أرجوك .. لا تَكُن رومانتيكياً

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-06-24, 7:03 pm

أرجوك .. لا تَكُن رومانتيكياً
نداء لكل من ذكرتهم هنا...
- أصبحت الكرة المعتمدة من قبل جنوب أفريقيا للعب مباريات كأس العالم 2010 بها "الجابولاني" هى الشماعة الرسمية لكثير من اللاعبين والمدربين المشتركين بالبطولة وحتى المحللين الذين دأبوا على تصوير كل كرة تدخل بالمرمى أنها بسبب تأثير "طيش" تلك الكرة، وأي كرة تصطدم بالقائم أو العارضة هى أنها كادت تتحول للمرمى لو كانت التسديدة عبر أي كرة أخرى غير "الجابولاني"، وربما هى أيضاً سبب فشل تكتيك دومينيك وعناد مارتشيلو ليبي باختياراته للاعبين.. لقد أصبح الأمر مملاً في تبرير انخفاض مستوى المباريات حتى الآن بالبطولة بأمور لا دخل للدولة المنظمة بها ولكن البعض يمارس العنصرية حتى فيما يتعلق بالأمور التنظيمية.. وربما نسمع غداً أن الجابولاني هى السبب في طلاق اللاعبين لزوجاتهم أو تهديد الأمن العام و ربما إرتفاع نسبة البطالة!.
- كان مارتشيلو ليبي الرجل المتوقع للمرحلة الانتقالية في يوفنتوس حيث أن الرجل منذ عامين والكل يتحدث أنه سينتهي به المطاف بعد 2010 على دكة التدريب بالنادي البيانكونيري، لكن تغير سياسات النادي الداخلية وتغير المسئولين وحتى الرئيس جعل الأمور تنقلب بشكل كبير.. وبما أن برانديلّي سيخلف ليبي في قيادة الآتزوري فينتظر أن نرى ليبي "عاطلاً"، لكن ليبي بحنكة ودهاء شديد أكد أنه لا يفكر في مستقبله وأن كل ما يخطط له هو رحلة يهرب فيها من الحياة إلى أحد الجزر ليستجم بها ويقضي فترة "خريف العمر" بين شواطئها وكائناتها البحرية وأنها مناصه الأخير.. وهى حيلة لا تنطلي أي كل شخص واقعي فبالتأكيد أن ملايين دبي أو بريق ليفربول سيجعلك تقطع تلك الرحلة وتنساها للأبد، فأرجوك يا ليبي لا تتكلم برومانتيكية.
- قدم منتخب نيوزلندا عرض جيد جداً أمام سلوفاكيا وفاجيء كل من توقع أن يكون حصالة لكل الفرق التي تواجهه بالمجموعة السادسة، فقد كان لديه الروح الكافية لتعديل النتيجة في آخر دقيقة بعد محاولات عديدة.. لكن رأينا محللينا يؤكدون تواضع فريق نيوزلندا ويسخرون منه، الجدير بالذكر أن هذا الفريق تأهل على حساب المنتخب البحريني الشقيق، فهل لو كان المنتخب البحريني قدم نفس العرض كان سيدلي محللينا بنفس الرأي أم كانوا سيغدقونا بكلمات الثناء والقتالية والرومانتيكية العربية!.
- صدرت تقارير تؤكد أن حارس إنجلترا روبيرت جرين لم يخطأ في الهدف الذي دخل مرماه بسبب كرة "الجابولاني" بل بسبب ترك صديقته الحسناء الكندية إليزابيث باينت له قبل إنطلاق المونديال، فهل كان الخطأ جابولاني أو رومانتيكاني؟ .. لكم الحكم.
- تذكرت مقالة زميلي محمد عواد عندما عبر عن ضيقه من الدعايات المونديالية على شاشات التلفزيون أو الصحف التي يربطها شيء واحد وهو تشبيه كل شيء خاص بالمونديال الأفريقي بالحيوانات..عندما تصفحت الصحف والمواقع والوكالات التي خصصت فقرة وصفحة خاصة بحسناوات وجميلات المنتخبات المشاركة بالمدرجات فأنا أبشره.. يا عواد هناك قطط أيضاً في المدرجات بجنوب أفريقيا.
- المنتخب الألماني قدم أفضل عرض من بداية البطولة وحتى الآن، فقد فاز بإقناع وبطريقته الخاصة..دوماً يؤكد لنا المنتخب الألماني أن مدرسته بكرة القدم صالحة في كل زمان وأنه البطل الذي يولد من رحم البطولة، حتى لو لم تكن له الشعبية التي تتوفر للبرازيل والأرجنتين وإيطاليا وإنجلترا.. حتى لو لم نحب فهى ماكينات "أصيلة" ومضمونة.
- الأسطورة البرازيلية بيليه الذي تولى بعد اعتزاله كرة القدم لمناصب عديدة بعدد شعر رأسه أكد أن مارادونا درب الأرجنتين من أجل المال، وهو المنصب الأول لدييجو مارادونا.. لكن من الواضح أن بيليه رومانتيكي للغاية ويتقلد كل هذه المناصب ويذهب للعب كرة القدم في الولايات المتحدة ويشارك في عشرات الأفلام كممثل.. بشكل تطوعي و لله وللوطن وبدون أن ينتظر مقابل!.
- كلما سمعنا أي خبر حتى لو كان غير مؤكد عن قصور تنظيمي بالمونديال بدأنا نتحدث عن أن كرة القدم بائسة لأنها تنظم أهم بطولة وحدث في جعبتها في بلد أفريقي وأن كان من الأجدر أن نراها تقام في بلد عربي، وهذا حديث رومانتيكي شديد حيث أن جنوب أفريقيا قامت بعمل نموذجي ومُدهش على مستوى المنشئات والملاعب وتنظيم الجماهير والبعثات يستحق الإشادة والتقدير، لكننا تعودنا دائماً على أن نؤكد أننا الأفضل و نحن بداخلنا عير مقتنعين بذلك وأن بعض البلاد التي كانت قبل عدة عقود خلفنا بمسافات قد سبقتنا بسنوات ضوئية.. ولا يزال جرح الصفر المونديالي غائراً.