الترويح عن النفس

الترويح عن النفس

بسم الله

الترويح عن النفس أمر محبب ومطلوب في كل زمان ، حتى وإن كانت الحياة بسيطة ميسرة خالية من التعقيد ، فما بالك بعصرنا هذا الذي سمته السرعة وكثرة المشاكل وصعوبة الحياة , ولما كانت القلوب تمل حياة الصرامة والجد فتحتاج إلى الترويح عنها بالفكاهة والمرح فإن الأجساد تمل العمل المتواصل والتعب المتكرر كل يوم فتحتاج هي الأخرى إلى سويعات من الراحة والبعد عن موقع العمل لتستجم في جو جميل تستعيد فيه نشاطها وتنال قسطا من الرفاهية والحرية لتعود للعمل في جد ورغبة . خاصة أن تعريف الترويح يعني : السعة والفسحة وإزالة التعب والمشقه وإدخال السرور علي النفس والانتقال بها من حال العمل والجد إلى آخر تشتاقه النفس وترغب فيه .

وأن الترويح له أشكال متعددة وأماكن كثيرة حسب العرف والدين ، ولا يخلو موقع من مواقع الترويح إلا كانت الطبيعة جزء مهم فيه ، فهي تجمع بين الجو الصحي وجمال المناظر الذي تختلف فوائدة بين متعة النفس باطلاق النظر إلى الأفق البعيد لكي تعيد للبصر صحته واستنشاق الهواء النقي الذي ينشط الجهاز التنفسي ويغذي القلب ويعيد للدورة الدموية نشاطها ، كما ان النفس تنبسط سريرتها بالمناظر الطبيعية من اشجار خضراء ناعمة الأغصان رقيقة الزهور تحتضن الفراشات بحنان وعشق منقطع النظير فلا الفراشات تمل زيارتها ولا الزهور تضيق بها لتعطيك صورة الحب في الطبيعة والمنافع المتبادلة بين مكوناتها .

كما ان الناظر إليها يرى عظمة الله في مخلوقاته وسعة ملكة وعظمة تكوينه للجبال الشاهقة والكساء الخضري الذي يكسوها , والتلال قليلة الارتفاع جميلة المنظر، والوديات السحيقة والمنحدرات البسيطة التي تمثل مسارب لمياة الأمطار ، والهضاب المنبسطة المزروعة بشتى انواع الحبوب وأشجار الفواكه . والسماء العالية والسحاب المسخر بين السماء والأرض ، وترى الطيور التي تعيش في حياة مرحة مطلقة الألحان العذبة وهي تعمل في نشاط رغم قصر عمرها إلا أنها تعيش حياتها في سعادة ومرح . فلا يسعه إلا ان يقول .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ...

وبما ان الإنسان له جوانب متعددة من روح وعقل وجسد وبذلك تكون له ميول مختلفة وقد لا تتناغم هذه الميول نتيجة التعب والاجهاد في العمل ، فيكون في حاجة إلى الترويح لتحقيق التوازن بين تـلـك الـجـوانب، لكي يبتعد الإنسان عن الكلل والملل، ويعاود المسير براحة وطمأنينة.

فيرجع آخر النهار وهو ملئ بالنشاط و الصحة مرتاح البال وقد تخلص من تعبه ووساس نفسه مقبلا علي عمله وهو أكثر قناعة بما قسم الله له من رزق .. قوي الإيمان بالله حريصا علي طاعته وتنفيذ أوامره واجتناب لنواهيه .. وقد زادت علاقته الطيبة مع من كان معه من الاصدقاء والمعارف حيث توطدت العلاقات وازدادت الألفة وقوية المحبة التي تبعث علي الاستقرار بين النفوس والعائلات فيعم الأمن والسعادة كل البلاد ....

اتمنى للجميع قضاء وقت طيب في ربوع الطبيعة التي وهبنا الله إياها لنستمتع بها ونشكر علي علي نعمة التي لا تحصى ولا تعد .. وكل عام والجميع بخير وسعادة وبلادنا في امن وآمان ...