يوسف العزابى : هل كان حديث المستشار مقنعا ؟

يوسف العزابى

هل كان حديث المستشار مقنعا؟
منذ اسابيع عده اجرت قناة عربية فضائية مقابلة مع السيد المستشار رئيس المجلس الوطنى الانتقالى اجاب فيها على مجموعة مختلفة من المواضيع التى كانت تهم المواطن الليبى وطرحت عليه بحرفية ومهنية عالية تشتهر بهما تلك القناة ومقدم البرنامج. بعد هذه المقابله شعرت ان كثيرا من الليبيين يظلمون المستشار وهكذا كتبت مقالا متواضعا بعنوان انى اعتذر اجتذب بعض التعليقات المعتاده. فى هذه المره وبعد مقابلة البارحة مع فضائية ليبيا لكل الاحرار، جزاها الله عنا كل خير، لن اعتذر، بل لعلى ساضيف بعض الزيت على النار. واقول،ولكن من بداية السطر.
وجهت للمستشار اسئلة متعدده لم تكن مهنية الى ذلك الحد، لكن اجابات المستشار على كثير منها لم تكن مقنعة ولاترقى الى مستوى اجابات رئيس للدولة ولو كان مؤقتا او قائدا لثورة ولو كان رمزا. النقطة الاولى هى تلك التى تتعلق بتبرئة ذمته، وهذا شىء محمود، هو اشار فى هذا الصدد الى مبلغين من المال استلمهما عندما كان يشغل حقيبة العدل، خمسة آلاف دولار عن كل مهمة خارجيه مجموع المبلغ خمسة وستون الفا، ليس كبيرا. المبلغ الثانى نظير المسكن ولكنه لم يذكره وياليثه فعل. المعلومات تقول ان امناء ذلك العهد كانت تشترى لهم بيوت بمبالغ طائله تصل الى مليون دينار واكثر او تسلم لهم نقدا ليشتروا هو مايناسب، فهل اشترى المستشار او اشترى له، ام استلم المبلغ نقدا ولم يفعل والاغلب انه اعاده الى خزينة الدوله، ولكنه كان عليه ان يعطى تفصيلا اكثر لمصلحته. النقطة الثانية تتعلق بصكوك الغفران، كما اشار المضيف، للسيدين الشامخ والبرانى. واذا كان ماقيل عن تصرف السيد البرانى صحيحا فهو لايستحق صكوك للغفران فقط وانما يستحق وساما ولكن من برلمان الامة بعد انتخابه والتحقق مما فعل. اما بخصوص دفاعه عن السد الشامخ فمن سوء حظه الايكون موفقا. الشعب الليبى يعرف السيد مبارك الشامخ عن كثب فقد تولى مهام عديده وكلف بمسؤوليات كثيره افلح فى ادائها ايما فلاح. من منا ينسى السيد الشامخ فى مؤتمرات الشعب العام وهو ينظر ويدافع ويناور ويحاور ويشتد فى الحوار دفاعا وهجوما. الاخ القائد هو ابونا، اخر كتاب قرأته لمؤلف اجنبى، لااذكر اسمه، يقول كذا وكذا. اليس هو الذى اسرع بارسال بلدوزراته عندما كان امينا للمرافق لازالة اجمل مبانى طرابلس وهو مبنى رئاسة مجلس الوزراء؟ فى بداية الثورة اذاعت له احدى الفضائيات الليبية،على ما اذكر،خطابا فى سبها، كان على من منحه صك الغفران ان يعود اليه. كانت له بعض التصريحات ولكن بعد فوات الاوان. فى كل الاحوال له الحق فى ان يحظى بالوقت الكافى لتوضيح مواقفه فقد يفلح، لكن المستشار لم يكن مقنعا فى ما اورد فى هذه الجزئية البسيطه.النقطة الثالثة فى تعامل المجلس الذى هو رئيسه مع حكومة الكيب، تحبونها ام لا، تدعمونها ام لا،. انتقد الكيب لانه لم يقل الحقيقة بخصوص ما استلمه من وثائق، او ملفات، من السيد محمود جبريل، انتقد اداء الحكومة المتواضع والبطىء فى معالجة المشاكل التى وعد الكيب وفقا للبرنامج الذى قدمه للمجلس واختير على اساسه رئيسا للحكومة. لم يكن واضحا فى تفسيره لهذا اللغط حول اقالة الحكومة او تعديل فيها او ابقائها. لم يكن موفقا فى هذه النقطة ايضا. النقطة الرابعة حديثه عن المجلس الموقر يوحى بعدم تمكنه من ضبط الامور ويعيد ذلك الى طبيعة تشكيلة المجلس او كثرة العدد. ولكنه فى حقيقة الامر ضعف فى الامساك بزمام الامور. طبيعة