نصائح إلى كاتب شاب.!!!..!!!.

من طرف c.ronaldo 2010-05-15, 7:41 pm

نصائح إلى كاتب شاب

لا تفتتح جملتك ب"وإن" حتى لا تضطر إلى نصب الخبر في زحمة انفعالاتك المشروعة وغير المشروعة.. ولا تنسَ أن حراسة النحو والصرف واجب لغوي لا يقل قيمة عن تحية العلم بالنسبة لجندي في ثكنة عسكرية.

- لا تُسرف في تكرار أنك شاب كما لو أن الكهولة والشيخوخة تُهمتان تستوجبان الجلْد حتى الموت وكما لو أنهما ليستا مرحلتين ستمرُّ بهما، حتماً، إذا طال بك العمر وعدلت عن فكرة الانتحار تحت تأثير بلوغ الشهرة بأقل التكاليف وبأيسر الجهود.

- لا تشتم ولا تسبَّ الذين سبقوك أو عاصروك من أجل استنتاج أنك الأفضل وأنك فريد زمانك أن تكون فريداً ومتميزاً مسألة لا تحتاج إلى مقارنة بل تحتاج إلى قبول الاختلاف والتغاير كمبدأ للتعايش بين البشر.

- لا تتجول،طول الوقت، في الشوارع والمقاهي والفضاءات الثقافية، بكتاب واحد تحت إبطك، ولا ترفع غلافه في وجه جُلاّسِكَ كما يرفع حكم الورقة الحمراء في وجه لاعب، بقليل من الحكمة والتروّي سوف تتوصل إلى ملاحظة ما يلي : إن هناك كتباً عديدة أخرى لم تقرأها بعد.. ومن الممكن أن تُغير حياتك إذا أنت قرأتها ذات يوم.

- لا تلعن الدهر.. فأنت لستَ أبا العتاهية.. سمّهِ زماناً.. وأدخل الحداثة من الباب وليس من الشباك.

من أجل أن يكون لك زمان تخيّر مكاناً مخصوصاً حتى لا تكون كتاباتك هوائية لا عروق لها ولا أصل.

- لا تكن عظيماً بشهادة نفسك فقط.. أو بشهادة المتحلّقين حولك ممن لا دراية لهم بما تقترف من ذنوب وتخيّلات.. وإذ كان يتعذر عليك الإقلاع عن هذه الممارسة المرضية فتذكّر أن علم النفس التحليلي موجود لإعانتك على فهم ذاتك وتجاوزها.. كذلك.

- لا تتعجب من كون كل هذه النصائح تبدأ ب"ل".. ذلك أن لزوم مالا يلزم قانون صالح لأن يسري على كل أنواع الكتابة المبتكرة.. أما الحرية باعتبارها تخلصاً نهائياً من الأغلال والقيود والسلاسل فمحض وهمٍ، القيود في الكتابة، مسألة على غاية من المشروعية والجمالية.

لا تفكر نيابة عن قرائك، ولا تشرح لهم ما أردت قوله وما لم ترد التعبير عنه، القراءة إبداع من نوع آخر وإطالة لعمر النص المكتوب.

أن يختلف القراء بشأنك أفضل لك من إجماعهم عليك وعلى نصوصك برغم أن "التواضع والتكبر رذيلتان بورجوازيتان " كما يقول فلادمير إليتش لينين في سياق مخصوص، فإن فضائل التواضع أهم من رذائل التكبر.

منتصب القامة بإمكانك أن تمشي... أما المشي على أطراف أصابع القدمين فالمسألة تهم الطواويس.

لست مسؤولاً عن مصير الأمة ولاعن مصير العالم. غير أن عملك الهادئ الدؤوب بإمكانه أن يغير الأمة والعالم وحدهم أحفادك وأحفاد أحفادك سيكونون شهوداً على صدق نبوءاتك وثمار غرسك.

منقــcopeــــول...