همسة

إننا حين نكتب لا نكتب بحبر القلم إنما بدماء القلوب
عذرا إن ظهرت بعض الجراح على السطور ، سئمت و إكتفيت من الكلام فلجأت الى الصمت و لغة العيون ، حينما يكون الزمان ليس زماننا و الاشياء من حولنا لم تعد تشبهنا و حينما نشعر بأن كلماتنا لم تصل و مدن احلامنا لم تعد تتسع يحضر الصمت ، و أجمل هدية نقدمها لا نفسنا كي نختبر بها مسافات الالم و الاحباط ، اجمل ما في الحياة انسان يفهمك دون كلام ، يقرؤك دون حروف و يحبك دون مقابل ، عندما تعجز الكلمات عن الوصف لاحساسنا يصبح الصمت اصدق تعبير عما بداخلنا، و عندما تبدأ الكلمات بتساقط يأتي دور الصمت ليعبر عن معاني عجز الكلام عنها، تحضر الهمسات بلا توقف نشعر بلغة العيون تخترق كل الجدران بهدوء نستقر في القلب فتنطلق العبارات من دون سخب تداعب الروح و تنعش قلوبنا و تنعش قلوبا قد ارهقتها الحياة.
عندما يتطلع قلب رضيع لبسمة الغد يحضر الصمت و عندما نتذكر قصص الطفولة يحضر الصمت و عندما نبكي كذلك يحضر الصمت، فلا تحسب ان الصمت ضعفا، بل جسور نعبرها لنصل الى القمة. صمتي لغتي فإن لم تفهموا صمتي فلم تتمكنوا من فهم كلامي ... اتسالونني... من هو رفيق دربك ...واسرارك ... وايامك ...فأجيب هو الصمت، فإن استطعتم أن تجعلوا الصمت يجيبكم و إن فهمتك لغة صمتي فقد ملكتم كل شيء عني،فانا الصمت و الصمت انا ولا ننسى دائما انه اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

كلام رائع لكى الشكر