التوافق ليست معضله وكذلك العدد. مجالس النواب والشيوخ وماشابهها بالمئات وليس سبعين عضوااو يزيد. هو خبر مؤتمر الشعب العام ويعرف كيف تضبط الامور فيه. لذلك لاعذر هنا ايضا. النقطة الخامسة حديثه عن الزيارات الخارجية وبالتحديد للجزائر والعراق. بالنسبة للجزائر كان واضحا ان لاشىء تحقق لمصلحة ليبيا، والدليل ذلك الاصرار على اعتبار احداث مالى وكانها الخطر الداهم على ليبيا، بينما يعرف اى مراقب ان الجزائر هى الاولى بالمعروف. فى العراق يبدو الفشل واضحا حين حديثه على احترام القضاء العراقى بخصوص المساجين الليبيين. يبدوانه لم يتمكن من ايجاد الاسلوب الامثل لمعالجة هذا الموضوع وهذه فى الواقع مهام رؤساء الدول فى لقاءاتهم، وجود طرق لاختراق هذه المسميات لمصلحة القضية التى يدافع عنها. هناك مثال قريب فى التعامل مع القوانين وهو تعامل امريكا مع القضاء المصرى فى موضوع الجمعيات الخيرية واعضاءاها من الامريكان الذين كانوا يسرحون ويمرحون، وعندما قبض عليهم تسربوا من بين اصابع اخواننا المصريين وقضائهم وقضاتهم وحتى اجهزتهم الامنية الجراره. النقطة السادسة والاخيرة الغش لسرقة الاموال العامة سواء المخصصة للعلاج او لمنح الثوار. ابدى الاسف واعتمد على حسن الاخلاق وتوقع ثقافة جديدة فى المجتمع، وهذه المفردات قد يتحدث عنها امام فى مسجد او ولى امر لاولاده. الدولة يجب ان تتعامل بقوة القانون وبسلاح الاعلام ايضا كى يكشف السراق على الملاء ويحالون الى المحاكم امام الملاْ.
الواجب يفرض على ان اشير بالمرة الى اوضاع البلاد وكيف يمكن اللحاق بها ومعالجتها. واعودالى مصر فهى ام الدنيا، المصريون احوالهم افضل من احوالنا، لديهم مجلس عسكرى يمثل الدوله ويأمر فيطاع، ولديهم حكومة تخطط وتنفذ وتدافع عن نفسها امام الملآ وتحاول اللحاق بالمشاكل فى وقتها، لديهم مجلس منتخب للنواب يجتمع ويناقش ويقرر، لديهم مجلس للشورى، وباختصار لديهم دولة تسير. لكنهم عند الاحساس بالخطر على الثوره يتسارعون الى ميدان التحرير فى مليونياتهم لاعادة الامور الى نصابها. نحن لدينا مجلس ولكن مؤقت ولدينا حكومة ولكن مؤقته ولدينا اسم جيش بدون جيش ولدينا ثوار واشباه ثوار ولدينا اعداء يحيطون بنا من كل مكان ينتظرون اللحظة المناسبة للوثوب، ولدينا بؤر كثيرة مهيئة للاشتعال واعواد ثقاب اكثر واحدث واسرع اشتعالا. ونحن نتابع الامور الغريبة العجيبة وكانها تجرى فى بلد غير ليبيا، نحتسى الشاى الاخضر وننظر الى القنوات المختلفه، نحلل الاخبار ونعلق عليها، وهى اخبارتخصنا، ثم ننسحب الى تلك العادة الذميمة، اللامبالاة،. منذ اكثر من اربعين عاما استولى ضباط على السلطة فى بلادنا بنفس تلك المبالاة هللنا وهتفنا، وعندما بدأت الاوضاع تسوء، نناقشها على استحياء وخوف ونعود الى عادتنا المفضلة اللامبالاة حتى فاض الكيل. فهل تريدون يا ابناء ليبيا ان تذهب تلك التضحيات سدى، وان يجلس بعضنا بعد وقت ليقوا ان التاريخ يعيد نفسه. الاوضاع تحتاج الى مليونيات كل يوم وكل ساعه ولو كان لاتفه سبب مادام ذلك يصب فى مصلحة الوطن ولااحد ولاشىء غير الوطن. هذه الاجزاب ما فائدتها اذن. الانتظار للوثوب على السلطه. ام للتمظهر علينا عبر الفضائيات. اذا لم تنظم مظاهرات ومسيرات واعتصامات لاخافة اعداء الوطن ولو كان فى شكل سارق لمنحة ثائر، فلا داعى لهذه الاحزاب.
يجب ان تستعدوا للنزال فالاعداء بالداخل والخارج بالمرصاد ولكم فى ما يقوم به ابناء مصر خير مثال لمواجهتهم والقضاء عليهم وبسرعه.ان شاء...
يوسف العزابى