درب من دورب المستحيل

احبائى دعونا نسير في هذا الطريق الطويل؛ درب من دروب المستحيل؛ نبحث عن شئ يضئ في الظلماء كالقنديل؛ لا اعرف إذا ما كان سراب أو ليس له بديل.
هل هي صلة قرابة ؟ إنها ليست كذلك ، ليست صلة قرابة لا من قريب و لا من بعيد ؛ إنها العلاقة الأقوى من اى علاقة ، إنها أقوى بكثير .

الآلفة و الائتلاف.............
من هم الأشخاص الذين يمكن أن ندرجهم في هذه العلاقة بالرغم من عدم رضانا عن جميع صفاتهم و أفعالهم؛
و من هم الأشخاص الذين لا يمكن أن ندرجهم في هذه العلاقة بالرغم من إيجابياتهم و حديثهم و فطرتهم.
بمعنى آخر، من هو الإنسان الراقي و الإنسان اللاراقى ؟ و كيف يكون الحكم و ما هي المقاييس التي تدلنا عليهم و تساعدنا على معرفة ذلك ؟
إنها الحرية..... ما هي الحرية ؟
في مجتمعنا هذا نفتقد للحرية و لا نجد تفسيرا و معنى لها.
فنتجه في بعض الاتجاهات التي نحاول من خلالها أن نوهم أنفسنا بأنها نوع من أنواع الحرية.

الحرية هي المسؤلية، المسؤلية فى التعامل و المعاملة و العمل؛ إذا كنا ملتزمين في حياتنا و نحترم الآخرين و نقدر مشاعرهم و إنسانيتهم.
تعنى لنا الحرية في مجتمعنا هذا أن نفعل ما نشاء تحت اسم الحرية فالغاية تبرر الوسيلة، و الغش و الخداع و التعامل بوجهين من اجل الوصول إلى ما نريد.....إنها الحرية.
لا تذهبوا بعيدا لا نزال نبحث عن شئ ما.
مودة، محبة، أخوة، هل هي موجودة في قاموس حياتنا، فمن هو الإنسان الجدير بالاحترام و التقدير، انه الإنسان الراقي الذي إذا ما تعاملت معه تشعر و كأنك تتعامل مع نفسك، لا وجود للزيف و الخداع، الصدق في الأقوال و الأفعال.

فلا يعنى أن تكون إنسان راقي، إن تلبس ملابس معينة و أن تظهر بمظاهر متغيرة، و أن تأكل في مطعم راقي بطريقة راقية، إنها مجرد مظاهر، إنما تدل على الفراغ الفكري، إذا ما كان اهتمام الإنسان منصبا على هذه الأشياء فقط للوصول إلى الرقى، ربما تمثل هذه الأشياء جزء من الرقى و لكنها ليست الجوهر.

الإنسان الراقي هو الذي يصارحك منذ البداية بحقيقة مشاعره سلبا كانت أم إيجابا، و لا يتقرب منك لمصحلة يبتغيها، يقدر ما تقدم له من خير فيقدم لك أضعافا مضاعفة مما قدمت له؛ ذو قلب ابيض يقف إلى جانبك في السراء و الضراء يتحسس مشاعرك و يحاول جاهدا العمل على إسعادك و يتحين الفرص ليفرحك و يتودد إليك و يمد لك يد العون، انه الإنسان الذي لا يستغلك و لا يتودد إليك لحاجة في نفسه، إذا احبك؛ احبك لذاتك، و إن تقرب منك فلشخصك و إن أعجب بك فلصفاتك دون النظر إلى أي شيء آخر.
كلام في الليل يتبدل في النهار، صدق في النهار يتحول إلى كذب مع غياب أول خيوط الشمس؛
الإنسان اللاراقى، هو الذي يأخذ و لا يعطى انه انانى و لا يعرف معنى التقدير و الشكر، فإذا ما قدم لك شئ فهو يمهد ليأخذ منك أشياء كثيرة فهو في الغالب له وجهان " الأول يرضيك به، و الثاني يرضى به نفسه و نواياه؛
منقبض النفس و اليد، يتظاهر بالمحبة و يضمر في قلبه اللؤم و الحسد، متصنع في حركاته و سكناته، يظهر غير ما يبطن و يحاول إخفاء عيوبه و يظهر فقط حسناته و لو كانت مزيفة، و لا يفهم الأمور إلا من وجهة نظره و بيئته.
الإنسان الراقي هو الإنسان الصادق في نيته و مشاعره و قوله و عمله؛
و الإنسان اللاراقى هو المتقلب و المتلون في نواياه و مشاعره و قوله و فعله؛
و السعد السعيد الذي يظفر بالصادق الأمين فيزين له حياته؛
و الشقي... الشقي الذي يتعثر بالكاذب المنافق فيعكر عليه صفو حياته.
فلو رجعنا إلى تكوين الإنسان سنجد انه يتكون من معادن، فبعض الناس يكون معدنها أصيل كما الذهب، و البعض الأخر يكون معدنها كما النحاس يكون لها بريق و لكن سرعان ما تنطفئ و تصدا؛
فكل الصفات الخيرة ترجع في جوهرها إلى الصدق و الوضوح في التعامل؛ و الصفات السيئة ترجع في أساسها إلى الكذب و الغش؛
فإذا ظفرت بالصادق الأمين فانك كسبت المعدن الأصيل.
أعزائي أعضاء المنتدى انتم المعدن الأصيل، يظهر ذلك بكل ما تقدموا لهذا المنتدى، فاستمروا في رعاية الله

مشاركة مميزة