الدنيا للجميع والآخرة للمطيع

الدنيا للجميع والآخرة للمطيع

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم الدنيا للجميع... لكل الناس مهما اختلفت مذاهبهم وجنسياتهم ودياناتهم ، فجميعهم يسعون بجد ونشاط لكسب الرزق والاستزادة منه حتى أكثر من الحاجة إليه ، ويجتهد إذا اعترضته مشكله ويتحايل إن اعترضه قانون وقد يسرق إن غفل الناس عنه ، ولا يشبع ولا يقنع ويستخدم كل الوسائل لجمع المال من حلال وحرام ، مع أن المسلم والمؤمن منهم يعرف أنه يعيش في دنيا زائلة ، وأن الحياة الحقيقية التي تنتظره هي الحياة الآخرة وان جواز السفر إليها هو العمل الصالح.

ولكن تراه يتقاعص عن استخراج هذا الجواز بإهماله للعبادة وطلب المغفرة حتى في احسن المواسم الربانية التي يضاعف فيها العمل ويكثر فيها الأجر. فمثلا الصلاة التي هي عمود الدين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة قبل دخول رمضان : من صلى فيه نافلة كأنما ادى فريضة ومن صلى فريضة كانما صلى سبعين فريضة فيما سواه .. رغم هذا الترغيب إلا انه ينام علي أغلب الأوقات وإن صلاها كان في عجلة من أمره ولا يحضر الجماعة إلا قليلا ... والغريب أنه يعرف أن السعيد من عمل لآخرته قبل فوات الآوان واستغل مواسم الخير والعطاء التي جعلها الله تنبيها للمسلم من غفلته وتعويضا له علي ما فرط في سابق حياته .

فهل فكرنا في طاعة الله وعدم عصيانه والاستعداد ليوم الرحيل بزاد ينفعنا و يُؤمن لنا حسن مقابلة الله عز وجل يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم ...

فشهر رمضان هو موسم الخير وتجميع الحسنات في صحيفة الأعمال التي سوف تستلمها يوم البعث .. يوم يستلم الناس جوائزهم وانت تنتظر وتسأل نفسك هل لي جائزة كذلك مثلهم .

اخي واختي إن فاتك أول الشهر فاحرص علي ختامه فالعشرة الآواخر فيها من الخير الكثير الذي يعوضك إن شاء الله ما فاتك .. فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .. اللهم بلغنا ليلة القدر .... آمــــين