مهمة جاسـوس «الفخ الهـندي»

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-12-27, 6:07 pm

محاميته تؤكد أنه اشترط عدم التجسّس على مصر
مهمة جاسـوس «الفخ الهـندي» كانت «فراز» جواسيس عـرب للمـوسـاد
خطط للهروب إلى المملكة والإقامة فيها وإبلاغ الأمن المصري بأمر الشبكة
كشفت المحامية عصمت طلعت الموكّلة بالدفاع عن (طارق عبد الرازق حسن) المتهم الأول فى قضية التجسس لصالح إسرائيل فى حوار خاص مع «اليوم» أن عبد الرازق رفض إغراءات من ضباط الموساد المسؤولين عن تدريبه فى حال إتمامه تعلم اللغة الانجليزية وأي لغة أخرى يختارها، بدعوى أن ذلك سيساعده فى التعامل مع شريحة أوسع من ضباط الموساد وعملائه فى الخارج، وأنه بالفعل تم رصد مبالغ اضافية لمرتبه الشهري «800 دولار» لتعلم اللغة الانجليزية لكنه لم يُبد استعدادًا لذلك العرض، خاصة أن مؤهله العلمي متواضع – دبلوم صناعي – فضلاً عن قلة تحصيله المعرفي لم تساعده على إنجاز مهمة من هذا النوع.
فراز جواسيس
وتقول: إن مهمته الوحيدة كانت «فراز» أي تجنيد بعض العملاء في المهمة الموكل بها، ولم يكن هو صاحب القرار في عملية تجنيد عملاء جدد، إنما وضع قوائم الاسماء الأولية للاختيار عبر الطلبات التى تقدّم على الموقع الالكتروني للشركات التي أنشأها تحت ستار تصدير الزيوت والحلويات من سوريا «لقد كان مجرد عسكري مراسلة .. أو نقل طلبات.. وسيلة اتصال ليس اكثر».
وتضيف فى السياق ذاته «لقد كان أكثر ما يمكن أن يفعله هو التعامل مع جهاز اللاب توب الذي يحمله، والذي تسلمه من ضابط الموساد، ولم يكن يدري حتى أى شيء عن محتوياته، وعليه فقد كان من الصعب عليه أن يدخل على هاتف شخص مثل وزير الري، صعب .. صعب .. إنه لم يقم بأي نشاط في مصر، وهذا كان طلبه، بمعنى أنه قدّم طلباً مشروطاً للعمل في الموساد، أو بمعنى أصحّ للتوظف في الموساد، استثنى منه أن يكون له أي نشاط خاص بمصر، وهو فعلاً ما قام به، حيث لم يقم بتأسيس أي شبكة في مصر أو شركة في مصر.
هذا الطلب الالكتروني الذى تقدّم به عبد الرازق للموساد وضعه تحت ضوء ضباط الموساد، فالمسألة ليست بالسهولة، وقاموا بدراسة وضعه وحالته النفسية والاجتماعية وأعدوا ملفاً كاملاً عنه، ليجعلوه عميلاً من الدرجة الثالثة، كما أن مكتب الموساد فى آسيا كان يعاني من قلة العملاء العرب، وهو ما جعل المتهمين الآخرين، وهما ضابطا الموساد إيدي موشيه وجوزيف ديمور، أن يتوجّها إلى السفارة الاسرائيلية في الهند للتعامل مباشرة مع رسالة عبد الرازق، واستقدامه إلى هناك، وبدء العمل على تدريبه.
تأسيس شبكات تجسس
هناك شبكات تجسس إسرائيلية موجودة بالفعل فى الدول العربية خاصة سوريا ولبنان، فكّك بعضها فى المرحلة الحالية، وهو ما يعني بحسب اللواء فؤاد علام في مقابلة ايضاً مع «اليوم» أن عبد الرازق هو من قام على تأسيس هذه الشبكات، وهو ما اتفقت معه المحامية عصمت عقل، وهو ما يفسّر أن الجاسوس طارق عبد الرازق حسنين حسن، وتحت اسم مستعار في سوريا هو «طاهر حسن» ذهب إلى أحد الخبراء الكيميائيين فى جهاز أمني حسّاس في سوريا، كان صديقاً لـ «أبو فادي» الاسم الحركي لأحد ضباط الموساد، وقد تم تجنيده من جانب الموساد قبل 13 عاماً، وعليه فإن «طارق» كان وجهاً جديداً للتعامل مع العميل السوري، الذي كان عُرضة لافتضاح أمره بالفعل، وكان مجرد عسكري مراسلة بينه وبين «أبو فادي» وحتى لا ينكشف أمره بعد زيارته له في دمشق 7 مرات سلّمه شريحة هاتف تعمل على شركة ماليزية للاتصال بمسئول الشبكة في تل أبيب «ابو فادي».
في هذا السياق تكشف «عقل» أن عبد الرازق كان يسلم العميل السوري اوراقاً ويتسلم منه مبالغ مالية، لكنها كانت قليلة، إلا أنه في المرة الأخيرة، أو المهمة الأخيرة التى سقط فيها عبد الرازق كان عليه ان يسلم العميل السوري، جهازي لاب توب من أدوات التجسس عالية الاحتياط يقدّر ثمن الجهاز الواحد بنحو نصف مليون دولار، ومبلغ 20 الف دولار، كان عبد الرازق يريد أن يستولي على تلك الاجهزة والأموال، ويتصرّف فيها، ثم يسافر الى المملكة العربية السعودية هو وزوجته للإقامة هناك، ثم يبلغ السلطات المصرية عن العملية، وهذا دليل آخر على أنه كان شخصاً غبياً، كما تقول المحامية «عقل».
لم يقدر حجم ما فعلوه معه بالمرة، ويرى أن كل المسائل تحصيل حاصل، ويقول إنه مستعد لأي عقاب، وأدلى بكل المعلومات التي بحوزته، على اعتبار أنه يريد أن يقوم رجال الأمن بالقبض على ضباط الموساد، وكان «طارق» في ذهول من أن ضباط المخابرات العامة المصرية قاموا بتصويرهم بدقة، حيث إنهم يريدون ان يلحقوا ضرراً كبيراً بمصر وسوريا ولبنان.
مستعد للعقاب
وفي اول مقابلة مع عبد الرازق وبعد أن وافقت «عقل» على انتدابها للدفاع عنه من نقابة المحامين، وتحفّظها على سرية التحقيقات التي تجرى منذ مايو الماضي، أخذ العميل «طارق» يقول لها إنه متشائم من مستقبل محاكمته، فكانت ترد «ممكن ربّنا يكرمك، فيرد: أنا مستعد للعقاب».
ويقول عبد الرازق في التحقيق في مباحث أمن الدولة العليا طوارئ والتي تصل إلى نحو500 ورقة تحقيق، فضلاً عن ملفين كاملين لتقارير هيئة الأمن القومي إن هناك مصريين وعرباً يعملون في مكاتب تابعة للموساد معظمهم يحفظون «القرآن الكريم» عن ظهر قلب، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، ويستغلونها في استدراج عملاء لديهم الاستعداد للتطرّف للعمل لحسابهم في مهام تجسسية بعد تغذية التطرّف فيهم.

من طرف amol 2011-01-05, 4:47 am

مهمة جاسـوس «الفخ الهـندي»

مهمة جاسـوس «الفخ الهـندي»

رد: مهمة جاسـوس «الفخ الهـندي»