مخرج بريطاني يعيد "ألف ليلة وليلة" لأصولها الشرقية أمام الجم

يأمل المخرج المسرحي البريطاني تيم سابل أن يعيد اكتشاف أحد كنوز التراث العربي الإسلامي"ألف ليلة وليلة" بتقديمه مسرحية تأخذ من النص الأصلي أشخاصه وأجواءه الواقعية بعيداً عن الروح الاستشراقية التي صبغت نقل الحكايات إلى الغرب بسمات غرائبية، وأهملت العلاقة الوثيقة بين قصص الليالي وبين الحياة في المدن العربية.

يشارك في مسرحية سابل التي تقرر عرضها في افتتاح مهرجان تورنتو للفنون والإبداع (لوميناتو) في الحادي عشر من يونيو/حزيران 2011 فنانون كلهم عرب بعضهم مقيم في الغرب، وقد أعد سابل النص المسرحي بنفسه، وهو مأخوذ عن قصص من وحي "ألف ليلة وليلة" للروائية اللبنانية حنان الشيخ.
المخرج البريطاني تيم سابل
المخرج البريطاني تيم سابل

رحلة إعادة اكتشاف جذور "ألف ليلة وليلة" قادت سابل من لندن إلى جنوب إسبانيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ودول خليجية واليمن، متتبعا مسار الليالي كما حكاها رواة الحكايات في مدن الخلافة الإسلامية.

وعن رحلاته يقول: "كنت أنظر إلى المدن وأستمع إلى الموسيقى واللغة المحكية، أتحدث إلى فنانين من هذه البلدان، وفوق ذلك أعمل ورشاً مع فنانين مشاركين في العرض بالتمثيل أوالموسيقى أوالرقص".

وحول معالجته لقصص الليالي يقول سابل: "في قلب هذا العمل رغبة عفوية في رؤية ما وراء الكليشيه، بقدر ما سافرت شاهدت كم ابتعدت (الليالي العربية) التي عرفتها صغيراً عن مصدرها، رأيت كذبة أخرى عميقة وأكثر خطورة. طوال حياتي سمعت عن العرب والعالم العربي والشارع العربي، كل هذا بلا معنى مقارنة بالحياة التي تعيشها بلدان ذات اختلافات كبيرة ويربطها رابط غير محكم يتمثل في اللسان العربي والعقيدة الإسلامية".

ويضيف سابل عن مسرحيته: "هي تسجيل واحتفال بالخاص والأصلي في مقابل العمومي والمنقول، الفهم لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تكون هناك مشاهدة واستماع".

وكانت شخصيات مثل علاء الدين وعلي بابا قد أضيفت خلال النقل الفرنسي لألف ليلة ولية خلال القرن السادس عشر، أما مسمى "الليالي العربية" فقد ظهر لأول مرة خلال القرن السابع عشر مع الترجمة الإنكليزية للعمل التراثي الضخم، وقد تأثرت عشرات الأعمال الفنية في كل اللغات بتلك الإضافات.

ستبدأ مسرحية "ألف ليلة وليلة" رحلة عروضها العالمية من مهرجان تورنتو صيف 2011،وتسعى المعالجة المسرحية إلى الاقتراب من الشخوص والسمات الواقعية في حكايات "ألف ليلة وليلة" وتسليط الضوء على موضوعات الحب والعنف وتعقيدات المشاعر.

وقد أبدى مخرج العرض تيم سابل أسفه أنه استمع إلى أسماء مثل علي بابا عندما سأل بعض الناس في الدول العربية التي زارها عما يذكرونه من قصص الليالي "لم نعد نعرف هذه الحكايات، لقد ضاعت وتبدلت، وما أحاول عمله هو البحث عن شخصياتها المتفردة، ما كان موجوداً قبل استحواذ الغرب عليها".

وقد بدأ سابل عمله في المسرح عام 1981، وقدم أعماله المسرحية والأوبرالية على أشهر مسارح لندن منذ تسعينات القرن العشرين، وفي عام 2005 أسس فرقة مسرحية "داش أرتز" بغرض العمل مع فنانين من خارج بريطانيا، ونالت معالجته لمسرحية "حلم ليلة صيف" التي قدمها في مهرجان تورنتو عام 2006 تقديراً كبيراً كونه قدمها برؤية هندية حملت اسم "حلم هندي" وشارك فيها فنانون من الهند، وعرضت المسرحية في دول أمريكا ودول أوروبية لمدة عامين.

وتقيم الروائية اللبنانية حنان الشيخ في لندن، ولها عديد من الروايات عن قضايا المرأة، وترجمت أعمالها لستة عشر لغة.