المعنى الحقيقي للحب

المعنى الحقيقي للحب

بسم الله

الحب .. هو شعور غريب خفي يطوف بالناس بحثاً عن قلب ليتسلل إليه بهدوء لكي تزداد نبضاته ويشعر معها بنشوة تداعب إحساسه وتلطف اجواءه.. وتمتلك عليه روحه ووجدانه.. هذه اعراضه واحاسيس تنبئ بقدومه .... ولكن لم نصل إلى المعنى الحقيقي لهذه الكلمة قليلة الحروف وكبيرة المعنى واسعة الأفق التي شغلت الناس ونورت القلوب ساعة وحيرتها ساعات ........ فلا اعلم كلمة تعبر عن هذا الشعور سوى كلمة حب ...
يقول ابن تيمية : لو جمعت كل المصطلحات العربية لتأتي بكلمة تعبر عن الإعجاب والرضى لما وجدت أفضل من الحرفين ( الحاء والباء ) فهي أفضل كلمة تقال على الإطلاق .

وللحب معاني كثيرة وتعاريف متعددة حسب علاقة أطرافه , فأعظمها الحب في الله , وحب الوالدين , وحب بين الزوجين , وحب الأولاد والإخوة والأصحاب ولذلك تراه طاهرا نظيفا بعيدا عن النزوات الشهوانية والآثام التي يرتكبها محبي هذا العصر , لأن الحب الحقيقي يستمد تعريفه وطهارته من اطرافه فإن كان قربهما من بعضهما جائز شرعا كان حلالا طيبا طاهرا يؤتي ثماره في الدنيا والآخرة , وإن كان بين رجل وإمرأة غريبة عليه كان محرما .. لأن ما اختلى رجل بإمرأة غريبة إلا كان الشيطان ثالثهما .. ولذلك فما يسمونه حب ويتداوله شبابنا اليوم فهو لا يمت للحب الحقيقي بصلة لأنه حب شهواني ومارق خارج عن الدين والأعراف الاجتماعية , فهو حب ينصب علي المظهر الخارجي وينحصر في مصلحة آنية قد تدوم لساعات ثم تنتهي بالوقوع في الأثام وبعدها يبغض كل منهما للآخر .
فإن كان الحب هو جنة الدنيا وفردوس الآخرة كما يقولون فلابد ان يكون مبني علي الحلال , فالآثام والذنوب لا توصل إلى جنة الدنيا وفردوس الآخرة ,
وبهذه المعاني يكون الحب أسمى وأرقى العواطف الإنسانية، فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى، وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين، ذللت كثيراً من الصعاب، وأثمرت كثيراً من الثمار الطيبة في حياة الأمة والفرد , فإن ربط بين الزوجين كانت حياتهما سيعده ملؤها الحنان والألفة ونشأ الأولاد علي الحب , وإن كان الحب بين صديقين أو صديقتين كان كل منهما عونا لصاحبه علي تقوى الله والابتعاد به عما يغضب الله ورسوله فنالا راحة الدنيا وسعادة الآخرة ....

نسأل الله أن يجنب شبابنا الحب الشهواني والوقوع في الرذائل ليسعدوا في دنياهم وآخرتهم ..
وتقبلوا تحياتي