ـــ الاثنين 1 / 9 / 1969م ــ التهب الحطب نارا .. القدر النحاسي على النار ببيتنا القديم .. دخان ينبعث .. قثار يؤذى الجيران .. رائحة لحم الماعز الشهية تؤكد ذلك .. حرارة سبتمر تلتحم مع لهيب النار بالمطبخ العتيق ... الهر المرقط يتنظر الوليمة ولا يأبه لما يدور بالخارج ... هرج ومرج بالزقاق .. الكل يتحدث .. والبعض يترقب .. سيارت الجيش تجوب ميدان البلدية بمدينة درنه .. والعسكر يوبخون المتطلعين الفضوليين لكنهم ودودين .. امى المثابرة تعد وجبة غداء لابن عمتى رجب واسرته القادمة من بنغازى .. انباء عن استيلاء فتيان على السلطة .. يقال انهم امنوا بربهم ... الراديو يذيع مارشات عسكرية واناشيد هزيمة يونيو السوداء ..
بيان مدوى عن الاطاحة باللملك ادريس السنوسي .. واعلان عن حذر التجوال ... و قيام دولــــــــــــــة ( افلاطونية ) جديدة .. تبشر الليبيين بالخير والهبات .. لقد انتهى عهد الظلم المتعفن ... وان الانوف لن تزكم بعد اليوم .. الوطن واحد لافرق بين سيد ومسود ... ولا نجع ولا قرية ولا مدينة ... وتطمئن الفاشيين الا خوف على ممتلكاتهم وحياتهم !!.. امى تبكى الخبر وتلعن اللحظة وتلطم الحظ .. فسيدى ادريس ــ كما تسمه ــ ارتبط بالخير والامن والبركة والوقار .. علقت صورة للملك الصالح موشحا بسيف الشعب .. بقت على حائطها حتى انبلاج الثورة الفبرارية .. الشعب يؤيد ويردد الهتافات ( لا ملكية ولا رجعية ليبيا اليوم جمهورية ) ( يا وكال دجاج امحمر ما تحساب وراك امعمر ) .. كم هى عالية فراسة البعض منا فقد صدقت تنبؤاتهم ... كان المد الناصرى طاغيا .. وظهرت ( حرية اشتركية وحدة ) قال عنها بائع اللبن عبد الغنى انها خراب بيت ( زيغود ) .. بدأ التغيير والسقوط الى الاعلي .. شطبت كلمة حكومى على من على ارقام السيارات التابعة للمملكة الليبية .. وحلت مكانها كلمة جيش باللون الاحمر .. كانت تلك الرسالة الاولي .. فقد سلبت ممتلكات الدولة ... وسجن الوطنيون وخدام ليبيا ومناضليها ... ساقية درنة وشلالها مشوبان بلون الطين .. فقد هطلت امطار ديسمبر على بر الغزال ... ( والصابة على اول خط كما يقول الاجداد ) ...
بعد اشهر من ثورة الفتيان وفى اسفل الزقاق ... كتب بوحيّمد على محله لافته باللون الاحمر ( جزار العهد الجديد ) .. كان فيلسوفا صامتا ... وكنا مستمعين بدون اعين .. ذهبنا لمدرستنا الحمراء ( الزهير حاليا ) لا اعرف لما ارتبطت الثورة السبتمبرية باللون الاحمر من خلف الستار .. ربما تيمنا بالاشتراكية .. وقف معلمنا المتحمس وطلب منا ان نردد الهتاف الاتى ( ارفع راسك يا ليبي لا بوشاح اولا شلحى ) ــ كانا الاثنان من رجال المللك ــ طربت لترديد الهتاف .. وضغطت على مخارج الحروف امعانا فى التجويد .. استاذى رحمه الله ناصريا متطرفا .. وانا فتا مراهقا .. لا يهمنى الشلحى ولا ابو شاح بقدر ما يهمنى الصياح وكسر الجمود امام معلمى ومدير مدرستى السمين الفض .. امام مدرستى دهست ( لاندروفر ) الجيش دهست عمى الطاهر ..
مرت الحادثة بسلام رغم كسر ذراعه اليمنى وكاحله الايسر .. اخبروه انها ضريبة الثورة البيضاء .. امام مقهى بوعيشة القادم من الغرب يبيعون صورة للشاب قائد التمر العسكرى .. البائع ينادى باعلي صوته .. صورة امعمر القذافي ( ابربع اجنيه .. صورة امعمر ابربع اجنية ) كانت جريمة مختزلة .. وكان البائع يدلل برأسه دون ان يدرى ... الحداد احمد مؤذن وقيم مسجدنا .. يتابع الاخبار عبر راديو الترانزيتور البرتقالي .. اعتاد ذالك عند العدوان الثلاثي ... وهزيمة يونيو او النكسة كما عبر عنها الزعيم الناصرى ... الحداد يؤيد الانقلاب .. لكنه لا يردد هتافات النباحة كما يقول .. انباء عن اصابة سائق ( الروميس ) ابو زينه بطلق نارى طائش .. كان ذلك فى ببوابة اللثامة ببنغازى .. لقد خالف القوانين الصارمة فرماه الجيش .. مازالت اثار الطلقة بادية على مشيته العرجاء .. فى ذلك اليوم انتفض بوزينه كطاووس بشهر ابريل .. وتغنى بتلك الطلقة وافتخر بها ... عدها وساما ثوريا ونوطا بطوليا .. لاجل الثورة يهون العمر .. وامام مدرية الامن كان بوزينه اول الحاضرين يوم 17 فبراير . ( يتبع 2 )

من طرف اسماعيل ادريس 2012-07-30, 3:28 am

شكـــــــ

( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1) 999507

ـــــــــــــرآ وبــــــــــــــارك الله فيـــــــــــــك

( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1)

( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1)

رد: ( حكايتى من الانقلاب الى الثورة ) ... (1)