مقاتلين استساغوا الحرب، فصعب عليهم العودة إلى المدنية.

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-17, 12:16 pm

بيت الخبرة الأطلسية : مقاتلين استساغوا الحرب، فصعب عليهم العودة إلى المدنية.
للميليشيات مستقبل في ليبيا... هو الوضع الذي أنذرت به مجموعة من الباحثين والخبراء في الشأن الليبي من روما مؤخراً، خلال اجتماع في كلية الدفاع لحلف شمال الأطلسي (الناتو).. «بيت الخبرة الأطلسية». مع مطالبة سكان طرابلس «الثوار» بمغادرة العاصمة، اتفق المشاركون في العاصمة الايطالية بغالبيتهم خلال ندوة منفصلة، تحت عنوان «مستقبل ليبيا»، على تشخيص موحد: نزع سلاح الجماعات المسلحة، كهدف للحكومة الانتقالية، قد لا يتم غداً، ولذلك أسباب عدة:
العوامل النفسية جزء منها. فالعديد من المقاتلين قد استساغوا الحرب واستلذوا بطعمها، فأصبح من الصعب عليهم العودة إلى الحياة المدنية. اما رفض الاستسلام وإلقاء السلاح فهو موقف سياسي، اذ قد لا يكون فائزو الأمس فائزين في الغد. لذا من الأفضل الاحتفاظ بالبنادق والمدافع للتفاوض بشأن مكانها المناسب في الوقت المناسب.
إن ضعف السلطة المركزية وقياداتها، يجعلهم عاجزين عن إدخال «الثوار» في صفّهم لفقدان الوسائل العسكرية. كما ان الوعود بشأن مزايا مختلفة تُقدم اليهم مقابل تسريحهم (كالمنح الدراسية والتعلّم في الخارج الخ)- لا تقنع قادة الجماعات المسلحة الذين يرغبون في ممارسة بعض السلطة، محلياً أو وطنياً.
وقد بدأ العديد منهم بالفعل بتشكيل «مشاريع» أحزاب سياسية.
يكمن الخطر، كما يرى الخبراء، في أن نشهد ظهور أحزاب، لكل منها ميليشيا خاصة بها. قد لا تأتي كلها من رحم التيارات الإسلامية المختلفة، اذ هناك 53 جماعة مسلحة مختلفة في طرابلس، يقود بعضها قدامى «القذافية» الذين انشقوا قبل شهر من سقوط النظام الليبي والقادرين على شراء الميليشيات.. في إطار صراع مرير على السلطة.
أهمية عبد الحكيم بلحاج مثلا، المنصّب حاكماً للعاصمة والذي كان احد أعضاء «الجماعة الليبية المقاتلة»، هي في تحوّل الرؤى. فمع 300 رجل يقودهم بلحاج، لا يمثل الاخير سوى قوة واحدة من بين قوى أخرى، ولكن مدربة وممولة من دولة ما، الأمر الذي يسلط الضوء على مشكلة التدخل الأجنبي في «ليبيا جديدة».
من المرجح ان يكون الصراع على السلطة أكثر مرارة عندما يتصل بالمال. فالتحدي في المستقبل سيكون معرفة من الذي سيسيطر على عائدات النفط، وكذلك المبالغ الضخمة المودعة في الخارج، والمقدرة بـ100 مليار دولار. «من سيُسمح له بتوقيع الشيكات سيكون له الحق في تشكيل القوة العسكرية» وفقا للنظرة التشاؤمية في هذا المجال التي ترى ان «ليبيا لن تمارس العنف الاقتصادي». اذاً، كيف تُحبط هذه التوقعات المظلمة؟ ان جهدا كبيرا في المجال الثقافي، وفي إنشاء نظام سياسي لا مركزي يعيد توزيع عائدات النفط بشكل منصف، قد يكون بداية الطريق.. كما ان الحل قد يبدأ بالمساعدة على تشكيل جيش جديد من 50 الف من الميليشيات، لأن «جيشاً كبيراً وقوياً سيتمكّن من لعب دور سياسي ضروري، وفقاً للمخطط الشائع جدا في المنطقة».