آلاف المعلمات السعوديات يتحررن من عقدة الموت دهسا بالسيارات

بدأت نحو 28.500 معلمة سعودية مرحلة العد التنازلي لنهاية المعاناة اليومية مع ساعات السفر الشاقة مع طلوع كل فجر جديد باستثناء الإجازات ، حيث تعهدت مديريات التربية والتعليم في المناطق بتنفيذ أكبر حركة نقل للمعلمات في تاريخ وزارة التربية والتعليم ، وفقا لتصريحات زفها وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله على الهواء مباشرة على "التليفزيون السعودي" للمعلمات وأسرهن .

ويكتسب الخبر بريقه بالنسبة للمعلمة السعودية لارتباط رحلة عملها اليومية للمدرسة بحقل من الأشواك تبدأ بمعاكسات الطريق من بعض الشباب المستهترين ومحاولة الاستعراض بالسيارات و" التفحيط" أمام حافلاتهن التي يقودها في الغالب سائق وافد مسكين ، مرورا بطيش السائق ، وسرعته الجنونية رغم انف "ساهر" ، وسوء الأحوال الجوية ، وتدنى الحالة الفنية للمركبة.

وتسهم تلك العوامل مجتمعة بجانب عوامل أخرى في تزايد نسبة حوادث السير للمعلمات حيث لا تخلو صحيفة سعودية يوميا من حادثة سير ضحيتها معلمات ، وحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية سجلت السعودية أعـلـى نسبة وفـيات في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي؛ ووصل عدد الوفيات إلى 49 وفاة لكل 100 ألف من السكان، متقدمة بذلك على دول كثيرة من حيث عدد الوفيات لكل 100 ألف من السكان، مثل مصر 41 شخصا، وفي إريتريا 48 شخصا، وفي أفغانستان 39 شخصا، وفي تونس 34.5 شخصا.

أما آخر إحصائيات إدارة المرور عن الحوادث والتي قامت بتوزيعها الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في مرور جازان ضمن برنامج سلامتي"، فكشفت عن وقوع 484.805 في عام واحد، كانت حصيلتها مقتل 6.142 قتيلا و34.605 مصاب، وتحتل حوادث السيارات السبب الثاني في الموت بالسعودية بعد مرض "السكري" .

وحسب رئيس اللجنة الفنية للسلامة المرورية بالمنطقة الشرقية ومدير برنامج السلامة المرورية بأرامكو السعودية المهندس سلطان الزهراني ترجع كثير من حوادث سير المعلمات الى تساهل سائقين يعملون بمركبات متهالكة لا تتوافر فيها شروط السلامة ، والتكاسل في إجراء الفحص الدوري ، وعدم التقيد بالسرعة بجانب رداءة إطارات سيارات ، وعدم إجراء الصيانة الدورية لها و عمل كبار السن في مجال نقل المعلمات.

ولم يخف وزير التربية والتعليم في كلمته المتلفزة تعاطفه مع المعلمات المغتربات في معاناتهن اليومية :"نعلم أن هناك معلمات عملن لمدة خمس سنوات وأكثر يقطعن مسافات ذهابا وإيابا تصل إلى مئات الكيلومترات، ما يعرضهن لمخاطر الحوادث، ويؤثر على مستوى تحصيل الطالبات" ، مشيرا إلى أن وزارته تصدر كل عام حركة نقل للمعلمات تحاول من خلالها تحقيق رغبات المعلمات بقدر المستطاع .

وفى مقابلة مع احدي المعلمات حول القرار الجديد قالت "،س،ع " أنها تشعر بسعادة للقرار كونه ينهى معاناة أنسائية دائمة حيث تضطر للاستيقاظ الثالثة صباحا لتجهيز إفطار الأسرة ثم الاتصال بزميلاتها المعلمات رفيقات الحافلة ،وانتظار سائق الحافلة العجوز إلى أن تتحرك الحافلة من أمام منزلها مع أول ضوء للفجر حتى تصل إلى المدرسة قبل بدء طابور الصباح .

وتشدد "س. ع "على إعطاء أولوية للنساء في النقل الوظيفة إلى أماكن قربيه حتى ولوكن وافدات ، تطبيقا للحديث النبوى الشريف " رفقا بالقوارير " معتبرة طول الرحلة اليومية يؤثر سلبا على الأداء التعليمي للمعلمة وان كانت حامل أو تعول أسرة .

ومع تصعيد المعلمات المغتربات مشكلتي" النقل والانتقال " إلى رؤسائهن كشفت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز فى وقت سابق عن بدء الوزارة في دراسة استشارية شاملة لنقل المعلمات إلى أماكن قربيه من إقامتهن ،وإسناد عملية النقل إلى إحدى الشركات الخاصة، على غرار نقل الطالبات.

وتربط الفايز بين ما حققته تجربة إسناد النقل المدرسي للطالبات إلى القطاع الخاص مؤخرا، ومعاناة معلمات أثناء انتقالهن من مدارسهن في إقرار تلك الدراسة.

وكان وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله أشار في تصريحاته المتلفزة الى أن حركة النقل جاءت بعد الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين بإحداث 52 ألف وظيفة تعليمية وإدارية، منها 42 ألف وظيفة للمعلمات والإداريات، أوصت بها اللجنة المشكلة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز.

وقال الوزير أن تثبيت جميع المعلمات المشمولات بالأمر الملكي والبالغ عددهن 40 ألف وظيفة تعليمية يجري العمل عليها، مشيرا إلى أن مجمل عدد المعلمات والإداريات المستفيدات من الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين سواء بالتعيين أو التثبيت أو الحركة وصل لأكثر من 100 ألف، في تحرك ينتظر أن يقضي على مشكلة قطع المعلمات لمسافات طويلة ذهابا وإيابا في مواقع تعيينهن مما يؤثر سلبا على أداء مهامهن التعليمية.