دفعة معنوية كبيرة للمنتخب المكسيكي

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2009-07-28, 7:18 pm

وجه منتخب المكسيك رسالة شديدة اللهجة في نهائي الكأس الذهبية 2009 CONCACAF في نيوجيرزي ملحقا بغريمه التقليدي الولايات المتحدة الأمريكية خسارة مذلة 5-0 ليستعيد اللقب. وكانت الخسارة هي الأقسى التي يتعرض لها المنتخب حامل اللقب مرتين منذ عام 1985، في حين سمح الفوز للمكسيك بالإنفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس الذهبية إذ رفعت رصيدها إلى خمسة ألقاب مقابل أربعة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد يكون اعتبار المنتخب المكسيكي الأفضل في منطقة CONCACAF بفضل هذا الفوز وهو الأول للمكسيك على أرض الولايات المتحدة الأمريكية منذ نحو عقد من الزمن، مثيراً للجدل خصوصاً إذا ما أخذنا في عين الإعتبار بأن المنتخبات القوية في هذه المنطقة لم تشارك بمنتخباتها الأولى بل بصفوف لا تملك أفرادها الخبرة الكبيرة في البطولات الكبرى. إلا أن الفوز لا شك يعني صحوة المنتخب المكسيكي الذي تراجع ترتيبه مؤخراً إلى المركز الرابع في تصفيات CONCACAF المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا.
وقال مدرب المكسيك خافيير أجويري "كل ما حققناه هنا ينتهي في غرف الملابس نحن نحتفل الآن ولكن الأمور تنتهي هنا. غداً سنبدأ الإستعداد والعمل والكفاح لمباراتنا المقبلة في 12 آب/أغسطس لأن الأمور ستكون مختلفة." وكان أجويري قد استلم منصبه مدرباً للمكسيك خلفا للسويدي زفن جوران أريكسون في نيسان/أبريل الماضي، وقد تحسنت عروض المنتخب كثيراً بإشرافه في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.

وخاض المنتخب المكسيكي الكأس الذهبية هذا العام وهي غير مؤهلة إلى كأس القارات وعانى لتخطي نيكاراجوا في مباراته الأولى ثم سقط في فخ التعادل مع بنما في مباراته الثانية حيث طرد مدرب المكسيك أجويري وأوقف لثلاث مباريات لركله لاعب بنما فيليبي بالوي. ونجح المنتخب المكسيكي في تحقيق فوز عريض على جوادالوب في مباراته الأخيرة في الدور الأول ليتصدر مجموعته في حين فشل منتخب جوادالوب في تكرار إنجازه عندما بلغ نصف النهائي عام 2007. وبعد اكتساحه هايتي برباعية نظيفة في ربع النهائي، عانى المنتخب المكسيكي كثيرا لبلوغ المباراة النهائية.
وواجه المنتخب المكسيكي نظيره الكوستاريكي القوي الذي يحتل المركز الأول في الدور النهائي من تصفيات CONCACAF المؤهلة الى نهائيات كأس العالم. وكان الإمتحان عسيراً لرجال أجويري الذين خرجوا فائزين بصعوبة بركلات الجزاء الترجيحية التي حسمها جييرمو أوشوا.
في المقابل، قدم المنتخب الأمريكي عروضاً رائعة من دون أن تكون استعراضية. واضطر مدرب المنتخب الأمريكي بوب برادلي إلى الإستعانة بلاعبين محليين وآخرين لم يتم استدعاؤهم من قبل إلى صفوف المنتخب خصوصاً وأن هذه البطولة جاءت مباشرة بعد مشاركة المنتخب في كأس القارات الشهر الماضي في جنوب أفريقيا حيث تمكن المنتخب الأمريكي من مفاجأة المنتخب الأسباني في نصف النهائي وبلوغ النهائي حيث خسر في مباراة مثيرة أمام نظيره البرازيلي 3-2.
وتصدر المنتخب الأمريكي مجموعته في الدور الأول محققاً انتصارين على جرينادا وهندوراس قبل أن ينتزع نقطة واحدة من هايتي في بوسطن. وبرز من بين الشبان الصاعدين في المنتخب الأمريكي ستيوارت هولدن الذي سجل هدفين بينهما هدف التعادل في مرمى هايتي.
وعانى المنتخب الأمريكي الأمرين في مواجهة منتخب بنما في ربع النهائي واحتاج إلى وقت إضافي لتخطيه، قبل أن يحقق فوزاً سهلاً على هندوراس 2-0 ليحجز مقعده في المباراة النهائية. بيد أن برادلي البراجماتي تعلم الدرس وقال في هذا الصدد "سنتحدث عن هذه المباراة وعن النتيجة بكل صراحة واحترام ونأمل أن نتعلم منها في المباريات المقبلة."
نجوم البطولة
على الرغم من أنهما تأخرا في دخول أجواء البطولة، اختير المكسيكي دوس سانتوس أفضل لاعب في البطولة في حين لفت زميله فيلا الأنظار أيضاً. ويعطي تألق هذين اللاعبين فرصة أكبر للمنتخب المكسيكي الذي سيواجه نظيره الأمريكي بعد 16 يوماً في تصفيات كأس العالم على استاد ازتيكا. وأنهى ميجيل صباح البطولة في صدارة ترتيب الهدافين في حين تألق أيضاً الحارس أوشوا وقلب الدفاع جوني ماجالون.
وسيخوض قلة من اللاعبين الأمريكيين الذي شاركوا في الكأس الذهبية المباراة المرتقبة ضد المكسيك الشهر المقبل، بيد أن البعض لفت الأنظار وسيتعين على المدرب بوب برادلي أن يفكر ملياً في ضمهم إلى صفوف المنتخب. وسجل روبي روجرز نقاطاً بفضل استقرار مستواه على الجناح في حين برهن هولدن بأنه يستطيع أن يشغل أكثر من مركز في المستقبل.
ومن بين منتخبات أمريكا الوسطى، قدمت هندوراس في هذه البطولة كارلوس كوستلي النشيط، والمهاجم المتاألق والتر مارتينيز. أما كوستاريكا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية، فقدمت عروضاً جيدة بفضل تألق صانع ألعابها سيلسو بورجيس والهداف ألفارو سابوريو والحارس كيلور نافاس. ولم يخيب منتخب بنما الآمال أيضاً بفضل وجود بالوي في صفوفه ولاس بيريز ولويس تيخادا الذي قدموا جهوداً كبيرة طوال البطولة. أما نيكاراجوا التي كانت تشارك في البطولة للمرة الأولى بالإضافة إلى هندوراس التي لا تزال تحتفظ بأملها ببلوغ نهائيات كأس العالم 2010 FIFA، فعانتا كثيراً حيث أنهيا الدور الأول في المركز الأخير في مجموعتيهما.
ومن بين منتخبات البحر الكاريبي، كان منتخب جرينادا الأكثر معاناة. ففي أول مشاركة له في الكأس الذهبية خسر منتخب جرينادا مبارياته الثلاث ودخل مرماه 10 أهداف، ولم يسجل أي هدف. وتألق ثنائي هايتي فابريس نويل وليونيل سان برو بالإضافة إلى لاعب جوادالوب لويك لافال حيث بلغ المنتخبان ربع النهائي أما جامايكا حاملة اللقب في البحر الكاريبي فقد خرجت من الدور الأول.