هل حان موعد فطام طفلتي من مصاصتها؟

سؤال:

أنا أم لطفلة بجيل 27 شهرا. طفلتي ذكية وكثيرة الحركة. هي تشغلني معظم الوقت. هل هي اليوم بجيل يلزم أن أفطمها عن المصاصة؟ قلبي لا يطاوعني فكلما حاولت انتزاع المصاصة منها أضعف وأعيدها لفمها. ما هي نصيحتك التربوية لفطامها من غير ألم؟

جواب:

ما هو دور المصاصة؟

المص عند جوع الرضيع هو عبارة عن رضاعة وهناء أيضا. فالمص هو استمرارية لسلوك الجنين أثناء وجوده في رحم أمه. المص بالمصاصة يعمل على تعزيته وكأنه استمرارية للرضاعة. فعالية المص تشبع حاجة الرضيع للذة المص فتصبح عادة عاطفية مهدئة عند شعوره بالتعب أو المرض وأيضا عند استعداده للنوم. فالمصاصة لها دور عاطفي وتعمل أيضا على الاسترخاء من تعب أنشطة نهاره. مع مرور الوقت تصبح المصاصة عادة محببة للطفل ويتعلق بها فيصعب الاستغناء عنها خاصة قبل النوم.

كيف الفطام منها وفي أي جيل؟

الفطام قرار يأتي من الأهل ولا يمكن للطفل اتخاذه لوحده. كلما طال زمن التعلق بالمصاصة كلما زادت صعوبة الفطام منها.

قرار انتزاع تلك العادة يتخذه الأبوان في الوقت الذي يرياه مناسبا. وقت الفطام الأصعب هو عند استعداد الطفل للنوم.

لفطامه يمكن اختلاق بعض قصص درامية تتناسب مع مرحلة عمره التي تتميز بالخيال. ربما يفضل بعض الأهل إعلامه مباشرة بفقدان المصاصة ويمكن أيضا اختلاق أي سبب درامي، مثل، ضاعت هيا نفتش عليها، ذهبت إلى بيت طفل صغير ليس لديه مصاصة، تعبت من المص وتريد أن ترتاح، تركت البيت لأنها لاحظت بأن صاحبها قد كبر ويمكنه الاستغناء عنها أو أرادت من صاحبها أن يتمثل بالماما التي لا تمص بالمصاصة أو أية شخصية عاطفية أخرى يحبها ويتماثل بها...

هل يمكن فطامه من غير ألم وهل التردد أو الرجوع عن قرار الفطام يخفف من ألمه؟

بالطبع لا. ألم الفطام طبيعي ولا فرار منه. يصعب تحمل صعوبة الفطام لأن المص بالمصاصة هو عادة. العادة هي سلوك يرغب به الفرد ويجعله يرتاح إليه ويطمئن له. إنتزاع العادة السلوكية تسبب للطفل الألم والقلق خاصة قبل النوم. ترك العادة هو كما الشعور بفقدان عزيز والافتراق عنه.

فالتعبير عن وجع الفقدان هو سلوك طبيعي وضروري. البكاء وربما النواح لفترة زمنية غير قصيرة هو سلوك حتمي ولا بد منه. معاناة الطفل وفترة الصمود تتعلق بالفروق الفردية بين الأطفال. من الطبيعي شعور الأهل بالشفقة على الطفل ولكن الرجوع عن قرار الفطام هو عبارة عن تعذيب إضافي وغير ضرورية. الحرمان من المصاصة في فترة لاحقة يصبح أصعب لأن احتمال استرجاعها يبقى واردا في ذهن الطفل وذلك بسبب تنازل أهله له أثناء تجربته الفطام السابقة.

هل من وسيلة تربوية إيجابية لتحمل صعوبة الفطام؟

كما ذكرت آنفا فالتخلص من أية عادة سلوكية تحتاج لفترة من الألم أثناء الصمود على الفراق. على الأهل استخدام أساليب ترغيبية إيجابية لتشجيعه على التحمل والصمود خاصة في الفترة الأولى. لا بد من تعزيته ببعض تغنيج، غمر ودلال لاستمرار صموده. يستحسن الترغيب المشروط. أي وعده بمكافأة عند طلوع كل صباح طالما صمد من غير المصاصة. ينصح بالتعبير له عن مشاعر تقدير وذلك لتمكّنه من تحمل صعوبة الفطام.

يمكن أيضا مخاطبة دمية كُشْكُشْ القصصية على مسمع من طفلتك لترغيبها على صمودها: ( طفلتي فلانة شاطرة وأنا مبسوطة منها كثيرا. أتعرف يا كُشْكُشْ لماذا؟ أصبحت فلانة تنام بسريرها مثلك من دون مصاصة. طفلتي فلانة كبرت وهي لا تمص بالمصاصة مثل الأطفال الصغار؟! أتعلم يا كُشْكُشْ بأنني أحضرت لها مكافأة ويوم غد أيضا سوف أحضر لها مكافأة أخرى و...).

دمية كُشْكُشْ القصصية تعمل على تعزيتها لأنها نموذجها العاطفي الذي تحب أن تقلد سلوكه وذلك لأنها تحبه. هي تحتاج لتنفيس عاطفي أثناء فطامها والدمية القصصية هي المتنفس والملجأ العاطفي الذي تفرغ بها مشاعرها الصعبة.

الأنشطة المسلية تساعدها على الصمود على الفطام وتعمل على نسيان حاجتها إليها بسبب لهوها الممتع. الفعاليات الرياضية والأنشطة الحركية تشغلها فتنسيها عادة المص. الجهد الحركي والنشاط الرياضي يتعب جسمها فيجعلها تغرق بنوم سريع فتقصر من زمن معاناتها.

م/ل

شكراً للاطلاع والمتابعة منكم