الفرح الحقيقي بيوم العيد

الفرح الحقيقي بيوم العيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الذي خلق الأيام , وجعل منها مواسم للخيرات , وحدد منها مناسبات للفرح والسرور بتمام الطاعات , شكرا لله علي نعمه وعظيم أفضاله , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .... اما بعد : ..

هذا يوم عظيم من أيام الله .. يطل علينا بالخير والبركة , يوم التكبير والتهليل والتحميد , يوم الفرحة والنصر , فرحة القيام بالواجبات , والامتثال لأوامر الله , فيوم العيد يوم فرح وسعة ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : " ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر " أخرجه أحمد بسند صحيح .
ففي هذه الأيام يستقبلُ المسلمونَ في كلِّ مكان عيدهم فرحين بطاعةِ اللهِ وإتمام العبادات سائلين اللهَ قبول صيام وقيام رمضان وأعمالِ البر الأخرى ,فيستقبل المسلمون يومهم بعد شروق الشمس بالصلاة , والشكر لله علي توفيقه لهم علي إتمام طاعته , وإعانته لهم علي القيام بالواجب , في مظهر يعزُّ مثيلُه في الأمم الأخرى التي تحتفلُ بأعيادها في الظلام وتبدأ بالمعصية, فإن أعياد المسلمين تقام في النور بعد شروق الشمس , وتبدأ في ساحات رحبة واسعة بالتحميد والتهليل , فما إن انتهى المسلم من عبادة إلا ودخل في طاعة أخرى , لأن هذا اليوم هو أحد أيام فرحة الصائم الذي قال عنه المصطفى " للصائم فرحتان فرحة يوم فطره وفرحة يوم لقاء ربه " هذا يوم تبيض فيه وجوهوتسود فيه وجوه , تبيض فيه وجوه الصائمين العابدين الخاشعين الساجدين التاليين لكتاب الله والمتمسكين بسنة رسول الله , وتسود فيه وجوه الكافرين الفاجرين المتكبرين علي الله والمتعدين لحدود الله وفوتوا علي أنفسهم فرصة المغفرة والرحمة والعتق من النار في الشهر المبارك .

هذا يوم تتآلف فيه القلوب وتتصافى وتتصافح ويتواصل فيه المتخاصمون ويتوادوا, يوم يردد فيه المسلمون الصادقون أناشيد وهتافات السماء , الله أكبر .الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله . الله أكبر . الله أكبر . ولله الحمد . وينادي فيه منادي من قبل الرحمن . هلموا أيها الصائمون . هلموا إلى رب كريم أمركم بالصيام فصمتم . وأمركم بالقيام فقمتم . وأذن لكم بالإفطار فأفطرتم . أطعتم ربكم وقضيتم فرضكم , فهلموا لتأخذوا من الله جائزتكم . ويسمى هذا اليوم في السماء يوم الجائزة.
إن الأعياد أيها الأخوة ليست أياما عادية تمر وتنقضي في أكل وشرب ولباس, إنما الأعياد شرعت لأغراض نبيلة , وأهداف خيرة , ومبادئ سامية, فهي مناسبات للتسابق في أعمال البر والخير والمعروف وصلة الأرحام , وفرص للتزاور والتسامح , وتصافح القلوب قبل الأيدي ,ونبذ الأحقاد , والعيد فرصة للذكرى , فإن كان الواحد منا يقضي يوم العيد مع أطفاله الصغار وأسرته السعيدة يفرحون بلباسهم الجديد وينعمون بعيشهم الرغيد , وتتسابق أيديهم إلى أطيب الطعام , فإن في ذلك فرصة ليذكروا إخوة لهم في أماكن أخرى بعيدة أو قريبة يقضون أعيادهم في المستشفيات مرضى , أو في المقابر يجلسون عند رأس فقيد عزيز أو في سجون العدو ومعتقلات الإرهاب أو في ساحات القتال غير المتكافئ , وقد هدمت بيوتهم ونهبت أرزاقهم , فالعيد فرصة يحاسب الإنسان نفسه كم قدم من معروف , كم صدقة كبيرة أو صغيرة أعطاها لمحتاج كم كلمة طيبة طيب بها خاطر غريب أو واسى بها مصاب كم لحظة سرور أدخلها علي أسرة حزينة عصفت بها رياح الأقدار وعواصف الأيام .
هذا هو العيد الحقيقي الذي يترك في القلب فرحة وعلي كل وجه بسمة , هذا هو العيد الحقيقي الذي يزداد فيه رصيد المؤمن عند الله وعند الناس عند الله أجرا وعند الناس ثناء وقبولا .
هذا يوم يتجلى فيه الله علي عباده بالرحمات , ويحفهم بالخيرات والبركات , يكسوهم فيه بنعمه , ويسعدهم فيه ببره وكرمه , ويباهي بهم ملائكة السماء , ويستجيب لهم الدعاء , ويجزل لهم العطاء . يقول الحق تبارك وتعالى " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى "
نسأل الله أن يعيده علي الأمة الإسلامية بالخير والألفة والاتحاد في وجه عدونا المشترك الذي يحاول طمس راية الإسلام بتحريف القرآن وشغل الناس عن شريعتهم وتفتيت جهودهم بزرع الخلافات بينهم .
وكل عام وأنتم بألف خير ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لك شكري على المشاركة الرائعة وجزاك الله خيرا
وكل عام والجميع بخير

الأخت زهرة اللوتس : اشكرك علي مرورك المشجع , وتقديرك لما ينشر دليل علي فهم ووعي وإدارك لكل مفيد ... تقبلي تحياتي